مهما غدرت الإمارات بالشرعية فإن اليمن ليست للمقاولة أو البيع أو المساومة
منذ أن وطأت الإمارات أرض اليمن الطاهرة وهي تلوثها بسلوكها المتعارض مع القرارات الدولية وأهداف التحال...
تحاصر مأرب بنيران الحرب من جهاتها كافة والعدو الحوثي حامل مشروع الإمامة والعبودية لليمنيين يستميت على أبوابها لكي يسقطها ، بينما الطبقة السياسية تمضي في ارتكاب فضائحها واثقة من أنه لا حساب ولا عقاب ، فلا مجلس الدفاع الوطني اجتمع لأجلها ولا مجلس النواب ولا الحكومة ولا مجلس الشورى ولا المجلس الوطني للأحزاب السياسية ، تدفع مأرب الثمن باهضا في حياتها اليومية ، نتيجة اختلال مؤسسات الشرعية وتهالكها بالتعطيل المقصود لمؤسساتها ، وقد استمرأت الطبقة السياسية الفراغ فوضعت يدها على ماتبقى من موارد الدولة أو صمتت عما تقوم به الإمارات والسعودية من تعطيل للموارد ، كما هو حاصل في منشأة بلحاف الغازية والموانئ اليمنية .
وبالرغم من كل ذلك فإن مأرب تكتب بدماء أهلها فصلا جديدا من التاريخ المضاد لبعض القبائل والأحزاب التي تاهت في صحراء الاستسلام للعدو الحوثي ، وقفت وحيدة تقاتل بشبابها والشيوخ وبالفتية التي أنجبتهم الأرض الطيبة وبالأيتام الذين سقط أباؤهم فداء لليمن فزادوا من صلابة الإرادة ودفنوا أجسادهم في الأرض التي صارت ألغاما يسدون بها الطريق على جحافل عصابة الحوثي الإرهابية .
وحيدة مارب تقاتل أعداء الحياة ،حياة اليمنيين جميعا وحقهم في مستقبل أفضل ، تقاتل بينما جميع الجبهات مغيبة ، وكأنه كتب على مأرب أن تدفع ثمن حرية اليمن المقدسة بالدم لتعويض الغياب المفجع لجميع الجبهات ، تقاتل مأرب ولم تأبه للرباعية التي تدير ملف اليمن بدون اليمن ، تقاتل مأرب باسم اليمنيين ونيابة عن الخليج المستهدف من إيران ، بينما هذا الخليج يمنع وصول الأسلحة إلى مأرب .
لقد اختطفت الإمامة المسلحة بعمى الأوهام اليمن ، فكان على مأرب أن تدفع من دماء أبنائها وساكنيها دية استعادة الوعي بحقائق التاريخ والجغرافيا والدين ، فبعد أن أخذ تعز التيه بين الشرعية المقتتلة بينها ما كأن من مأرب إلا أن تتكبد من لحمها ثمن تصحيح المسار ، مسار الحديدة التي كبلت باتفاق ستوكهولم الذي أوقف هزيمة الحوثي ليبحث عن بقائه في هذه الأرض المطهرة بدماء الشهداء .
تفجرت عدن بخطايا أتباع الإمارات فتشظت وجعلت أبناءها يقتتلون ولم ينفع البحر في غسل جراحها وذهبت بعيدة عن أهلها تحت وهم الانفصال ، وحينما تقدمت البيضاء بمقاومتها متخطية الانقسام السياسي المعزز بسرطان التبعية وصواعق التفجير الحزبي ، فبادر إليها التحالف ليسكتها ، لذلك ظلت مأرب تقاتل من أجل الغد المشرق ، تقاتل المشروع الإمامي وتقاتل قبائل الاستسلام التي تدفع بأبنائها لرفع راية العبودية .
والسؤال : متى تتحرك الشرعية لتحمي انتصار مأرب المكتوب بدم أبنائها وليس لها سوى هذا الدم مدادا لكتابة المستقبل لليمنيين جميعا ؟ ومتى ينعقد مجلس الدفاع الوطني ليحشد إلى مأرب ويسلح الجيش الوطني المرابط هناك بما يستحقه من السلاح ؟ ومتى ينعقد مجلس النواب والشورى والأحزاب السياسية لدعم معركة الحياة هناك ؟
وبسؤال آخر : متى سيرف جفن أقطاب الطبقة السياسية على اختلاف توجهاتها تهيبا وخوفا ، بدلا من الاستمرار في ممارسة ترف الحياة خارج واقع الشعب وخارج منطق حفظ الدولة بأي ثمن ؟ متى ستعود هذه الطبقة إلى إحساسها وتتخلى عن معاركها الوهمية حول المناصب التي حصلت عليها بالمقادير وبمصالح الدول التي ترتبط بها ؟
عادل الشجاع