لماذا تستثمر الإمارات في الاتصالات بعدن وليس في الكهرباء ؟

منذ ما قيل إن عدن تحررت ورفعت صور آل زايد في مشاريع ومدارس بنتها حكومات النظام السابق ونحن نسمع عن إمارات الخير والأيادي البيضاء للإمارات ، لكن على أرض الواقع لم نلمس لهذه الدويلة سوى الشر والأدوار القذرة ، فهي تثير الفوضى وتزعزع الاستقرار وتعطل ميناء عدن لكي يبقى ميناء دبي فاعلا ، فإحياء ميناء عدن يميت ميناء دبي .

وبما أن الإمارات تتحكم بمصير عدن من خلال مرتزقتها الذين اصطفوا معها على حساب أهلهم وعشيرتهم ، كان البعض يعتقد أن الإمارات ستقف إلى جانب عدن في ظلمتها وستبني مشروعا استراتيجيا لحل مشكلة الكهرباء ، لكن هؤلاء البعض نسوا أن الإمارات سرقت حتى المولدات التي وفرها النظام السابق لخليجي عشرين ، وبدلا من الاستثمار في الكهرباء ، ذهبت للاستحواذ على شركة عدن نت للاتصالات ، كي تسيطر على حركات الناس وسكناتهم وتتنصت عليهم وعلى بنوكهم ومطاراتهم وكل ما يتعلق بأمنهم القومي .

إذا كان الناس يعانون في عدن من غياب الكهرباء ، فلماذا تستثمر الإمارات في الاتصالات وليس في الكهرباء ، وإذا كان توفير الكهرباء مسؤلية الحكومة كما يزعم قادة الانتقالي ، فلماذا واجهوا الناس الذين خرجوا يطالبون الدولة بتوفير الكهرباء بالرصاص الحي ؟ ألا يدل ذلك على أن هؤلاء الرخاص الذين استرخصوا أنفسهم وباعوها للإمارات قد فقدوا كل ما يمت بصلة للكرامة وحب الوطن ؟

ألا يعلم هؤلاء أن قطع الكهرباء عن الناس يعني قطع الحياة ، كون الكهرباء أساسية لجميع مناحي الحياة ، وهي ضرورية كونها حق محمي دوليا في مستوى معيشي لائق يشمل كل شخص ، دون تمييز ؟
وهل يعلم هؤلاء بأن انعدام الكهرباء يعني انعدام المساواة وتقليص قدرات الناس على التمتع بأبسط الحقوق الأساسية وتدفع بهم نحو مزيد من الفقر وتحد من حصولهم على حقوقهم الأخرى ، مثل الحق في الماء والتعليم والرعاية الصحية ؟

لماذا لم نسمع عن توجيه المحرمي لمليشياته باعتقال رئيس الحكومة كما فعل قبل أسبوع حينما كان الأمر يعنيه ، لكنه حينما يعني المواطن لا يهتم أحد لذلك ، ولماذا لم يقدم الانتقالي على طرد الحكومة كما فعل مرات عديدة ؟ لأن الأمر بكل بساطة يأتي وفق توجيهات ولي نعمته الذي يستخدمه فقط للإضرار بأهله ووطنه .

أليس من المنطقي أن تستثمر الإمارات في الكهرباء بدلا من الاستثمار في الاتصالات ، كون الناس لديها مشكلة في الكهرباء وليس في الاتصالات ؟ هذا يؤكد أن الأشرار الإماراتيين لا يريدون خيرا لعدن لذلك هم يبقون على حكومة الخائن معين عبد الملك ويبقون على مرتزقتهم الرخاص كقفاز يضربون بهم المواطن الذي غرق في الظلام 
وانعدمت سبل الحياة لديه وأصبح شبح العتمة رفيق دربه ودرجة الحرارة تصهر جسده ، فمنذ أن حل الأشرار في عدن وهي تعيش اضطرابات ولم تستقر ، بل تعيش على المسكنات والحقن التخديرية ، فهي عنوان بارز لاستهداف إمارات الشر لها وفشل الحكومة والانتقالي في إدارتها ، ولم يبق أمام المواطن إلا أن ينتزع حقه بالقوة من هؤلاء الأشرار .

مقالات الكاتب