أكتوبر يا عيد الثورة
لست متأكداً أكان العام 1988م أم العام 1989م ، و لكن الذي حدث فيه و بعد أسبوع من التدريبات و كا...
( خدعوها بقولهم حسناء ) ، فركبها الغرور ... وخدعوهم حين قالوا لهم انتم من يسيطر على الجنوب ، فركبهم الغرور .. ( أضاعوني واي فتى اضاعوا ) .. من واقع الجنوب والمشهد الجنوبي الذي نراقبه سيضيعون الجنوب ان لم يكن قد اضاعوه ..
أي ثورة تحررية كانت أو سياسية لها عوامل نجاح ، ودون الرجوع لنظريات فلاسفة الأجتماع ونظرياتهم ، فالسرعة والمشاركة الجماهيرية والدعم الخارجي هي العوامل الرئيسية لنجاحها ، وهذه العوامل مرتبطة ببعضها ومتداخلة ومؤثرة على بعضها ، وبالتالي فهي ليست ثابتة بل تخضع للتناسبات طردا وعكسا ..
كانت حركة 28 يناير هي النقطة الأساسية ، وما قبلها لم يكن مثل الذي بعدها ، ومن منظوري الشخصي كانت القشة التي قصمت ظهر المجلس الأنتقالي الجنوبي ..
فرغم مرارتها ورغم الجرح الذي ستتركه الا ان البعض من الناس كانت تنظر إليها من زاوية انها ستكون الخلاص لواقعهم المرير الذي كانوا يعيشوه ، كغلاء الأسعار وانهيار العملة والكهرباء والتلاعب بإسعار الوقود .. وبعض آخر يراها على اساس انها كانت سبيل لفرض واقع دولة الجنوب على الشرعية والتحالف والمجتمع الدولي ... لكنها فجأة توقفت عند عتبات ابواب المعاشيق .. أمتار فقط بين أحداث شيئا وفرق يغير الواقع ويفرض معادلة جديدة .. عند ابواب المعاشيق فاق البعض من حلمهم وتوقف آخرين عن الترقب ، فلم يعد احدا يحلم ولو باحلام يقضة .. وعم اليأس والإحباط بين الناس ..
لم يتغير الحال وزاد الفقير فقرا والغني ثراء .. والجنوب زاد بعدا ..فقط ما تحقق هو الجرح الذي بقي عميقا وغائرا ..
على عتبات ابواب معاشيق تم الأتفاق على ان المجلس الانتقالي هو المسيطر ولكن امنيا فقط ، اما من اقتصاديا وخدميا واداريا تبقى الشرعية وحكومتها هي المسيطرة فقط ابتعادها عن مناكفات الأنتقالي اعلاميا ..
صدق الأنتقاليون لمقولة انهم المسيطرون وتغنوا و ( تبجحوا ) بها ، خطبوا الخطابات وصاغوا قصائد الشعر وتبادلوا التهاني .. فعن اي سيطرة ووهم وجنون تتحدثون ياهؤلاء ؟
كانت السرقة والنهب والاختلاسات والفساد تتم خفية اما اليوم فهي تتم علانية و بشرعية وبحماية من أمن سيطرتكم ايها المسيطرون !!
بفضلكم تتم المناقصات في دوائر الحكومة بعدن بعيد عن اعينكم وبفضل سيطرتكم يتم تعيين من يرضون عنه لا الذي ترضون عنه ، بفضل سيطرتكم يجلس معين يخطط ويدلس آمنا مستقرا بحمايتكم ، بفضلكم ذوي التخطيط والتعاون الدولي والشؤون الأجتماعية تنهب المعونات وتسلمها لمناصريها ، بل ان كل العاملين فيها يتم وفق ولائهم لهم ولاحزابهم .. بفضل سيطرتكم يتم إدارة المكاتب والمرافق ونقاباتها وفق اهدافهم لا اهدافكم ، بفضل سيطرتكم منحوا الوقت والامن ليستغلوه للعمل بأريحية وامن وشرعية للعمل على طمس معالمكم ولخطف انتصاراتكم ، بفضلكم استغلوا الوقت لمراقبة وتحين اخطائكم وزلات من يتبعكم وتضخيمها وتاجيجها والناس ضدكم ، بفضل نخبكم يقوم حميد ومحسن علي وتوفيق بتصدير نفط الجنوب بأمان .. و ... و ... والحقيقة انهم هم المسيطرون وماسيطرتكم الا وهما وأضحوكة يقهقه بها من ضحك عليكم بها .. فهل بأستطاعتكم تغيير فاسد او دخول أي مكتب حكومي ؟
سلمتموهم مواردنا وانتم المسيطرين ؟
توسعتم في الخارج لكنكم انكمشتم في الداخل ، تقربتم من الكرملين و نواب لندن وكونجرس واشنطن لكنكم بعدتم عن رواتب الموظفين التي لا تفي لسد رمق جوعهم وفقرهم ، الكلاب والأمراض تنهش اجساد شعبكم وانتم لازلتم في برج التعالي ووهم سيطرتكم .. زادت الفرقة والمناطقية والأنقسامات وانتم لازلتم مكابرين مغرورين ..
لن تبق الامارات حليفا دائما وتشابك المصالح كفيلة بذلك .. و كلما طال الوقت وتأخر حسمكم كلما قل مؤيديكم ومناصريكم ..
الامارات كانت من اوقفتكم امام بوابات معاشيق وهي من اقنعتكم بانكم المسيطرين .. لا تكفي سيطرتكم الأمنية ولن يفي دعم الامارات لكم وانتم تبتعدون عن المواطن والشعب .. للامارات اهداف وللشعب اهداف .. ولكم الخيار... اما شعبكم والجنوب واما الامارات.. واما دعوا الشعب ان يحدد خياره ويسعى لتحقيقها و اوقفوا الوصاية عليه طالما انكم لذلك لستم آهلين ..
هرمنا الانتظار فبإسم الجنوب ينهار الجنوب ، اليوم مجلس النواب وغد الأنتخابات ..