مختصر الحياة
إن الحياة قصيرة .. لو كانت الدنيا مثلما نريد لما تمنينا الجنة، لإن جميع ملذّات هذه الدنيا ستفقدها، و...
إذا أتصلت بشخصٍ ولم يرد عليك، وكررت الإتصال ولم يُجب، ثم قابلته في اليوم التالي أو بعده، من الأفضل أن لا تسأله: لماذا لم ترد على إتصالي؟!
لأنك قد تضطره للكذب عليك تأدباً، فقد يقول لك لم أشاهد إتصالك أو كنت مشغولاً لتبرير ذلك !!
الحقيقة أنها قد تأتي على الإنسان لحظات نفسية يكون ليس له فيها مزاج للرد على أي إتصال، ليس كراهيةً بالمتصل وإنما لأن حالته النفسية لا تسمح بذلك فلا تُلِحّ عليه كثيراً بالاتصال !!
ومن القصص المشهورة عن سوء الظن بالآخرين قصة ذلك الرجل الذي مرضت أبنته و لم يعرف ما بها و عندما ذهب بها إلى المستشفى كتب له الأطباء العديد من الأدوية التي لم يقدر على ثمنها، فإتصل بأخيه على الهاتف المحمول و طلب منه إن يحضر له المال في البيت للضرورة بسبب مرض أبنته، فأجاب الاخ طلبه قائلاً: "أعطيني من الوقت ساعة لأحضر لك المال"، و بينما الأب ينتظر وصول أخيه حاول الأتصال به مرة أخرى ليتأكد من حضوره و لكنه تفاجأ عندما وجد الهاتف مغلق، حاول الأتصال مرة أخرى لكن النتيجة لم تتغير، حيث أخذ يحدث نفسه كيف يخذلني أخي و يتهرب مني، لن أسامحه على فعلته، و بينما هو فى قمة الحزن و الأسى من موقف أخيه دق جرس الباب فتح الباب والغضب يسيطر عليه فوجد أخيه على الباب يناوله المال قائلاً: أعتذر على تأخري فلم أستطع بيع هاتفي المحمول بالسرعة التي توقعتها ولم ألحق أن أشتري هاتفاً رخيصاً بدلاً منه !!
إن حسن الظن بالله ركيزة مهمة من ركائز الإيمان والعقيدة، ومن أستطاع أن يحسن الظن بالله فقد نال السعادة الحقيقية في الدنيا، والنجاة في الآخرة !!
إن حسن الظن بالناس لا يتعارض مع الحذر، فقد أمرنا الله عز وجل بالحذر، وحذرنا من سوء الظن، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ).[الحجرات:12].
إن سوء الظن قد يؤدي إلى الخصومات والعداوات وتقطع الصلات، قال تعالى: (وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا).[ (النجم: 28]، وفي حديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا).[رواه البخاري ومسلم والترمذي].
نصيحة .. هناك قلوبٌ تتألم ولا تتكلم، فلا تحكم على شيء قبل إن تعلم، أحسنوا الظن بارك الله فيكم !!
اللَّهُمَّ إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك
اللَّهُمَّ إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك
اللَّهُمَّ أرزقنا قلوبًا سليمة وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا