مقال ل انيس الشرفي: إرهاب الإخوان
في السطور التالية جزءٌ يسير من الإحصائيات والأحداث التي وثقها التاريخ عن حزب الإصلاح الإخواني منذ تأ...
نعيش اليوم، في واقع ملغوم، ونظام فاسد معلوم، وإعلام مهوول مأزوم، وشعب مصدوم مكلوم، لا يتمتع بغذاء ولا صحة ولا نوم.
إذ يعاقب المظلوم، ويرقى الفاسد، ويكافئ الظالم، ويجري كل ذلك تحت دعوى إصلاح منظومة الدولة وبناء مؤسساتها، ومعالجة قضايا الفساد والاستبداد بحسب شعارات عالية القوم كما يحلو لهم وصف أنفسهم.
نخبٌ كل همها جمع المال، وشعب متشرذم ما بين أربعة خصال: فبعضهم غارق بالتطبيل والابتذال، وآخر في ركنه متشدد كثير العداء والجدال، وثالث متذبذب بين آهات الضعفاء ورواج الإعلام الضال، ورابع ذو اتزان وواقعية واعتدال، لكنه يقف مشدوهاً على الأطلال، وإن تدخل أصبح مهدداً بالزوال.
يتسابق عامة الناس على منابر الأكشن والصخب، ويتركون كل مفيدٍ من معارف أو تجارب أو مهارات قد تكتسب.
إذا خالف أحد الساسة الأنظمة واللوائح كان الأمر عادياً، وإن خالفه آخرون نالهم منه أشد النقد وربما أشد العقوبة، يباح للساسة كل محظور، ويحظر على العامة كل مباح.
يتقاتل الساسة فيخوض الشعب الحرب بدلاً عنهم، فيقتل الشعب وتدمر البنية التحتية وييتم أبناء الشهداء وترمل زوجاتهم، وما إن يتصالح الساسة حتى يتغنون بنجاح التسوية ويصفونها بأنها انتصار تاريخي لمطالب الشعوب تلبي آمالهم وتحقق تطلعاتهم، ثم يقتسم الساسة السلطة والثروة، ويتفقون على آلية لتبادل الأدوار حتى يتمكنون من حرمان الشعب وتضليله وتشتيته وتتويهه، حتى لا يتمكن من استجماع ذاته بوجه كل مارق مستبد من تجار الحروب الذين لا يهمهم غير جمع المال وتحقيق الثراء السريع، بغض النظر عن طريقة جمع ذلك المال.
لا يكتفي المسؤول بالنهب لوحده، بل يجلب قبيلته والمقربين منه وكل محسوبياته، فيوسد الأمر إلى تجار الحروب وشذاذ الآفاق، ويصبح التطبيل هو السبيل الموصل إلى السلطة، وضرب الدفوف هو معيار الكفاءة للحصول على الترقيات، فلا كفاءة ولا وظيفة ولا توجد سعة لأصحاب الشهادة العلمية المتخصصة، ولا لأصحاب الخبرات المشهودة، ولا لذوي الابداع والموهوبين، فكيف لمسؤول لا يعرف كوعه من بوعه، أن يقبل بجانبه مختص ذو كفاءة يفوقه خبرة وعلماً وخلقاً.....
فكما تكونوا يول عليكم، ولله في خلقه شؤون.
كفوا عن التطبيل والتمجيد والتقديس للأشخاص، إن أردتم مستقبل خالٍ من إخفاقات الماضي وأخطلء الحاضر، انتقدوا كل خطأ، وطالبوا بمعاقبة كل آثم، وقيموا كل مسؤول، واجتنبوا المديح، فمن بابه يدخل الغرور، وتصنع الهوة بين العامة والساسة، حتى يظن بعضهم بأن فناء العامة من أجل شخصه، أهم شروط المواطنة وواجباتها.