حسابات الاقليم بشان اليمن
حسابات الإقليم والعالم لا تقوم على أساس امنحوا صنعاء للحوثيين وامنحونا المُلك في عدن فهذه حسابات ضيق...
على هامش دعوات الحوار المشروطة ، ماذا سيحمل لنا شهر مايو من جديد مؤلم لأبناء الجنوب ؟؟
كانت الكارثة التي حلت بأبناء الجنوب في 13يناير1986م بمثابة بوابة شر انفتحت ومازالت مفتوحة حتى اللحظة رغم جهود بعض عقلاء الجنوب لاغلاقها تلك الجهود التي مازالت تعاني على صخرة صلف بعض العقليات التي مازالت تخوض جولات نكسة يناير 1986م حتى اللحظة !!
ولدت مأساة 22مايو1990م من رحم نكسة يناير 1986م وكانت إحدى توابع هذا الزلزال الذي ضرب أرجاء الجنوب وتبنى صياغة بيان نعي الوحدة الوطنية الجنوبية بشكل واضح وجلي..
جاء بيان 4مايو2017م ليصر أصحابه على تأمين مسيرة تواصل توابع زلزال يناير 1986م
ولو أن المشرفين على هذا البيان أنصتوا إلى صوت العقل الجنوبي في كل مراحل تجلي ذلك العقل من خلال (اللجنة التنسيقية) ثم في (اللجنة الفنية) وصولا إلى صوت العقل الذي حضر ايضا في الاجتماع الثلاثي الأخير الذي وضع اللمسات الأخيرة لهذا البيان وأصدر القرار به لكان الوضع غير الوضع ولكان الجنوب اليوم وقواه الوطنية أكثر تقاربا وانسجاما ، ولو أن اخي هاني بن بريك استمر صامدا على فحوى رسالتة التي بعث بها إلى شخصنا المتواضع قبل إعلان 4مايو بأيام يستنجدنا فيها التدخل لمراجعة من وصفهم في رسالته ب (اصحابك) الذي قال عنهم انهم يتبنون بيان يعادي الشرعية وهو ماسيؤدي بالتالي الى معاداة التحالف وهو الأمر الذي قال أنه لن يقبل به ولن يكون معه ، ولو أنه رفض البيان واستمر في رفضه لحضور الفعالية الذي بدأه صباحا وتخلى عنه عند المساء لكان خدم وحدة الصف الجنوبي..!!
اي نعم ان البيان الذي صدر لاحقا في ذلك اليوم ليس هو البيان الذي تم اعداده واُختلف حوله وظهر فيه جليا تنازل التيار الشطط عن فكرة اقتحام المؤسسات والاستيلاء عليها وتنازل عن غيرها من الخطوات التي تعادي الشرعية والتي تدعي الى صدام مباشر معها وهو اعتقد مادفع الاخ هاني للحضور مساءا للمهرجان إلا أن ذلك البيان ابقى في ثنايا مفرداته على الرغبة عند البعض في الاستحواذ والسيطرة ومنطقة الفعل في إطار ضيق يقوم فيه الولاء على الأساس الشخصي لا الوطني..
يلمس المتابع اليوم أنه لم يعد هناك شيئا على الواقع مماحمله بقايا بيان 4مايو الذي اُعلن حينها حيث تراجع هذا الفريق كثيرا عن فحوى هذا البيان ولم يعد يتمسك الا بالاسم الذي اختاره وجافى مفرداته سياسيا ويُلمس ايضا أن ذلك التراجع للاسف لم يأتي على اساس قناعات ولا على أساس قراءة سياسية منهجية ولكنه كان تراجعا أصر أصحابه أن لايقدموا عليه إلا تحت وطأة ضربات الرفض لهذا البيان وهذا التوجه برمته من قبل كافة القوى الجنوبية ومن قبل الإقليم ومن قبل الشرعية أيضا وهو الأمر الذي لايسعدنا بقدر مايحزننا ويحزن أي جنوبي قدر جيدا حجم الضرر الذي الحقه هذا البيان باللحمة الوطنية الجنوبية وبمسيرة القضية الجنوبية التي وضع معركتها في المرتبة الأخيرة بعد معركة التحالف العامة ، وبعد معركة الشرعية بكل أطرافها ، وبعد معارك بعض أطراف التحالف الخاصة ، وجعل من شباب الجنوب مجرد(اُجراء) في معارك لاتعود على الجنوب وقضيته بأي إيجابيات !!
أن تذكيرنا هنا ببعض الاحداث التي رافقت التجربة الجنوبية وتحذيرنا منها لا يعدو كونه محاولة لعملية إنعاش لبعض العقول التي تناست نتائج تلك الأحداث السلبية ومحاولة منا لتوجيه دعوات للعقول المغادرة للواقع والهائمة في فضاءات احلام الاستحواذ والسلطة والتملك ومواصلة تصفية الحسابات ولانرى باسا فى ذلك طالما سيعمل على مساعدة البعض للعودة إلى جادة الصواب ...
ان المخرج من مغبة السير في مسيرة ستحول كل الأشهر والأيام في حياتنا إلى مجرد إشارات تستوقف الجنوب وأهله لتذكرهم بالانتكاسات وبالدماء المُراقة يكمن في مؤتمر جنوبي جامع لكافة القوى الوطنية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني الجنوبي ليعبر بنا جميعا من ضيق الاستقطابات ومحاولات إضفاء البابوية على الحوار إلى براح الالتقاء على الثوابت التي يأتي في مقدمتها الوطن والعقيدة والقبول بالعيش المشترك والتأسيس لوطن يضمن لكل أبنائه حق العيش والمشاركة في صنع ملامح هذا الوطن ...
عبد الكريم سالم السعدي
3مايو 2019م