وطن بلا فرح

ربما سأكون الوحيد الذي لن يحتفل باليوم العالمي للشباب هذا العام، ولماذا الاحتفال بربكم ؟ لماذا والمئات من الشباب على قارعة الطريق، بل على قارعة العصر وعلى قارعة الحياة نفسها؟!

لماذا أحتفل باليوم العالمي للشباب والآلاف من الشباب مشردين، مشتتين، متسولين؟!

لا .. لن أحتفل ما دمت مغروزا في وطن تقتات فيه النساء من القمامة، ويمسح أطفاله السيارات لأجل ما يجودي به فاعلي الخير، لسد رمق جوع أسرهم.

لن أشارك بأي فعالية بيوم الشباب، ومستقبلنا ضائع، ووطنا غائب، أرواحنا على أكف أيدينا منتظرين اللحظة الأخيرة التي سنودع فيها هذه الحياة التعيسة

لا احتفالات لا فعاليات لا ابتهاج، (لاءات) ثلاث سألتزم بها طالما والسيول تحاصر أبناء تهامة من كل حدب وصوب ومخيمات النازحين بمأرب وليس هناك مُغيث، طالما تنهش مليشيات الحوثي إخوتنا في المحافظات الشمالية، وفي كل يوم يموت شاب يمني لاجئ على أسوار هولندا وبلا روسيا، وبلجيكا، وبقية أقطار أوروبا.

اتدرون متى سأحتفل؟
سأحتفل حينما تعود الدولة والنظام والقانون وتصرف المرتبات، وتسري المياه إلى كل منزل، وتخلى الشوارع من المتسولين والفقراء الذين أجبرتهم الحرب على فعل ذلك، وتضيء سماء كل مدينة بالكهرباء، ويمشي المسافر سيرًا على الأقدام لا يسأله أحد من أين أنت؟ وإلى أين ذاهب ؟. هنا سأحتفل فقط وحينها سيكون للأحتفال واليوم العالمي للشباب معنى ومذاق آخر.

مقالات الكاتب

"يا عيباه"

"يا عيباه" هي كلمة شائعة نستخدمها نحن البدو كثيرًا، وربما في معظم المحافظات، نلقي على عاتقها الكثير...