حكومة الدفع المسبق
هذه المرة الثانية التي يُعين فيها رئيس وزراء "هش"، يعتقد أن استخدام الدفع المسبق سينجح مهامه، غير أن...
نرى توافقا كبيرا بين العميد طارق محمد صالح والانتقالي الجنوبي، أو اتباع طارق إن صح التعبير، ويمكن القول بان العدوان اللدودان أخيراً التقياء في طريق واحد وفي رؤى واحدة لكنها تبدو مليئة بالأشواك.
بعد ديسمبر الفائت تغيرت المعادلة اليمنية - الجنوبية، وبات الأعداء اصدقاء، وزاد العداء بين الأصدقاء الأعداء جنوبا، لكن كل ذلك لم يكن ليحصل لولا أن الإمارات فرضت على (المجلس) تأييد قوات طارق ورعايتها، كما فرضت على الأخير توافقاً افتراضياً مع الأول ينتهي بعد تحرير شمال اليمن.
ولأن المجلس تخوف بداية الأمر من غضب شعبي الا ان الطمأنة جاءت من اتباع طارق بتأييد قوى النخبة والحزام واستعادة الدولة جنوبية، لكن التأييد هذا ليس سوى جرعة مخدرة ستنتهي بحلول وصول طارق الى اهداف معينة يطمح لها وهي إنهاء دور المجلس.
في المقابل تعامل المجلس على ان طارق وقواته اصدقاء جدد دخلوا القائمة، لكنه تناسى ان هدف طارق جمهوري وليس جنوبي، تحت غطاء دعم المقاومة الشمالية كذباً وزوراً، ولو كان الرجل يحترم الشراكة الوهمية لما رفع علم الوحدة قبل اشهر داخل مدينة عدن.
لايسعى طارق الى التبعية كما يسعى لها الغير لكنه يسعى الى الحصول على دعم في حربه مع الحوثيين في الحديدة وغيرها، وستسلم له محافظة تلو محافظة شمالية في حال تحريرها سيكون هو الشخصية التي تحكم شمالاً ، وفي المقابل فان تحرير الشمال يعني تعميق الوحدة اليمنية، وستكون الامارات انهت الكثير واولهم الانتقالي، وسيكون آنذاك ليس باستطاعة احد الوقوف امام المشروع الجديد وبمجرد سحب الدعم عن التشكيلات الجنوبية ستذوب سريعاً، إن لم تنفذ الأوامر، فضلا عن ان التشكيلات اصلا التي يقال بانها (جيش الجنوب) كافة الجنود فيها اختاروا العمل لإعالة اسرهم لا لشيء آخر.
إن عدم ادارة شؤون الجنوب الآن تؤكد ان الانتقالي مجرد تابع ، وان اظهاره الى الواجهة جاء لمشروع دعم الامارات للقضاء على اخوان اليمن.. وليس للمشروع الجنوبي الذي يردده ويتغنى به.