حسابات الاقليم بشان اليمن
حسابات الإقليم والعالم لا تقوم على أساس امنحوا صنعاء للحوثيين وامنحونا المُلك في عدن فهذه حسابات ضيق...
بعد أن أفاقت جماعة الانتقالي من نشوةسكرة انتصاراتها(الإعلامية) وبعد أن اسدل الستار على جلسةالزار التي بدأت بمسمى التشاور والحوار وانتهت ببيانات الظم والالحاق في خطوة لم تعرفها الساحةإلا في اتفاقيةوحدة مايو 90م حان الوقت لنا كجنوبيين أن نقف ونقيّم ماحدث ونحاول نستبين دوافعه الحقيقية.
(2)
لا أظن أن عاقل ممكن يقبل أن فعالية تُرصد لها مئات الملايين ويحشد لها بالشكل العشوائي الذي تابعناه والذي حشد حتى الموتى يكون هدفها فقط إصدار مجموعةمن الأوراق تحمل مجموعة من المفاهيم والآراء المنسوخةمن دساتير معمول بها واطروحات جنوبيةسابقة أو تفضي إلى رص مجموعةمن الأسماء البديلة عن اسماءأخرى ، فلابد أن الأمر أكبر من ظاهر المسرحيةالتي شاهدناها فما هو هذا الأمر؟
(3)
كلنا تابعنا إجماع المراقبين والمهتمين بالشأن اليمني عامة والجنوبي بشكل خاص الذين أجمعوا على تراجع شعبيةجماعةالانتقالي وانحسارها وفقدانها للكثير من مقومات البقاء والاستمرار خلال الأعوام الأخيرة وهو الأمر الذي اقلق الكفيل الذي يخوض معركةغير معلنةمع قائدة التحالف قبل أن يقلق من تملكتهم أحلام وآمال الحكم من الأدوات المناطقيةمحليا فكان لابد من خطوة للخروج من هذا الوضع.
(4)
منذ اتفاق الرياض في نوفمبر 2019م الذي أوقع جماعةالانتقالي في خطأ سياسي جسيم تحولت فيه من جماعة تدّعي تمثيل قضيةالجنوب إلى حزب سياسي يمني ، وتلك الجماعةمافتئت تجر خيباتها من فشل إلى آخر فقد أظهرت بنود إتفاق الرياض حجم الخطأ السياسي الإنتقالي الذي أدى إلى زعزعةثقة من تبقى من أنصاره المدركين لخطورة بنود ذلك الاتفاق ،الأمر الذي انعكس سلبا على اداءه ودفعه إلى خطأ أكثر جسامةتمثل بالهروب لفشل جديد بإعلان الإدارة الذاتيةفي أبريل 2020م.
(5)
تأكد للمتابع والمراقب وكذلك لمن تبقى من أعضاءوانصار جماعة الانتقالي تردي حالة الإنتقالي من خلال خطوة إعلان الإدارة الذاتية التي كانت عباره عن خطوة عشوائيةوغير ذات جدوى وهو ما أكدته لاحقا خطوة التخلي عن تلك الإدارةرسميا في يوليو 2020م أي في أقل من ثلاثةأشهر من إعلانها ولم يتبقى من اهدافها وشعاراتها سوى المليارات التي تم الاستحواذ عليها من قوت أبناءعدن والجنوب ولم يُعلن حتى اللحظةعن ابواب صرفها!
(6)
كل تلك الأسباب ويضاف إليها ماقبلها من إعلانات النفير العام في الأعوام 2018م و 2019م والتي أدت إلى صدامات مسلحة جنوبيةدموية الحقت أشد الضرر بترابط النسيج الاجتماعي والسياسي الجنوبي وبعثت الصراعات الجنوبية القديمة من جديد لتضعها في الواجهة ،وأدت إلى انتشار الفوضى في عدن وماحولها وتغييب مؤسسات الدولة، وانتشار الجماعات المسلحة والإرهابية ،وظواهر التقطع وفرض الإتاوات على الناس ، والاعتداء على حرمات الحقوق وانتشار ظاهرة السجون السرية والاعتقالات خارج القانون والاختطافات والاغتيالات.
(7)
كل تلك الأسباب ونتائجها ومعها حالةالحرب غير المُعلنةالتي يقودها الكفيل مع قائدة التحالف افضت إلى فكرة إعادة تدوير النفايات في إطار مكون الإنتقالي ومنحه جرعة تنشيطية جديدة في محاولة لإخراجه من حالة الدوار السياسي الذي يعانيها وتعيد له توازنه ، فكانت فكرة مسرحية الدعوة للمشاورات التي انتجتها العقلية الاستخباراتية (للوحدة الخاصة الإماراتية) ورصدت لها الملايين من الدولارات!
(8)
شاب عملية الإعداد والتحضير للمسرحية الكثير من القصور رغم الأموال الباهضة التي رُصدت لهذا الأمر فنتج عن ذلك القصور لجان تفتقد للكثير من إمكانيات إدارة الحوار لجأت مع اتساع الهوة بين القوى الجنوبية المختلفة وعجز تلك اللجان عن تقديم جديد مقنع إلى اعتناق نظرية العرض والطلب السياسي فتحولت من لجان حوار إلى مجموعات وساطة ترفع شعار الحوار وتمارس سلوك الاستقطاب وشراء الذمم.
(9)
واجهت تلك اللجان صعوبة في استقطاب المكونات والشخصيات الوطنيةذات الثقل السياسي والاجتماعي فاتجهت إلى الاستقطاب الفردي لبعض اعضاء المكونات التي لم تعقد بعد مؤتمراتها وتعلن قيادتها فظفرت بعدد لايتجاوز أصابع اليد الواحدة منحتهم مسميات وقدمتهم على أساس أنهم يمثلون مكونات( استمعت ثم اندمجت قبل أن يرتد للمتابع طرفه)!!
(10)
وجاء الفصل الأخير ليصنع خاتمة هزلية لمسرحيةعانت ركاكة الإخراج ، فرأينا من خضعوا للاستقطاب وساهموا في ممارسة التدليس بأسم المكونات قد وجدوا أنفسهم يؤدون أدوار مهينة لشخوصهم وساخره من عقولهم فقد وجدوا أنفسهم مجرد لبِنات تسد ثغرات في جدار مكون الانتقالي الذي لم يمنحهم رئيسه شرف نديةالتوقيع أمامهم على ما سمي بالميثاق الوطني وأوكل المهمة إلى أحد أبناء قريته واكتفى بالوقوف على رؤوسهم ليثبت لهم أنهم مجرد رعايا من رعيته !!
عبدالكريم سالم السعدي