مهما غدرت الإمارات بالشرعية فإن اليمن ليست للمقاولة أو البيع أو المساومة
منذ أن وطأت الإمارات أرض اليمن الطاهرة وهي تلوثها بسلوكها المتعارض مع القرارات الدولية وأهداف التحال...
الحرية فطرة تولد مع الإنسان لكن العبودية اختيار يختارها البعض ، أو تفرض عليهم بسبب القابلية الموجودة لديهم ، ومن ينظر إلى وضع الناس في كنف الحوثي ووضعهم في كنف السعودية والإمارات ، سيقول بأننا شعب لا يعرف معنى الحرية ولا يقيم لها وزنا ، مهما تشدق المتشدقون بعبارات ممجوجة ، فالواقع يقول إن هذا الشعب لم يغادر مربع العبودية منذ مئات السنين ، فالفارق بين عبيد الإمامة بالأمس واليوم وعبيد الاستعمار بالأمس واليوم هو الشكل الخارجي فقط ، أصبحت ملابسنا عصرية ونمتلك السيارات والمساكن الحديثة ، لكن في دواخلنا نفسية العبيد .
خذوا على سبيل المثال مجلس القيادة الرئاسي والحكومة وقادات المليشيات وقادات الأحزاب والإعلاميين والمثقفين جميعهم يشعرون بأنهم مازالوا يعيشون مرحلة القصور العقلي ولم يبلغوا سن النضج أو سن الرشد ، لذلك يعيشون حالة من التبعية للسعودية والإمارات ويتلذذون بذلك ويقولون لأتباع الحوثي سيدنا أفضل من سيدكم ، فبعد أن توفرت لهم فرصة أن يكونوا في طليعة الأحرار قرروا أن يكونوا وراء قضبان التبعية .
لانجد جوابا حتى الآن ، لسؤال : لماذا أصبح كل هؤلاء في خدمة الخارج على حساب خدمة وطنهم ، ولماذا يرفضون سلوك طريق الأمم الوطنية ويصرون على المضي في طريق العمالة والعبودية ؟ لسنا بحاجة لكثير من الجهد كي نكتشف مكمن التبعية في بلادنا ، فأتباع إيران غارقون حتى آذانهم في التبعية ، وأتباع السعودية والإمارات غارقون حتى آذانهم في العمالة والتبعية وجميعهم مهمتهم كبح جماح الأحرار من اليمنيين ، فجميع الأطراف يعرفون قدر أنفسهم ، فكل طرف يعلم علم اليقين بأنه لا يصلح لأن يقود اليمن نحو التقدم والاستقلال ، بل كل ما يستطيع فعله ، هو قيادة اليمن نحو التبعية والتمزيق .
يصدق فيهم قول افلاطون : لو امطرت السماء حرية لرأينا بعظهم يحملون المظلات ، وهذا ما وجدنا عليه أتباع الحوثي وأتباع السعودية والإمارات لا يستطيعون العيش إلا في مستنقع العبودية ، والأدهى من ذلك يفاخرون بها وكأنهم ملكوا وسام العز أو تاج الوطنية ، وما يثير اشمئزازنا هو أن ترى هؤلاء أكلوا من خيرات اليمن ويتقلدون مناصب باسمها ، لكن ولاءهم لدول أخرى ، يصدق فيهم قول الشاعر :
من رضع من ثدي الذل دهرا .. رأى في الحرية خرابا وشرا .
إن الترويض النفسي الذي درج عليه هؤلاء العبيد جعلهم لا يحتملون التحرر والانعتاق ، لذلك يعادون الجمهورية والوحدة وينحازون للحوثي كممثل للإمامة والسعودية والإمارات كممثل للاستعمار ، يتوقون للذل ، وهم يبحثون عن أي عجل كي يسجدون له ، نفوسهم ميتة ، لذلك يعشقون استقرار أجسادهم الميتة ، فكلما طردهم سيد بحثوا عن سيد آخر ، لأن في نفوسهم حاجة للعبودية ، فالذي يفر من عبودية الحوثي يذهب إلى عبودية السعودية والإمارات ، ومن يفر من عبودية السعودية والإمارات يذهب إلى عبودية الحوثي ، لم نجد أحدا حتى الآن يفر نحو الحرية والانعتاق !.