مهما غدرت الإمارات بالشرعية فإن اليمن ليست للمقاولة أو البيع أو المساومة
منذ أن وطأت الإمارات أرض اليمن الطاهرة وهي تلوثها بسلوكها المتعارض مع القرارات الدولية وأهداف التحال...
من يمارس السياسة ولو في حدودها الدنيا ، يدرك الشطط والتهور الذي وضعت قيادات الانتقالي نفسها وقواعدها فيهما ، وبدلا من تجاوز الأخطاء التي زعمت هذه القيادات أن دولة الوحدة وقعت فيها ، كرست أبشع الممارسات ، بل وتقيأت على تاريخ اكتوبر المشرق ، وحولت الانتقالي إلى فقاسة تعيد إنتاج التخلف .
لو أن قيادات الانتقالي ، تقرأ التاريخ لأدركت أن حركة التاريخ لا تعود إلى الخلف مطلقا ، وأن اليمن لم يزدهر ولم يبن حضارته إلا في فترات توحده ، أي في فترة الدولة المركزية المتوازنة ، وأنها انهارت في العهود التي ضعف فيها المركز وتغولت الأطراف وأصبحت أدوات تابعة للخارج ، فاليمن ليس تأريخا فحسب ، بل جغرافية أيضا ، ومن يتتبع مجاري السيول ، سيجدها تبدأ في الشمال وتستقر في الجنوب ، فضلا عن التكامل الاقتصادي بين مناطقه المختلفة .
ما يقوم به الانتقالي يتطابق كلية مع ما يقوم به الحوثي ، مع الفارق أن منطلق الحوثي ديني والانتقالي مناطقي ، لكن فعل التدمير للتعايش والوحدة يكاد يكون متطابقا ، فلا فرق بينهما ، فجميعهم ينتقمون من الشعب وجميعهم أدوات خارجية يتسابقون على تقديم الخدمات للخارج على حساب احتياجات المواطن اليمني .
وإذا بحثنا في منجزات الانتقالي والحوثي ، فلن نجد سوى التضييق على الناس وتخريب حياتهم ، فلم ينحزوا أي مشروع اقتصادي أو تنموي وعدائهم للوحدة والدولة مشترك ،فمثلما عزل الحوثي صنعاء ، فعل ذلك الانتقالي بعدن ،ومثلما يحكم صنعاء القادمون من صعدة ، يحكم عدن القادمون من الضالع ، حولوا السياسة من فن الممكن إلى فن الخبث والأنانية وتكريس الصراع المذهبي والمناطقي وتدمير النسيج الاجتماعي ، يخوضون صراعا ضد المدنية بأدوات مناطقية ومذهبية .