مقال ل نبيل الصوفي: #عن_نبيل_القعيطي
سكنت في المخاء، بمساعدة نبيل القعيطي. كنت انام في المعسكرات واقضي نهاري في الطرقات.. لم اتكيف مع حي...
آخر رمضان لهادي في صنعاء زار السعودية، بعدها أرسل الملك عبدالله، رحمه الله، سفيره في صنعاء إلى الزعيم علي عبدالله صالح..
قال السفير للزعيم: إن الملك يسأل كيف ستدافع اليمن عن دولتها ضد الحوثي، فيما رئيسها هادي يقول إن علي عبدالله صالح ما سلّم له الجيش يحارب به.
فقال له الزعيم: "يخدعكم إنه باقي جيش في اليمن، وإلا هو أول من يعلم ما عاد فيش، هادي هدم جيشي وجيشه مع بعض.. لو عاد معي جيش سهل كان قاتلنا به..".
بعدها، وفي اللقاء الوحيد بين وزير دفاع هادي أحمد ناصر والزعيم، اشتكى ناصر من سلبية وعجز هادي، وقال للزعيم: قد نحن نداري الحوثي مداراة، لأننا بلا رئيس وبلا قرار..
قال له الزعيم: "وليش تكلمني أنا؟". فرد الوزير "إنه راكن على الجيش اللي مع الزعيم"، ضحك الزعيم بمرارة.. وقال له: "ومن أين أدي لهم مرتبات لو معي جيش.. أنت وزير الدفاع وإلا أنا.. هيا قوم روح لك.."، كانه مخبي الجيش في كراتين بمخزن سرّي.
بعدها بأشهر ومن الرياض اتصل أحمد علي بوالده يخبره بعرض وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان إعادة تفعيل الـ200 ألف حرس جمهوري، ستتولى السعودية تمويلهم وهم يسيطرون على صنعاء ويمنعون الحوثي من الدخول إلى عدن..
فقال الزعيم: "أين هم الـ200 ألف هذولا، لنا سنتين نقول للعالم هادي حطم الجيش، شتت شمله وأضعف مركزه وأهان نظامه".
استشهد علي عبدالله صالح، وقد بح صوته من التنبيه على خطورة عجز هادي.
ومن إصرار المخابرات السعودية على تغطية كل ما يحدث وفق رؤية هادي، وقد عاش الزعيم صراعاً لم يسلط عليه الضوء مع آل جابر، سعادة سفير المملكة في اليمن منذ كان ضابطاً في الملحقية العسكرية بصنعاء.
وخسرنا في اليمن سفيراً بوعي وإدراك ومسؤولية علي الحمدان، الذي انتقل للمطار من بيت الزعيم بعد أن أدرك استحالة معالجة التطورات التي وصلت لها الأوضاع حين خرج الزعيم للناس يعلن أنه ألغى زيارته للسعودية للعلاج.. في آخر أيام حكم هادي لصنعاء.
وبقي الزعيم رافضاً أي تواصل مع المخابرات السعودية حتى استشهد في أحداث ديسمبر، رحمه الله.
لا يمكن القول إن المخابرات السعودية هي من أسقطت الجمهورية اليمنية، ولكن كأنَّ اليمن كانت شبيهة بجمال خاشقجي.. كانت المخابرات تريد خدمة بلادها، فقادت إلى أكثر الأخطاء فداحة بسطحية في الفهم وعقم في التفكير وانعدام للشعور بالمخاطر.
لن يغير مقالي هذا شيئاً، فالجمهورية اليمنية انهارت بسبب رئيس هش عقلاً ونقلاً، ومخابرات سعودية مستخفة، وأطراف مرتزقة على رأسها عبدالملك الحوثي، الذي استخدم لتحطيم كل جهد لإعادة الدولة، كما سبق واستخدم أسامة بن لادن في محاربة الشيوعية.
وما يوجع أنه بعد كل هذه التضحيات، لا يزال هادي والجابر، وأضيف لهما العليمي من جديد، في ذات الأداء، ولا ندري ماذا فعلت إصلاحات ولي العهد السعودي بمخابرات بلاده، هذا الجهاز العريق في أخطائه. والذي تولى الامير الشاب اعادة هيكلته ولاشك ستكون هيكلة نقيضة لهيكلة هادي للجيش ولليمن بكله، لكن لاندري كيف سيكون نصيب اليمن منها..
كنت أتوقع أن ملف اليمن، سيغادر اللجنة الخاصة ويصبح أحد ملفات ولي العهد أو أحد شقيقيه.. وكان العسيري أحدث تغيراً مهماً منذ تسلم الملف.. ولكن ما حدث في سيئون ثم في العود والحشاء والحديدة وقعطبة، يشعرني باليأس، وهو يأس من التغيير الأصغر الأقل كلفة، أما التغيير الأكبر فالآن فقط فتح مجاله.
رحمك الله يا علي عبدالله صالح..