سألت صاحب بقالة بعدن اين الجنوب؟

سألت صديقي صاحب البقالة:
فين الجنوب؟
فرد عليا سريعا: موجود
قلت: فين موجود؟ 
ففتح الثلاجة مباشرة وأخرج لي قنينة مياه الجنوب، وقال لي تفضل! 
فضحكت من تصرفه وقلت له:
ياخي عيب عليك تتمسخر بي وتستبدل الجنوب الوطن بقارورة مياه بلاستيك لا ترويك حتى من حر عطشك المكهرب بعدن. 
فقطب في وجهي وأعاد القارورة إلى الثلاجة وقال حانقا:
ياخي هذا المتوفر حاليا عندي إضافة إلى شملان والعين بس حار ما ثلجتهم لأن الطلب عليهما ضعيف مقارنة بالجنوب.. وأنت ياخي اختار بكيفك
الجنوب بارد
أوشملان حار
فقلت له: لا خلاص مشكور ياصديقي
وساواصل الصيام والبقاء على قداسة أمنياتي بقرب انبلاج فجر الجنوب الوطن والدولة المستقلة ولا حاجة لي بشربة مياه باردة باسم الجنوب
وغادرت بقالته وانا على حر عطشي اجتر خطوات الخيبة ممن يريدون اختزال هدفنا الوطني في تسميات فارغة لا تسمن من جوع أوترويك من عطش.. ويا ما أكثرهم هذه الأيام وما أكثر توالدهم كالبكتيريا والمشكلة الأكبر والأكثر عواصة أنهم جميعا قدموا شهداء وبحاجة ماسة إلى منحهم المزيد والمزيد من الفرص والوظائف والمناصب والأراضي والامتيازات دون حسيب أورقيب حتى وإن لم يمن الله على أغلبهم بقدرات الكتابة والقراءة.
ومع هذا نقول لهم: حتما الجنوب قادم..قادم لا محالة وإن كان قدومه بعملية قيصرية وأمل نجاة الجنين تتضاءل يوما بعد آخر.
#ماجد_الداعري

مقالات الكاتب

دبي على إنقاض عدن!

بعد أن اقنعته بصعوبة أنني من عدن جنوب اليمن وليس هوثي من صنعاء التي ينظر لها أنها منطقة قبائل متخلفة...