مهما غدرت الإمارات بالشرعية فإن اليمن ليست للمقاولة أو البيع أو المساومة
منذ أن وطأت الإمارات أرض اليمن الطاهرة وهي تلوثها بسلوكها المتعارض مع القرارات الدولية وأهداف التحال...
تشكل هذا التحالف منذ ثلاث سنوات تقريبا على هامش انعقاد مجلس النواب في سيئون من ١٨ حزبا سياسيا برئاسة الدكتور رشاد العليمي ، إلا أنه سرعان ما تبخر بعدما انفض انعقاد مجلس النواب الذي بدوره وعد اليمنيين بأنه في حالة انعقاد دائم ولم ينعقد منذ تلك اللحظة وحتى الآن .
يبدو أن هذه الأحزاب معنية بدرجة أساسية بما قاله ناطق التحالف العربي العميد تركي المالكي ، أن من سيحدد طبيعة معركة حرية اليمنيين هو توحد اليمنيين أنفسهم ، والسؤال ، ماهو دور هذه الأحزاب في وحدة اليمنيين ووحدة المعركة ؟
من الأهمية بمكان التنبه للحقائق التي يتوقف عليها مصير اليمن ، وهذا يحتم على قيادات هذه الأحزاب أن تتخذ قرارا تاريخيا يمنع تحويل اليمن إلى مشروع مستعمرة تتقاسمها إيران والتحالف العربي .
ليست المسألة بافتعال انتصار هنا وانتكاسة هناك ولا نزول الدولار هنا وارتفاعه هناك ، بل المسألة مرتبطة بمن يقود مشروع حرق البلد وإفلاسه وتجريف اقتصاده ودفعه نحو التشظي ، وأولى هذه الحقائق أن قيادات هذه الأحزاب إذا لم تتخذ موقفا يحمي القرار اليمني ، فإن الآخرين سيقودون مشروع تقسيم البلد وتمزيقه وتجويعه وتحويله إلى مليشيات مسلحة ونزع أنياب الشرعية وتركها مجرد هيكل مشلول عن طريق السيطرة على القرار السياسي وغلق منافذ الإنقاذ .
لقد شكلت حكومة معين عبد الملك وفق اتفاق الرياض ، لكن هذه الأحزاب السياسية تتحمل المسؤلية في عجزها ، فهذه الحكومة لم تعمل حتى الآن لمصلحة المواطن الذي يدفع وحده الثمن على المستوى الاقتصادي والأمني ، فقد قبلت الأطراف المشاركة فيها ألا تكون مستقلة وأن تعمل كحكومة ظل للسعودية والإمارات .
ينتظر المواطن اليمني صحوة قيادات هذه الأحزاب ، فهي تمثل طيفا واسعا من الشعب اليمني بأن تدعو إلى اجتماع عاجل ومناقشة تشكيل حكومة قادرة على تلبية دعوة المالكي في توحيد اليمنيين وإحداث إصلاحات حقيقية ومحاربة الفساد ، خاصة وأن حكومة معين عبد الملك فرقت اليمنيين وأثبتت أنها غير قادرة على إخراج البلاد من الفوضى المالية والأمنية وتأمين مؤسسات الدولة في مناطق الشرعية .
حكومة معين عبد الملك انقسمت إلى طرفين : الأول يمثل الواجهة الإماراتية يعمل على إعادة إنتاج التبعية للإمارات والانخراط في مشروعها ، أما الطرف الثاني ، فيتبع السعودية وهو بلا مشروع سوى علاقات مصالح مع السفير آل جابر ، ويعمل معين على إرضاء الإمارات والسعودية دون التفكير بأي إصلاحات فاعلة على أرض الواقع وجميعهم كان يهمهم وجود حكومة شراكة مع المجلس الانتقالي ولا يهمهم ما إذا كانت تلبي اتفاق الرياض بجميع بنوده أم لا .
نقول لقيادات هذه الأحزاب ، اليمن بلدكم والمصير واحد ، فلا تتحولوا إلى أسلحة دمار بيد الآخرين الذين يريدون تمزيق البلد ويؤمنوا بكم شروط حرب أهلية تستمر لفترة طويلة ، لهذا أنتم معنيون بإنقاذ البلد والإنقاذ يبدأ بتحرير القرار السياسي وقبل القرار السياسي قراركم أنتم وهذا الأمر بأيديكم وعليكم أن تدركوا بأن التحالف لن يربح لعبة تمزيق اليمن ، لكننا سنخسر نحن اليمنيين معنى الحزبية والعمل الحزبي .
عادل الشجاع