للأستاذ صالح فهيد مسيرة تعليمية حافلة بالتفاني والإخلاص

في أعماق مديرية الوضيع بزغ نجم شخصية تعليمية مميزة ولد الأستاذ صالح فهيد عام 1946م في قرية مجدب التابعة لمديرية الوضيع في كنف أسرة كريمة تعمل بالفلاحة ورعي الأغنام رغم بساطة الحياة في تلك الفترة برز شغف صالح بالتعليم منذ نعومة أظافره وتحدى الصعوبات لينطلق في رحلة تعليمية ومجتمعية ملهمة كان شغفه بالتعليم والعمل المجتمعي دافعا رئيسيا لإحداث تغييرات إيجابية في حياته وحياة  من حوله  
 *في البداية، نعرّج على حياة الأستاذ صالح فهيد اليوم، بعد رحلة امتدت لأكثر من خمسين عامًا في خدمة التعليم*

اليوم بعد حياة حافلة بالعطاء في مجال التعليم وخدمة أبناء مديرية الوضيع يعيش الأستاذ صالح فهيد اليوم في قريته مجدب حيث يواصل حياته بتواضع كبير منشغلا برعاية الأغنام من قاعات الدراسة حيث كان يغرس بذور العلم والمعرفة، إلى الطبيعة حيث يرعى الأغنام يبقى الأستاذ صالح نموذجا للعطاء المستمر والبساطة التي تزين سيرته. حياته اليوم تعكس شخصية الرجل المتواضع الذي لم يغره ماضيه الزاخر بالإنجازات، وظل قريباً من الأرض ومن مجتمعه.


*رحلة الاستاذ صالح في التعليم*

بدأ رحلته التعليمية في مدرسة الوضيع الابتدائية ثم انتقل لمواصلة تعليمه في المدرسة المتوسطة في مودية عام 1962م ليكمل دراسته لاحقا في مدرسة زنجبار المتوسطة بأبين عام 1963م

رغم كونه طالبا كان الأستاذ صالح فهيد كان محط أنظار السلطنة الفضلية التي عينته مدرسا في عام 1964م وذلك ضمن مجموعة من المعلمين غير الحكوميين الذين عملوا بإشراف الاتحاد أيام الاستعمار البريطاني في عدن كان هذا التعيين بمثابة الانطلاقة الأولى لمشواره التعليمي الطويل

في عام 1965م بدأ أولى محطاته التعليمية الرسمية في مدرسة الحردوب بالوضيع واستمر في تطوير مهاراته عبر حضور دورة تربوية بمدينة الاتحاد (مدينة الشعب) عام 1967م بعدها، عاد للتدريس في مدرسة الوضيع ثم انتقل إلى مدرسة الكورة عام 1969م ليصبح لاحقا مديرا لمدرسة الوضيع الموحدة عام 1976م
لم يتوقف طموحه عند حدود التدريس بل استمر في تقديم خدماته للقطاع التعليمي بتعيينه نائبا سياسيا لإدارة التربية والتعليم في الوضيع عام 1978م ولإيمانه العميق بأهمية التعليم لكل الفئات العمرية شغل منصب مشرف لمحو الأمية حيث بذل جهودا كبيرة لتعليم الكبار ومكافحة الأمية واستمر في هذا الدور حتى نهاية عام 2000م

لقد ترك الأستاذ صالح بصمة لا تنسى في تاريخ التعليم بالوضيع حيث عمل على نشر العلم بين الأجيال الشابة وكبار السن على حد سواء كرس حياته للنهوض بالمجتمع المحلي عبر التعليم وكان نموذجا يحتذى به في الإخلاص والتفاني
ما زال الأستاذ صالح فهيد هذا الرجل الذي أفنى حياته في خدمة التعليم وأبناء مديرية الوضيع يعيش في قرية مجدب محتفظا بمكانته كرمز من رموز العطاء والإخلاص برغم تقدمه في العمر يظل أثره حاضرا في ذاكرة كل من تتلمذ على يديه أو عرف جهوده الكبيرة في مجال التربية والتعليم
قضى الأستاذ صالح عقودا من عمره في بناء أجيال المستقبل متنقلا بين المدارس ومواضع العمل التربوي إيمانا منه بأهمية العلم في تحسين حياة الناس وتطوير مجتمعه لم تكن مهمته مجرد وظيفة بل رسالة سامية حملها بكل حب ووفاء ليقدم نموذجا يحتذى به في المثابرة والإخلاص 
وها نحن اليوم ندعو الجهات المعنية في القطاع التعليمي إلى الالتفات إلى هذه الهامة التعليمية وإلى تكريم الأستاذ صالح فهيد بما يليق بحجم عطائه وتفانيه إن تكريم أمثاله ليس مجرد شكر بل رسالة لأجيال الحاضر والمستقبل بأن الجهود المخلصة لا تُنسى وأن من يزرع العلم والمعرفة في قلوب الناس يظل أثره خالدا

نسأل الله أن يمن على الأستاذ صالح فهيد بالصحة والعافية وأن تظل سيرته مثالا يحتدى به في العطاء وحب الوطن.
تحية تقدير للأستاذ صالح فهيد  رمز العطاء التعليمي في الوضيع
رمزي الفضلي

مقالات الكاتب