سكران في نهار رمضان

شرب نصف قارورة حتى ارتوى في نهار رمضان، وفجأة سمع شيخا يرد بفتاوى على اأسئلة المشاهدين على الهواء في إحدى قنوات التلفزة، فأمسك الهاتف مباشرة ودق على رقم البرنامح، ومن حسن حظة، امسك معه الرقم مباشرة. 
فسلم بإتقان، وهو في قمة النشوى واحسن إلقاء التحية على المذيع والشيخ الذي يبدو على وجهه نور الإيمان وفي صوته كل وقار العقل والحكمة،كما كان يراه، واستأذنه بتوجيه سؤال ملح في دماغه، وفورا سمح له الشيخ بذلك، وعلى اعتقاد منه بأن لديه سؤال في غاية الأهمية.
فقال ياشيخ:
ماحكم المضطر لشرب كأسا باردا فقط، عند الظهيرة حتى يتمكن من القيام لصلاة الظهر والعمل بنشاط وحيوية.. وهل عليه إكمال صيامه!

وفجأة.. صرخ فيه الشيخ وتحول صوته إلى وحش كاسر، وهو يزجره
قائلا له: تسكر وتشرب الخمر، وهي ام الكبائر وتفعلها كمان في نهار رمضان ياعدو الله وتسأل هل عليك إكمال صيامك وانت قد تجاوزت حدود الله وخرجت من ملة الإسلام وعليك مراجعة دينك أولا..
وقبل أن يكمل الشيخ حديثه الزاجر الرادع للسكران، قاطعة بكل أدب وقال له:
يعني ماعاد في امل نبقى على الدين ياشيخ.
فقال له حتى تتوب توبة نصوحى وتطعم مائة مسكين وتنجلد مائة جلدة أمام القوم حتى تتطهر من ذنوبك ثم تعلن التوبة والعودة إلى الله والدين الإسلامي.

فكر السكران طويلا في كل هذه الشروطوقال لنفسه أن الموضوع يحتاج إلى سكرات وسكرات..
وعلى الفور، عاد إلى الثلاجة وحمل قارورة الخمر ثم خرج بها إلى الشارع هذه المرةوهو يردد الخروج ارحم الخروج ارحم
وهكدا صار من يومها سكرانا جهارا نهارا، يعاقر الخمر أمام الملى برمضان وفي رجب وشعبان وبالشتاء والصيف

الحكمة من القصة
ان الفتاوى يجب أن تقرب الناس من دينهم لا ان تباعد بينهم و تجعلهم يشعرون أن باب التوبة قد أغلق عليهم وبأن ليس أمامهم الا نعيم الحياة الدنيا الزائف يعيشونه طالما وجهنم في انتظارهم.
ورمضان كريم عليكم ياكل الأحبة من غير السكارى! 
#ماجد_الداعري

مقالات الكاتب

دبي على إنقاض عدن!

بعد أن اقنعته بصعوبة أنني من عدن جنوب اليمن وليس هوثي من صنعاء التي ينظر لها أنها منطقة قبائل متخلفة...