أكتوبر يا عيد الثورة
لست متأكداً أكان العام 1988م أم العام 1989م ، و لكن الذي حدث فيه و بعد أسبوع من التدريبات و كا...
الأجتماع مع نائب وزير الخارجية الروسي السيد ميخائيل بغدانوف يعتبر بحد ذاته انتصار للمجلس الأنتقالي حتى ولو كان جزئيا ، وبغض النظر عما دار من نقاشات بين الجانبين ونتائجها ، وموضوعيا بعيدا عن التطبيل او ( المناكفة) فروسيا دولة عظمى وتتمتع بحق النقض الفيتو في مجلس الأمن واي عمل لها يتم عن طريق خارجيتها الرسمية فيجب الا يتعارض مع المتعارف عليه امميا .. الان استقبال الدبلوماسية الروسية لوفد المجلس الانتقالي انما يعد لقوة حضوره على الأرض ، وهذا يعني انه سيكون عاجلا او آجلا احد الأطراف التي ستؤثر سلبا او ايجابا في اي عملية تسوية سياسية قادمة لوقف الحرب ..
على الصعيد الداخلي يبدو ان المجلس الأنتقالي قد اخفق وبشكل كبير ، فأطالة الحسم افقده الزخم الشعبي ، فأهتمامه بالناحية العسكرية ترك فرصة لأحزاب وكيانات معارضه بالتغلغل في وسط المجتمع كالاستحواذ على عمل المنظمات الدولية والأغاثية وتسيسها وكذلك النقابات والأدارات العامة لمرافق الحكومة وعدم مراقبتها ومراقبة فسادها، فلا يكفي ان تكون المدرسة مثلا ترفع العلم الجنوبي بينما إدارة المدرسة تعمل عكس ذلك .. الناس ترى ان المجلس على اتفاق هدنة او محاصصة مع الحكومة ، فلم تعد معاناة المواطنين ذات اهمية ، فالفقير زاد فقرا والمريض زاد مرضا ، وكأن الحكومة انظف من سابقتها .. كما ان هناك من يستغل قضية الجنوب لمصالحه الشخصية كالاستيلاء على الاراضي او حماية المتنفذين .. وهناك عوامل اخرى تضعف شعبية المجلس منها الولاء المطلق للامارات فالامارات لن تظل حليفا مستمرا وسيتغير ذلك بتغير المصالح والأهداف لسياسة بلدها ولكم العبرة في الحزب الأشتراكي حين انهار السوفييت ..
كانت محطة موسكو خطوة لابد من ان تتبعها خطوات ولعل من اهمها الإنفتاح داخليا ومد الجسور مع جميع المكونات الجنوبية بمن فيهم جنوبيوا الشرعية فسيظل هؤلاء جنوبيون مهما اختلفت الرؤى ولن تنفع سياسة الأستقواء او الأقصاء...فتلك متغيرة بتغير المكان والزمان والمصالح ..
ليس كل من رفع العلم الجنوبي جنوبيا ، وليس كل جنوبي موال للشرعية شماليا .. والمنتصر الحقيقي هو من يحتوي هؤلاء لنصرة الجنوب حقيقة وليس وهما ..