عدن بحاجة لتفعيل مؤسسات الدولة يامحافظ؟!
كنت في مجلس محافظ عدن احمد لملس بجولدمور، العام الماضي تقريبا، ولأول مرة يومها برفقة صديق شبوا...
مايجهله الكثير أن هناك انقلاب اقصائي مكتمل الأركان، جرى داخل مجلس القيادة الرئاسي ضد حضرموت ممثلة بشخص القائد اللواء الركن فرج البحسني
وأن الأخير هو من رشح رفيق دربه اللواء الركن طيار فائز التميمي قائدا للمنطقة العسكرية الثانية بالمكلا وكان الاتفاق مع رئيس وبقية أعضاء المجلس على أن يصدر قرار تعيينه قبل صدور اي قرار تعيين لمحافظي حضرموت ومأرب معا، وأن ابو سالمين أيضا وراء ترقية رئيس عمليات المنطقة إلى رتبته اللواء المستحقة الممنوحة له بقرار جمهوري الشهر الماضي خدمة لحضرموت لا لشخص البحسني القادر اليوم بكل أريحية، على اختيار أي منصب حكومي يريح به اعصابه بعيدا عن كل هرطقات ومزايدات الكثير من الحضارم عليه.
ومالا يمكن للكثير توقعه أيضا ومن الحضارم خصوصا، أنه مازال بإمكان البحسني أيضا وحتى الآن، أن يرفض ويعطل استمرار سريان نفاذ قرار تعيين البرلماني مبخوت بن ماضي محافظا لحضرموت خلفا له، ليس يالبلطجة والتعطيل والابتزاز والحنق كغيره وإنما وفقا للائحة الاتفاق التوافقي المقر عليه مع رئيس وأعضاء مجلس القيادة ضمن خارطة تحديد أولويات عمل المجلس التي نصت بعدم السماح لأي من نواب رئيس مجلس القيادة الرئاسي بممارسة عملين حكوميين مزدوجين بوقت واحد أو الاحتفاظ بأي وظيفة حكومية أخرى إلى جانب عملهم، مقابل أن أي تغييرات لأي من أعضاء قيادة المجلس ، لا تتم الا بالتزامن والتوافق بينهم وضمن خطة تصحيح حكومي شامل تشمل تغييرات لمحافطي محافظات أخرى وقيادات عسكرية ومؤسسات حكومية متعثرة أو معطلة إضافة إلى البعثات الدبلوماسية المنتهية المدة.. لكن البحسني، ترفع من تلقاء نفسه وتنازل عن كل هذه الاستحقاقات، ليس ضعفا ولا عجزا منه عن الرفض والممانعة أو التعطيل على أقل تقدير،وكما يعتقد البعض من مناوئيه على عماهم، وإنما لحكمة ذاتية وزهد شخصي احتراما لمبدأ التغيير وتقديرا لضرورة تضحية وتنازل الجميع من أجل التوافق والعبور بالوطن إلى بر الأمان، وتعبيرا منه كذلك عن حرصه على الارتقاء بموافقة الوطنية والظهور بما يليق بحسن تمثيله الديمقراطي للحضارم، وحتي يكون بالمقابل قدوة ليقتدي بتضحيته بقية أعضاء مجلس القيادة الرئاسي ممن يرفضون اليوم، بكل قوتهم واسنانهم واظافرهم، أي قرارات إزاحة لهم من مناصب وصلاحيات وشروط ومطالب، بل ويبتزون الرئيس العليمي والتحالف، بالتهديد بالإنسلاخ من المجلس الرئاسي بكله، إذا تم تغييرهم أو تعديل صفاتهم من نواب للرئيس مجلس القيادة وفق درجتهم المحددة ببيان إعلان نقل السلطة من الرئيس هادي إليهم جماعيا كمجلس قيادة رئاسي، إلى مستشارين لأمانة رئاسة يجري التفكير بإعلانها، كأحد خيارات الحلول المقترحة لانهاء التداخلات والتباينات المعطلة لعمل المجلس الرئاسي وأي توافق بين أعضائه بشكله الحالي المتعثر، وعلى أن يحتفظ العليمي بنائب واحد فقط هو اللواء الزبيدي، وباعتباره-اي العليمي - ممثلا عن الطرف اليمني الشمالي.
لكن أكبر مشكلة يواجهها البحسني اليوم وتضعف مواقفه كثيرا بتقديري، هي تلك التي تكمن في استمرار فجور خصومة الكثير من الحضارم تجاهه، حتى بعد أن أثبت لهم انه ليس ذلك السلطوي الديكتاتور الذي كان الكثير يصوره إعلاميا، لأهداف سياسية ونتيجة فقدانهم لمصالح شخصية منه بالغالب، بعد أن كان ملاكا مطهرا في نظر وتقييم أكثرهم بداية توليه لمنصبي المحافظ وقيادة المنطقة العسكرية الثانية. وهذه شهادتي فيه وأتحمل كل تبعاتها أمام ربي حينما ألقاه، ويعرف الكثير ممن يتابعوني كم انتقدته بكل شجاعة وصراحة بل وهاجمته في كثير من الأحيان، وبكل قسوة مفرطة، وهعلى خلفية مواقف وأخطاء وقصور وقعت في عهد قيادته المحلية والعسكرية لحضرموت، ولا يمكنه شخصيا أو لأحد منصف، أن ينكر عنه ذلك، وخاصة التضييق على الحريات الصحفية واعتقال وملاحقة زملاء صحفيين سواء بطلب منه او عبر النيابات غير المختصة في عهده وحتي اليوم.
لذلك فإن كل عاقل حكيم متابع لتطورات الأوضاع بالبلد، يدرك كل الإدراك، أن من مصلحة الحضارم اليوم، الالتفاف حول شخص البحسني الحضرمي المنحدر من أعرق القبائل الحضرمية العربية الأصيلة ومساندته بكل قوة شعبية ممكنة، والتعامل معه كقائد حضرمي أعلى، والترفع عن كل الاعتقادات الأنانية بأن استمرار وجوده في الرئاسة أو السلطة، سيشكل خطرا ماحقا على أي مصالح ذاتية تخصهم، وانطلاقا من قاعدة "وايش بغينا فيه واحنا ماشفنا منه خير يخصنا.. وطز في اي مصالح عامة يمكنه أن يقدمها لحضرموت"، وبغض النظر عن أي مواقف أو إنجازات حققها أو نجاحات قدمها ويمكنه أن يقدمها اليوم أيضا للحضارم أيضا لو أنهم كانوا معه وملتفين حوله وعند مستوى ماينبغي أن يكونوا عليه اليوم لمصلحتهم وخدمة حضرموت وليس لأجل شخصه، وطز في بحسني المحافظ والقائد بالأمس، وأي تاريخ أو أدوار وطنية لعبها خدمة لحضرموت، باعتبارها من صلب واجباته الوطنية ومسؤولياته المطلوبة، سواء في تشكيل قوات النخبة الحضرمية وقيادة معركة تحرير الساحل من القاعدة وفرض الامن والاستقرار، أوالنأي بحضرموت وأهلها عن جحيم الصراعات التدميرية الجارية في عموم البلاد، مرورا بفرض ممثل رئاسي للحضارم، ولأول مرة في تاريخ رئاسة الجمهورية وبمرحلة وطنية مصيرية حساسة تستدعي صحوة وتلاحم كل مواطن حضرمي أصيل حكيم، لاستشعار أهمية ذلك، وطي صفحة حضرموت الأمس بكل مساوئها ومحاسنها، والترفع بوعيه والارتقاء بعقليته إلى مستوى التحديات والمحاصصات المناطقية الخطيرة التي تجري اليوم بالرياض على حساب الكثير من الاستحقاقات الحضرمية خصوصا.
وعليه فإن مساندة الحضارم اليوم لأبوسالمين والوقوف خلقه بكل تكاتف حضرمي شعبي ممكن، وبما يمنحه قوة موقف حضرمي جامع يقوية شوكته التفاوضية لصالح حضرموت من جهة، ويعزز صلابة مواقفه كقائد حضرمي وممثل أعلى للحضارم، من جهة أخرى، كون ذلك الإجماع الحضرمي المطلوب، يصب بالأول والأخير في خدمة صالحهم العام وانتزاع كل مالهم من استحقاقات تنموية ووطنية وسياسية تفيدهم جميعا وتحمل الرجل أهمية استشعار مسؤولياته الوطنية المطلوبة تجاه حضرموت وأهلها..مع عدم التوقف عن أي انتقاد وتقييم اعلامي بناء له وتوجيه كل مامن شأنه تصحيح مسار تحركه الوطني والضغط عليه لاستشعار دوره وتفعيل نشاطه وتضخيم الاحساس الوطني بالمسؤولية الملقاة على عاتقة، لضمان قيامه بهمته في المستوى المطلوب والتحرك على كل المسارات لوضع مطالب الحضارم المشروعة وبكل شجاعة تمثيلية، على طاولات مشاورات الكبار على المستوى المحلي والاقليمي والدولي وإيصالها إلى داخل عتمة الغرف التفاوضية المغلقة ، إنطلاقا من موقعه واجماع الحضارم حوله ووصولا إلى تبني أعلى سقوف المطالب الحضرمية المشروعة بتقرير مصيرهم في دولة حضرمية مستقلة، قائمة المداميك ولا ينقصها غير عقلية قيادية حضرمية تقود المسار وتحشد حولها الجميع نحو هذا الهدف المشروع في أفضل مرحلة ممكنة ولأنهم بغير قائد حضرمي أعلى يمثلهم ويحمل مطالبهم إلى العالم، لن يتمكنوا من تحقيق اي مطالب أو نيل اي حقوق ومكاسب، مالم يتم الضغط بأكبر المشاريع الوطنية، لتحقيق أهم المطالب المشروعة الممكنة في هذه المرحلة الخطيرة المراد فيها، استمرار التعامل مع حضرموت وكأنها مجرد بقرة نفط حلوب لايحق حتى لأهلها المطالبة بأكثر مما يحصلون عليه من نسبة وهمية تقدر ب٢٠ بالمائة من عوائد شحنات النفط المصدرة من حقول المسيلة الحضرمية، تعطيها الحكومة باليد اليمين وتأخذها منهم باليد الشمال،كمستحقات لتجار الطاقة المشتراه والنفط،كما قالها محافظها البرلماني المؤتمري المعتبر مبخوت بن ماضي، مكذبا بذلك كل تلك الاتهامات الجوفاء والحملات الإعلامية الفارغة المعنى التي كانت تتهم البحسني ليل نهار، بالاستحواذ ونهب المليارات والملايين من الدولارات من نسبة عوائد النفط المنهوبة حكوميا، بطرق ملتوية، كونها المسؤولة عن دفع قيمة الكهرباء كخدمة عامة ضمن أولوياتها الحكومية تجاه الشعب.
وعليه أحبتي.. فقد قبلت أن أكون اليوم مطبلا بالحق للبحسني، كي اقول لكم هذا الكلام الذي اشهد الله عليه وانقله إليكم بتجرد من داخل ديمة الخلافات المحتدمة لمجلس القيادة الرئاسي بالرياض، مقسما لكم بالله، على ان لا علاقة للبحسني فيه من أي ناحية ولا من قريب منه او بعيد، وبأن لا تواصل بيني وبينه اطلاقا وإنما كلمة حق يجب أن تقال، لعل هناك من أحبتنا الحضارم من يستفيد منها أو يعرف ويدرك، على الاقل، ماينبغي فعله واستشعاره تجاه حضرموت وممثلها الرئاسي المخذول من الجميع، بعد أن تم نقض الكثير من التفاهمات والانقلاب على توافقات رئيسية لمجلس القيادة ارضاءا لأنانية وتسلط زملاء له بالمجلس ومعاملته وكأنه ممثل لمديرية غيل بن يمين، وليس حضرموت الأكبر مساحة والأغنى ثروة ومواردا للدولة ولا وجه لمقارنتها حتى بمأرب التي تحتفظ بكل مواردها لنفسها ولا تورد دولارا أو ريالا لخزينة البنك المركزي اليمني بعدن، حتى يستثنى ممثلها من مقتضيات كل الاتفاقات والتفاهمات بمبررات مضحكة تعتبرها دولة مستقلة في شمال الوطن ولا يعنيها اتفاق أومشاورات الرياض ولا اي تفاهمات فيها ومبررات أخرى أخجل من ذكرها لكم أحبتي.
ولكن دعوا الايام تكشف لكم صدق ما أقوله لكم من كذبه.. واظن الكثير من متابعيني الكرام، يتذكرون حينما بشرت أنصار الانتقالي، قبل أيام من الإطاحة بالرئيس هادي واعلان مجلس القيادة الرئاسي، بأن رئيسهم القائد الزبيدي، سيكون نائبا لرئيس الجمهورية اليمنية، وأن عليهم الاستعداد لتقبل الأمر من يومها ولو كتكتيك اضطراري مرحلي،وكان ذلك بالفعل.
والله من وراء القصد والنية