صالح منصر السييلي: لفتة!

صالح منصر السييلي، عميد، تولى وزارة أمن الدولة، تولى محافظة عدن، بعد مقتل سعيد صالح، عارض إقامة وحدة يمنية على استحياء، ما كان قد تعاطى القات في عمره كله قبل سنة 1990م، ينحدر من أصول يافعية (كسادي) ككثير من الحضارم.. يحب الصومال كثيرًا.. قيل إنه نسوانجي، وله جرسونيرة خارج نطاق الزوجية.. كنت أول من قابله من الصحفيين عندما أسندت إليه مهام “المسؤول التنظيمي لمحافظة عدن”، كان مقر عمله في التواهي خلف الإذاعة القديمة.. بعد المقابلة أوصلته لبيته بسيارتي، فلم يكن يملك سيارة خاصة به..

حل محل سالم باجميل في التنظيم السياسي للجبهة القومية، في إطار حملة لإزاحة أنصار سالم ربيع علي (سالمين) من مراكزهم القيادية، استعدى ربيع الكرملين بانحيازه للصين، ومجاهرته بنقد الاتحاد السوفييتي.. أجبر ربيع على تدشين الاحتفال بمئوية لينين في خطاب تاريخي متلفز ختمه لأول مرة في حياته وآخر مرة بالقول: “والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”، ولم يقل عاش الاتحاد السوفييتي وحزبه الشيوعي العظيم..!

كان صالح منصر السييلي يحب سالمين.. وكذلك يحب فتاح.. وأيضًا يحب علي ناصر محمد.. لكن في الحب القلب له واحد. 
تذكرت السييلي الآن وأنا أراه في فيديوهات كثيرة يشترح على أنغام عدة أغانٍ.. لعدة مطربين ومطربات.. مع غيره من المشترحين والمشترحات.

استدعى السييلي، عبدالله المسيبلي، بطل مسرحيتي “التركة”، وطلب منه عرضها على خشبة المسرح الوطني بالتواهي، في عروض تجارية بتذاكر.. دينار واحد للتذكرة.. وأرسل لي مع المسيبلي 20 ألف ريال يمني كمكافأة، وكان أكبر مبلغ أتلقاه في حياتي عن تلك المسرحية.

علي سالم البيض(شبكات التواصل)

في الحفل الكبير الذي أقامه علي سالم البيض، بدار الرئاسة، لوفود أدباء الشمال والجنوب، تكلم البيض بحماس عن الوحدة مقرونة بالديمقراطية، حيث قال: “إن شرط الديمقراطية مع الوحدة، هي القيمة الكبرى التي ليس لها ثمن!”.

ولم ينطق السييلي بكلمة واحدة عما تضمره نفسه ضد الوحدة.. وكان حتى ذلك الوقت منقطعًا تمامًا عن تعاطي القات.. في ذلك المقيل الكبير الذي قدم فيه القات لكل الحاضرين.. رفض السييلي قضم عود واحد، ولو على سبيل المجاملة، واكتفى بشرب زجاجة كندا دراي.. لكنه بعد الوحدة انطلق في تعاطي القات بشراسة غير مسبوقة ومنقطعة النظير! بعدها لا يذكر أحد أنه رآه وفمه خالٍ من القات!

عندما أعلن البيض الانفصال عن الوحدة، واستعادة قيام اليمن الديمقراطية.. نشبت حرب الانفصال.. كان السييلي محافظًا لعدن، وصوره التلفزيون وهو في مطار عدن لاستقبال وفد كبار السياسيين الجنوبيين القادمين من القاهرة إلى عدن، لتأييد قرار الانفصال.. وعلى مدرج المطار شوهد السييلي واقفًا للترحيب بالقادمين.. وكان مخزنًا.. مخزنًا جدًا.. جدًاً جدًا.. من اللجع إلى اللجع.. وعلى رأس القادمين كان الأستاذ الكبير عبدالقوي مكاوي.. وكثيرون.

في حرب العدوان على عدن، انخرط السييلي في صفوف المقاتلين دفاعًا عن عدن.. وكان أيضًا مخزنًا..! وغلبتنا حرب العدوان تلك التي استباحت عدن.. وانقطعت عنا أخبار السييلي.. قيل إنه اعتقل.. وقيل بل قتل.. وقيل إنه هرب إلى الصومال.. كل تلك كانت إشاعات مثل إشاعة إرساله هليوكوبتر إلى جيبوتي لجلب القات الذي انقطع عن عدن في ظروف الحرب.. لكن مقولة راجت بأن طائر العنقاء قد حلق فوق سماء عدن، وأخذ السييلي معه إلى السماء.. وراجت أساطير كثيرة حول مصير صالح منصر السييلي الغامض.. ولاتزال الأساطير تلك تجد من يصغي إليها… ويشتريها.
_____________/

مقالات الكاتب

الكودي عنتر المثير للجدل

علي احمد ناصر البيشي واسمه الكودي عنتر، كان رجلاً مثيراً للكثير من الجدل، ذكي بالفطرة ومناضل صلب شجا...