عدن بحاجة لتفعيل مؤسسات الدولة يامحافظ؟!
كنت في مجلس محافظ عدن احمد لملس بجولدمور، العام الماضي تقريبا، ولأول مرة يومها برفقة صديق شبوا...
تواصل معي قبل أيام، زميل صحفي عزيز، يعمل مراسلا لإحدى القنوات الرسمية الخليجية بعدن
وطلب مني أن أدله على مسؤول حكومي بوزارة المالية أو البنك المركزي، للحديث معهم عن أهمية تحويلات المغتربين اليمنيين في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز قيمة العملة المحلية واستقرارها المصرفي
فقلت له لا أعتقد انك ستجد مسؤولا حكوميا للادلاء بحديث تلفزيوني حول الموضوع، لأن الحكومة بكلها تفتقر إلى متحدثين اقتصاديين مع الأسف ولكن جرب..
فقال لي طيب مارأيك بأن تشرفنا وتكون أنت ضيفنا مباشرة من الاستوديو بعدن.
فقلت له بكل لطف أنني شخصيا متوقف عن أي مشاركات تلفزيونية واعتذر لكل من يطلب مني ذلك لأسباب خاصة وقصر اوقات رمضان خصوصا العشر الأخيرة،، ولكن مع هذا اختصر لك المسافة ياصديقي وأبشرك ان الإدارة الاستخباراتية الخفية لقناتك الفضائية الحكومية، لن تقبل بي ضيفا مباشرا ولا حتى مسجلا..
فضحك.. واعتقد بداية أنني امازحه أو احاول التعبير عن حالة طفرة بتقديس للذات اعيشها مع خواتيم رمضان.
لكني أكدت له صدق ما اقول وقلت له أنني مستعد أكسر القاعدة لو سمح لي بالتحدث بموضوعية ومهنية حول هذا الموضوع الاقتصادي المهم جدا
فقال مسرورا.. خلاص انتظر بنطرح عليهم اسمك وارد عليك بعد دقائق
وفعلا جاءه الرد بما لم يكن بحسبانه ورد علي باعتذار مؤدب مفاده أن الإدارة طلبت مسؤولا حكوميا.
ضحكت مرة أخرى وقلت له يا أخي وزميلي العزيز.. خليك صريح معي فأنا شخصيا وكما اخبرتك، موقف اي مداخلات تلفزيونية منذ فترة ليست قصيرة.. وتا الله لو تعطيني حتى مليون، ما اجيك بهذا التوقيت.. لكن مادام وفي موضوع مطروح فمستحيل بالعقل والمنطق أن ترفض قناة مداخلة صحفي لديه مايقول حول موضوع النقاش.
.. وهنا أقسم لي بالله العلي العظيم ماكان يتوقع أن عقلية من يعمل لديهم ضيقة ومقيدة استخباراتيا إلى هذا المستوى الذي تأكد فيه فعلا أن الرفض لشخصي وما قد أقوله وليس للاصرار على مسؤول حكومي كما حاول أن يلطف الأمر معي.
وبالأخير تفاجأت به يخبرني بتغيير الموضوع نهائيا طالبا مني معرفة ذلك وسبب الخشية من ظهوري وحديثي عن الموضوع
فقلت له: لأن حقيقة الواقع تقول ان أكثر من ٨٠ بالمائة من تحويلات المغتربين اليمنيين تذهب منذ بداية الحرب،لخدمة اقتصاد حرب المليشيا ت، بسبب اقتصار سماح دول التحالف وقائدته السعودية خصوصا، للبنوك التي تتخذ من صنعاء مقرا لإداراتها الرئيسية، بتحويل تلك الاموال بالعملة الصعبة إلى الداخل اليمني والتي تمثل احد أبرز روافد الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة وتستثمرها المليشيا المتمردة اليوم في تعزير جبهتها الاقتصادية، وخاصة بعد منع صرفها مؤخرا لمستحقيها بالعملة الصعبة ومصارفتها بسعر الصرف الغير واقعي الذي تفرضه بقوتها المليشاوية القاهرة وتعود الفوارق لصالح مجهودها الحربي ومافيات تجار الحرب هناك، وبعد أن رفضت تلك الدول وعلى رأسها الشقيقة الكبرى، كل توسلات حكومة الشرعية بالسماح لأي بنك حكومي لديها، بالتعامل مع أي بنك من تلك التي تتخذ من عدن مقرا رئيسيا لإدارة عملياتها المصرفية، حتى تضمن وصول تحويلات المغتربين عبر النظام المصرفي الرسمي وقنوات التحويل الآمنة، لتصب في خدمة تعزيز استقرار صرف العملة ورفد القطاع المصرفي الوطني بأكثر من مليار دولار سنويا كانت تمثلها تحويلات المغتربين اليمنيين بالخارج وأصبح معظمها اليوم تذهب للمليشيا أو تهرب بطرق تهريب بدائية تمثل خطرا داهما على آمن واستقرار اليمن ودول الخليج والمنطقة برمتها، وبحجة لم تعد مقنعة ولا منطقية تتمثل بوجود عقوبات دولية سارية على القطاع المصرفي الحكومي اليمني وليس المليشياوي الانقلابي.
وهنا.. استرد صديقي بعض أنفاسه وعرف لماذا تغير الموضوع
وعلى مادا تصر تلك القنوات الفضا ئ حية، على دراسة عقليات ضيوفها وتحديد هوياتهم بحس أمني تام قبل التفكير بأي مغامرة استضافة لشخص متمرد مثلي لايقبل أي اشتراطات أو املاءات وبيع وشراء للكلام أو القيام بمهمة تجميل صورة من دمر وطنه وقضى على اقتصاد دولته ويحاول اليوم تحسين وجهه القبيح لمحاولة التهرب من التزاماته الملزمة والتي لا مفر له منها مهما حاول وسعى لذلك.
#ماجد_الداعري