المناضل والمربي عبدالله أحمد حيدرة الشوبية: نضال وتعليم وعطاء مستمر
ولد عبدالله أحمد حيدره الشوبية عام 1952 في قرية مجدب بمديرية الوضيع كانت نشأة مفعمة بالقيم الو...
في أعماق الريف اليمني وتحديدا في منطقة شحطة مديريةالوضيع بمحافظة أبين تقع بئر واق معلم غامض ذو تاريخ غارق في القدم وأساطير نسجتها الأجيال عن هذا المكان الفريد تتحدث الروايات الشفوية عن نفق ممتد من داخل البئر إلى قمة قرن النماره الجبل الذي يطل على قرية شحطة النفق وفقا لما يروى كبير بما يكفي ليمشي فيه الإنسان ويقال إن نهايته تحمل سرا مجهولا وربما كنزا خفيا محروسا من قبل ملوك الجان الذين ارتبطت أسماؤهم بهذا المكان
عند السؤال عن تاريخ بئر واق تأتي الإجابة مغموسة بعبق التراث فقد تناقل الأجداد قصصها من جيل إلى جيل حيث يؤكدون أن البئر كانت موجودة منذ أكثر من سبعمائة عام السبعة الأجيال الأخيرة والذين يقدر عمر كل جيل بمئة عام تقريبا عاشوا وشهدوا هذه البئر التي كانت شريان حياة لسكان المنطقة الوسطى بأبين الجميع كانوا يسقون منها يشربون من مياهها العذبة ويتحدثون عن قوتها التي لا تنضب وأسرارها التي لا تفصح عنها
النفق الغامض وقصة الكنز
يحكي الأهالي عن النفق الممتد من قاع البئر إلى قمة قرن النماره النفق* واسع وداخله محفور في الصخر لكنه يزداد غموضا كلما تعمّقت فيه وقد وجدت داخله آثار غريبة منها صورة عقرب وقدم بشرية محفورة في الصخر هذه العلامات أشعلت فضول الباحثين والمستكشفين فقد اعتقد بعضهم أنها تشير إلى كنز دفين منذ العصور القديمة إلا أن محاولات كشف هذا الكنز انتهت بالفشل
وفي عام 1988م تقريبا بدأت أولى المحاولات الجدية لكشف سر بئر واق* حين اجتمع فريق من أبناء الوضيع بقيادة الأستاذ منصور الذلقي والأستاذ محمد أحمد ناصر الطعسلي (الشيبة) بروح المغامرة انطلقوا من قريتهم متسلحين بأدوات بسيطة وشجاعة لا حدود لها أحيانا كانوا يستقلون ماكينة الذلقي التي أطلقوا عليها اسم "شاذية" وأحيانا كانوا يمشون على الأقدام إلى منطقة "شحطة" بعد الغداء ويقضون ساعات طويلة حتى غروب الشمس يحاولون فك شيفرة البئر علموا بوجود درج مظلم يبدأ من قاع البئر ويمتد إلى قمة الجبل المطل على القرية لكن النزول عبر الدرج كان مغامرة مستحيلة فقرروا صعود الجبل بحثا عن مدخل آخر
على قمة الجبل وجدوا فتحة مغلقة بمادة صلبة أشبه بالخرسانة مقاومة لأي تأثير من أدواتهم ظلوا يعملون لأكثر من شهر باستخدام الفراصات والمطارق يسمعون ارتداد الصوت عند الطرق وكأنهم على وشك فتح الباب الذي يخفي السر ولكن جاءت الخيبة حين أكد لهم علي أحمد الصحفة أن المادة المستخدمة في الإغلاق أقوى من الإسمنت الحديث عندها أيقنوا أن جهودهم لن تؤتي ثمارها فعادوا إلى قريتهم بخيبة الأمل ولكن بروح لم تنطفئ وفشلت المحوله مره اخرى لكن مازل الامل موجود لكشف سر بئر واق..
ذكريات الطفولة مع بئر واق
مرت الأيام وبئر واق بقيت لغزا وفي التسعينيات تحديدا عام 1999م أُتيحت لي الفرصة لزيارة البئر لأول مرة كنت أستقل سيارة خالي محمد علي نوع بيكاب مع السائق سالم محمد ومع مجموعة من أبناء الحافة لجلب الماء كان ذلك اللقاء بمثابة كشف جديد حيث رأيت البئر التي طالما سمعت عنها في قصص الكبار
لم تكن مجرد بئر ماء بالنسبة لي بل نافذة على تاريخ مشحون بالمغامرات والطموحات عرفت حينها أن جهود كشف السر استمرت في التسعينيات ولكن الغموض ظل يحيط بالبئر كما لو كانت تحرس سرا لا يبوح به الزمن بسهولة *ومرت سنوات طويلة وكانت بئر واق دائما محط أنظار المستكشفين والسياح بل وحتى المنظمات الغريبة التي زارت المنطقة ومن أبرز المحاولات كان حضور* محافظ أبين بن شملان مع فرق هندسية ومنظمات دولية في إحدى الزيارات دخل مهندس إلى النفق داخل البئر لكنه لم يستطع إكمال الرحلة بسبب نقص الأكسجين وشعوره بالدوار وفي حادثة أخرى تعرضت قافلة استكشافية لحادث غريب أثناء طريقها إلى البئر ما عزز الشائعات حول حماية الجان لهذا المكان
أما في آخر زيارة موثقة فقد حضر فريق من السياح الأوروبيين إلى المنطقة قادهم بن شملان إلى البئر وصعدوا إلى قمة قرن النماره وشاهدوا النفق والأساطير المحيطة به وعندما رأوا صورة القدم والعقرب المنحوتة أدركوا *أن المكان يحمل سرا لم يكشف بعد
قلعة قرن النمار
على قمة قرن النماره تقف بقايا قلعة تاريخية شيدها القائد علي امعجم* *الصدامي* على أنقاض قلعة أقدم القلعة وفقا للروايات متصلة بالنفق الممتد من البئر هذه القلعة تعزز من أسطورة المكان حيث يعتقد أنها كانت حصنا لحماية الكنز أو موقعا استراتيجيا في زمن قديم
بئر واق رمز للتاريخ والأساطير
بئر واق ليست مجرد مصدر ماء أو نفق غامض إنها رمز لتاريخ طويل وأساطير تتحدى المنطق وتروي حكايات الأجداد عن قوة المكان وأهميته لقدارتبطت بها قلوب الناس في الوضيع وبقيت شاهدة على أجيال تعاقبت على هذه الأرض
وعلى الرغم من كل المحاولات لفك أسرار بئر واق وقرن النمار يبقى المكان مغطى بستار الغموض وكأن الزمن نفسه قرر أن يبقي سره طي الكتمان ليظل إرثا حيا تتناقله الأجيال في قصصهم وحكاياتهم
رمزي الفضلي