العلم والقضية بين دماء الشهداء ومصالح الأشقاء
اللجنة المنظمة للمشاورات عرضت على الشيخ عباس صنيج أما إنزال علم الجنوب أو مغادرة القاعة.؟ فقال: (تحت...
يقولون أنّ رئيس الكي جي بي بعد سقوط الإتحاد السوفيتي سأل أحد العملاء؛ كيف استطعت أن تخفي عنا عملك الجاسوسي وتدرجت حتى أصبحت وزير، واعتبرك الغرب من أعمدة اسقاط الاتحاد السوفيتي.؟ فرد عليه؛ لأني كنت أخدم أمريكا والغرب بطريقة مختلفة عن الجواسيس الآخرين؛ كنت فقط أوظف الشخص في وظيفة ليست من تخصصه.
وهذا مافعلته حاشية الرئيس هادي وحلفاؤها؛ فعندما تيقَّنوا أن شباب الحراك هم من صمد وقاتل وحرر البلاد، وهم المسيطرون على مرافق الدولة وعلى كل المناطق المحررة، وليس لديهم من خيار إلا تعيينهم في مناصب الدولة؛ قاموا بخطوتين مهمة؛ الأولى دعم القاعدة وتعميق الانفلات الأمني، وقتل كل قيادي جنوبي ذو كفاءة مثل اللواء جعفر سعد، والثانية؛ تعيين قيادات في خارج تخصصهم وفي مدن أخرى.. فعندما تم تعيين عيدروس وشلال وغيرهما لم يكن تعيينهم حباً في الجنوب، ولاتطبيقاً لمبدأ التسامح والتصالح والتآخي الجنوبي، بل كان وضع الشخص في غير موضعه، ثم التآمر عليه حتى يفشل، وتسليط أضواء الإعلام على الفاشل حتى لاينتبه الناس للناجحين الآخرين.. ولأنه في غير الوظيفة التي تتناسب مع مؤهلاته وقدراته فلن يحسن العمل، وسيرتكب الأخطاء، ولن يستطع اكتشاف مؤامراتهم.
وكان الهدف الرئيسي لهذه المؤامرة إغراق الجنوب في البؤس والجوع والخوف والرعب؛ حتى يقول الناس (سلام الله على أيام زمان) وعندما يقولونها يتم إعادتهم إلى الماضي بإحتلال الجنوب من جديد.. فمع مرور الوقت سيقول الناس إن قيادات الحراك فاشلون، ليسوا رجال دولة.... ومع مرور الوقت تغير الجماهير موقفها من التحرير والاستقلال إلى الوحدة، وتعلي شأن الوحدة وتتمسك برجالها.. وهذا حدث فعلاً؛ فبعد أن كان الشعب الجنوبي أكثر من 90٪ مع الاستقلال في 2015 تناقصت النسبة خلال سنوات العذاب (المخطط له)... واليوم يمكن القول أنه لو حدث استفتاء خلال هذه الآونة فلن يصوت مع الاستقلال أكثر من 30٪ من الجنوبيين.
وعليه؛ لابدّ من ثورة شعبية لكرامة شعب، ومصير وطن، ودماء سفكت، وشرف أهدر...... ثورة شعبية لاترفع صور زعطان ولافلتان.
ثورة شعبية لاتدافع عن مكون سياسي تريد أن تسترد له مجده، بل ثورة شعبية تسترد وطن سقيناه بدمائنا.. ثورة شعبية ليست بسبب إقالة الفاشل فلان أوعلان بل ضد مؤامرة خبيثة قذرة نجح فيها أوغاد السلطة من ضرب الجنوب ضربة نجلاء، ولن يشفى هذا الوطن إلا بتحريره منهم. ثورة شعبية ضد العصابة التي خططت للمؤامرة، وضد الفاشلين الذين نفذوا مؤامراتهم، وضد الرئيس الذي رعى ووافق على كل ماحدث وتسبب بموت الناس وسرقة أموالهم وإهدار كرامتهم.
ثورة شعبية لايمكن حصرها بطارق عفاش بل تجتث كل كلاب عفاش وكل من عمل معهم؛ ثورة غير قابلة لحرف مسارها، ولايمكن خديعتها بأن العدو هو "الحوثي" بل كل من يتآمر على الجنوب عدو للجنوبيين، وأول الأعداء السلطة الشرعية، والمرتزقة الذين يخدمون أجندات دول أخرى بشعارات وطنية،، ثورة شعبية لايمكن ايتزازها بدعاوى (المعركة الأولى هي معركة العرب ضد إيران وعملائها، وبعد ذلك لكل حدث حديث) بل اليوم الحديث والعقاب والجنوب أولاً، ولأفرق بين إيراني أوعربي عندما يتعلق الأمر بالجنوب.
لقد استمرت الثورة الفرنسية قرابة 100 سنة، وفي كل جولة كان لصوص الثورات يسرقون انتصاراتها، وكان المرتزقة يبيعون فرنسا لدول الجوار، وكان الفاسدون يغيرون جلودهم ويحرفون مسار الثورة.. لقد رفعت الثورة منذ يومها الأول شعار الفيلسوف جاك روسو (الحرية-الإخاء-المساواة) وأعلنت حقوق الإنسان والمواطن؛ وبعد سنتين انحرف مسارها وضربت حقوق الإنسان، وتسلط على فرنسا عصابة رهيبة لايمكن مقارنتها بنظام ماقبل الثورة، وأصبحت السجون أسوأ بكثير جداً مما كان عليه الباستيل، وانتشر القتل والدمار والإرهاب في كل أنحاء فرنسا، ولكن الشعب عاد للثورة بعد سنوات، وأعاد الكرّه واسقط اللصوص والمتحولين والمرتزقة، ثم عاد اللصوص والمتحولين للسيطرة على البلاد وعاد الظلم والديكتاتورية والارتزاق، فثار الشعب وأسقطهم..... وهكذا دواليك لعدة جولات خلال 100 سنة وكان الشعب يعود لرفع شعار (الحرية-الإخاء-المساواة) حتى حققه فعلاً، وانتصرت ثورته وأصبحت أيقونة ثورات العالم.
ثوروا لأنفسكم، لحاضركم ومستقبلكم، ثوروا لمستقبل أولادكم، ثوروا لاستعادة الخدمات التي بنيت بعرقكم وأموالكم، ودمرتها سلطة متآمرة وفاشلين نفذوا لها مؤامراتها.. ثوروا وكل الشرائع السماوية والقوانين الأرضية والمجتمع الدولي معكم، ثوروا فإن الشعوب الخانعة الفاشلة لاتستحق الحرية، والمجتمع الدولي يشرعن في ذلك الحين استبعادها وإذلالها.. ثوروا وكونوا أحراراً في ذاتكم، حتى تستحقوا وطن حر مستقل.