ماذا حدث لعدنان الخضر؟

قناعتي و تفسيري المتواضع، لما حصل للممثل الجنوبي عدنان الخضر، أمس بتركيا، من جريمة اعتداء همجي وحشي، ليس حادثا عرضيا اطلاقا، كما حاول أولئك الوحوش، الضغط عليه للظهور القسري بالفيديو الثاني ليكذب نفسه ويشكر الأمن والشرطة التركية على انهم من تدخل لانقاذه واسعفوه للمشفى وليس من اعتدى عليه كما قال في الفيديو الأول.
ورغم التناقض المكشوف بحديثيه الثاني والأول، إلا أن الثاني حمل تأكيدات غير مباشرة أقوى من الأول في نظري، تؤكد قطعا أن الأمن التركي، هو فعلا من اعتدى عليه وان بطريقة شوارعية، وهو من يدرك لماذا أكثر من غيره ممن يحاول التذاكي علينا بتبريراته وبول تحليلاته السخيفة لتبرأة الجناة، سيما حينما عاد مجبرا للزعم بالفيديو الثاني أنه لم يعرف من ضربه ولا حقيقة ماحصل له، كونه لم يفق او يدرك من هول الاعتداء عليه، الا وهو بالمستشفى أن هناك أمرا وقع له، وبالتالي كيف عرف أن من تدخل لانقاذه واسعافه للمشفى هم الشرطة التركية وهو فاقد الوعي،حسب قوله التخبط، ولم يعرف عند بداية الاعتداء من هم الجناة وعلى ماذا؟ 
لذلك فإن ماحصل للمثل والاعلامي العدني المستقل، من جريمة اعتداء وحشي، تأتي في تقديري كذلك، ضمن سياسة تركية مدروسة على نطاق أمني سري محدود، لارعاب أي مقيم - وخاصة من الإعلاميين اليمنيين - يحاول ان يرفض التجنيد الأمني اوالتعاون الاستخباراتي مع الأتراك وتقديم الولاء والطاعة لهم كضريبة غير معلنة لإقامته بالبلاد، ولنا مع الاختطاف والتعذيب الأمني التركي لعدنان الآخر الذي كان يعمل بقناة بلقيس أيضا خير شاهد وكيف كان الأمن يراقبه وماذا كان يريد ويطلب منه.
وبكل تأكيد، أن ذلك كان على أقرب كل التقديرات، بعد تقديم وشاية عنهما، ممن يحسبان عليه بتركيا، تشكك بولائهما وتعتبرهما غير منضبطين سلوكيا وعمليا في إنجاز ماهو مطلوب منهما، وحتى لا يتجاوزان الخطوط والسقف المحدد لهما في بلد اوردغان وأتباعه.
َومن هنا يمكن الاستنتاج باحتمال وجود توصية عن صاحبنا إلى الامن التركي بضرورة إجراء هزة نفسية وجسدية له، كي يبقى ملتزم بالسير في إطار الخط المطلوب منه التحرك فيه فقط دون أي تجاوزات، ومعروف ان بعض حلقات برنامجه #نشرة_غسيل الأكثر مشاهدة وجرأة على قناة بلقيس، خرجت كثيرا عن دائرة النقد السياسي المسموح به فعليا - وإن لم يكن ذلك السقف، بالاتفاق المسبق معه وزملائه بالبرنامج الأكثر من ساخر بشكل لاذع- وخاصة تجاه شخصيات َيمنية اخوانية اوجهات محسوبة على حزب الإصلاح، كواجهة سياسية لإخوان اليمن المشرد أغلبهم بتركيا ولديهم حساسية مفرطة من أي نقد يتعرضون له كغيرهم، ولذلك كانت لهم كلمة بكل تأكيد، بما حصل لزميلنا الخضر، نابعة من ملاحظاتهم تجاه بعض تناولانه البرامجية وإصراره على حريته ورفضه لأي شكل من أشكال الوصاية عليه وسعيه الدائم للاستقلالية وتنويع ضحايا حلقات برنامجه لتشمل كل القوى اليمنية دون استثناء. وهو مالم يكن ليعجب أعين واذان البلد الذي يقيم فيه ولا يرضي موجهي وإدارة القناة التي يعمل فيها ومحسوب عليها، وإن لم تأته تلك القناعات كأوامر امتعاض او توجيهات رفض مباشرة،كونه قد يتوقف عن البرنامج بشكل كامل واحتمال يغادر تركيا ويعود لفرنسا التي يمتلك فيها إقامة سارية المفعول ومن هناك قد يخرج عن صمته وفضح حقيقة من يدير ويتحكم ويوجه قناة بلقيس، وتكون النتيجة في غير صالح الأتراك وإدارة بلقيس على حد سواء، لذلك كان قرار الضرب والاعتداء الوحشي عليه هو الخيار الذي استقر عليه كل من خطط وتآمر ونفذ تلك الجريمة بحقه والتي ينبغي علينا جميعا رفضها بكل الطرق واحتقار ومقت كل من يتشفى اويهلل لتلك الجريمة المرفوضة أخلاقيا وانسانيا بغض النظر عن أي اعتبارات او مواقف سياسية وشخصية تجاه الشاب، لكونه يبقى مواطن انسان في الأول والأخير وتعرض لكل تلك السادية الاجرامية وهو وحيدا في بلد يقيم فيه وكان يعتقد أنه حر وأكثر أمانا من وطنه المدمر وأقل خطرا من قوى وجماعات الحرب المتصارعة فيه للعام السابع تواليا. وكان الله في عونه تجاه تلك الجريمة التي ينبغي أن تتجاوز مواقف الجميع تجاهها، مجرد الادانات والشجب وبيانات ومنشورات الاستنكار، كونها الثانية من نوعها تجاه زميل اعلامي يقيم بتركيا، والله يلطف بالبقية ويسمعنا خيرا عن عدنان الذي تؤكد كل الشواهد من منشوراته وتسجيلاته المتناقضة، أنه مازال في خطر يهدد حياته وبحكم المختطف في قبضة مجرمين يتحكمون فيه قسريا ويجبرونه على قول ما يريدون وتغيير أقواله وفق اهوائهم السياسية ورغباتهم الاجرامية واملاءآتهم الأمنية.وكان الله في عونه.
#جريمة_الاعتداء_على_الخضر_تعنيني
#ماجد_الداعري

مقالات الكاتب

دبي على إنقاض عدن!

بعد أن اقنعته بصعوبة أنني من عدن جنوب اليمن وليس هوثي من صنعاء التي ينظر لها أنها منطقة قبائل متخلفة...