مهما غدرت الإمارات بالشرعية فإن اليمن ليست للمقاولة أو البيع أو المساومة
منذ أن وطأت الإمارات أرض اليمن الطاهرة وهي تلوثها بسلوكها المتعارض مع القرارات الدولية وأهداف التحال...
عبر بعض السجناء اليمنيين الذين يقبعون في السجون المصرية عن فرحتهم واعتزازهم بزيارة السفير خالد بحاح لهم في السجن وتفقد أحولهم والتحرك في قضاياهم سبيلا إلى حلها واعتبروها خطوة لم يقم به أي سفير أو أي موظف في سفارتنا في القاهرة من قبل .
قالوا إنهم شعروا بأن الطريق إلى استعادة حريتهم واسترداد حقوقهم التي غيبها الظلم وأن سعادتهم بمجيء السفير لزيارتهم رسمت السعادة على وجوههم وأشعرتهم بالقوة بعد أن كان الضعف والوهن قد سيطر عليهم، فقد كانوا يرون سفراء الدول الأخرى يتفاعلون مع قضايا رعاياهم ماعدا مسؤلي سفارتنا الذين لم يكلفوا أنفسهم حتى الاطلاع على ملفات السجناء ومعرفة من الذي يستحق العقوبة على فعل ارتكبه ومن الذي تحمل جرما لا علاقة له به، صنع له من العدم وسارت مجريات الأمور بعيدا عن العدالة .
لست بحاجة للقول، إن الفرحة لم تقتصر على السجناء فحسب، بل تجاوزت إلى أهاليهم الذين اعتبروا أن زيارة السفير أشعرتهم أن قضية أبنائهم ليست قضيتهم لوحدهم، بل هي قضية وطنية، تستدعي توفير محاكمات عادلة، فالسلطات المصرية ليست حريصة على بقاء هؤلاء في سجونها، كونها تتحمل أعباء كثيرة، ولابد للسلطات اليمنية أن تتحمل معها المسؤلية وتخفيف العبء عليها .
هذه خطوة يشكر عليها السفير بحاح الذي وضع مصالحه الشخصية جانبا، لأجل أن ينصت لهذه الفئة من اليمنيين الذين جارت عليهم بلادهم، ففروا من سجن كبير مفتوح إلى سجن مغلق، فكانت قسوة الزمن عليهم كبيرة، فبعضهم وقع في الخطأ والبعض الآخر تحمل جرما لم يرتكبه ولم يتمكن حتى من الدفاع عن نفسه .
ونحن بدورنا وعلى لسان أهالي السجناء نتمنى على السفير ألا يترك هذا الملف أو يغلقه دون إيجاد حلول جذرية، فمسؤليته كبيرة وهو قدر هذه المسؤولية وقدر إيصال الرسالة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أولى اهتماما خاصا باليمنيين لإدراكه أنهم ينتمون إلى بلد محترم وصاحب حضارة ويقدر حقوق الإنسان، خاصة حينما يكون هذا الإنسان من اليمن الذي مزقته الحرب وتخلى عنه أبناؤه.