حسابات الاقليم بشان اليمن
حسابات الإقليم والعالم لا تقوم على أساس امنحوا صنعاء للحوثيين وامنحونا المُلك في عدن فهذه حسابات ضيق...
سيكون على الجنوب وابنائه مواجهة واقع قادم أشد ظلاما من الواقع الذي نتج عن الثورة الأولى إذا استمر الجنوبيون في ممارسة عادة التصفيق للمجهول ..!!
عبثت العاطفة بالاجيال التي سبقتنا فأدمت مشوارها الوطني روحا وجسدا وعلينا اليوم كأجيال لفحت وجوهها السنة نيران ذلك المشوار الدامي أن نؤسس لثقافة ترشيد العاطفة ومنح مساحة أكبر لحضور العقل ..
الجنوب اليوم بحاجة ماسة الى تعبئة توعوية تنتشل العقل الجنوبي من الواقع الذي يعيشه أكثر من الحاجة إلى التعبئة العسكرية خصوصا إذا كانت تلك التعبئة لا تستهدف العدو الحقيقي المتمثل بالمليشيات الحوثية الانقلابية !!
الجنوب الذي تدمرت بنيته الإجتماعية على مدى سنوات الثورة الأولى نتيجة للسياسات الخاطئة والمتطرفة المُتبعة آنذاك يحتاج اليوم قبل الحديث عن الممثل السياسي إلى ترميم الجسد الإجتماعي ومعالجة جراحاته وأضراره فالحديث عن الممثل السياسي خارج إطار العمل على إيجاد الممثل الإجتماعي للمجتمع الجنوبي المتنوع حديث لن يأخذنا إلا إلى تكرار أخطاء الماضي ومواصلة التخبط في ظلماته !!
إذا كان هناك فعلا مشروع وهدف جنوبي حقيقي يمثل كل أطياف الجنوب ولاينحصر على أي امتدادا لأي طرف من أطراف صراع الماضي المظلم فأعتقد أن هذا الحديث يجب ان يبدأ من الدعوة لمؤتمر جنوبي جامع تتمثل فيه محافظات الجنوب الست وفقا لمساحتها وسكانها وتعيد بناء المجتمع من الأدنى إلى الأعلى من خلال إنتخابات منظمة وقانونية وشفافه ومن خلال توافقات واتفاقات تقوم على أساس التسامح والتصالح الفعلي لا الخطابي(التوظيفي ) وتقوم على أساس تدوير المسؤوليات وتضع ميثاق شرف يضمن عدم استقواء وتفرد طرف يعينه ويضمن شكل الجنوب القادم وفقا للإرادة الشعبية الجنوبية وباليات قانونية معترف بها ..
الوقت لن ينتظرنا والاستمرار في معركة التراشق بالخيانة والعمالة بين أبناء الجنوب لن يوصلنا إلا إلى المزيد من التشظي وسنجد أنفسنا جميعا في اي لحظة أمام أمر واقع قد لايرضينا ولكننا لن نمتلك القدرة على تغييره لأننا حينها سنكون قد استهلكنا أهم وأقوى أسلحة التغيير في ايدينا في لظى معركة تراشقنا بأسلحة الخيانة والعمالة وهو سلاح وحدتنا الوطنية الجنوبية.