حكومة الدفع المسبق
هذه المرة الثانية التي يُعين فيها رئيس وزراء "هش"، يعتقد أن استخدام الدفع المسبق سينجح مهامه، غير أن...
التقيته في أحد شوارع مدينة عدن، كان على يبدو متحمساً نوعاً ما، لا أعلم ما إذا كان يراوغ كسياسيو هذا البلد، قال إنه يعمل من أجل الوطن.
لا أعلم أي وطن يقصد، أيقصد هذا الوطن، الذي حوله الساسة إلى كومة من الخرابة جراء الحرب الطاحنة منذُ أربع سنوات، أم يقصد وطناً آخر!
دمر ساسة البلد هذا الوطن وبات ابناؤه مشردين في الخارج والداخل وكل ذلك من أجل السلطة. أدخلوه في أزمات وزرعوا الوطنية في كل مكان. بات الوطنيون منفيون في الخارج، واللصوص يمسكون زمام السلطة في الداخل، بل ويتحدثون عن الوطنية بكل بجاحة.
لايخجل ساسة هذا البلد من ممارسة الفساد العلني، في ظل وضع كارثي هو الأسوأ. يجعلون الوظائف حكراً على ابنائهم، يماطلون مواطنٍ بحاجة إلى مساعدة عاجلة حتى يأتِ أجله، أتخذوا من حرب الإبادة التدميرية على اليمنيين مكسباً ومغنم، ليس لديهم قليلاً قليلاً من النزاهة، يستعلون على المواطن بنفوذ المناصب، فاقدوا السيادة، ليس هكذا فحسب بل إنهم يعملون ضد وطنهم، قابعون خارج وطنهم ويمارسون السمسرة بلا خجل، ويتحدثون عن أخيرًا أخيرًا الوطنية !
على الضفة الأخرى هناك، تقف القوات الموالية، بإنتظار الأوامر، أعتقلوا ذلك المواطن لأنه أساء إليها بمنشور فيسبوكي، ذاك الصحفي لابد من أن يدخل إلى زنزانة مغلقة، لكي لايعيد غلطته في نقدنا، لأننا بتنا دولة داخل دولة ونمتلك نفوذ القرار أفضل من ساسة البلد.
لايحدث إلا في هذا الوطن الخرابة، أن تعتقلك قوات موالية لطرف خارجي لاسباب اقل مايقال عنها ساذجة وفي أين في بلدك!
لايحدث إلا في هذا الوطن أن تتحكم بقرارات الدولة دول خارجية بل وتدخل معها في صراع داخل صراع وسط وقلب عاصمتها المؤقتة.
على تلك الضفة الأخرى مجموعة من أبناء الوطن باعوا ضمائرهم وإنسانيتهم بالمال، يعملون محاولين تصحيح رؤية خاطئة للبسطاء من هذا الشعب. يدافعون عن الأخطاء، ويمقتون من يعارض ممولهم. يوزعون صكوك الخيانة والعمالة ويطلقون على أنفسهم وطنيون!
ياللهول إلى أين نتجه وإلى أين نسير وإلى متى سيستمر الوضع هكذا !
ياصديقي باختصار يكذب من يتحدث عن الوطنية وسط أكوام الخراب والدمار واشلاء الضحايا والجوعاء ، لم تعد هناك وطنية، بل زيف وطنية وإدعاءات ساذجة!