هذه الحرب
كتب/محمد عبد السلام منصورالمدينة منهكة الروحدامية الأهل تنعي وتشكو إلى الله أبناءهاأحرقوا شجر ا...
ارتديت معطفي الأسود
وحذائي الشتوي لكن لم أكن أعلم إلى أين سأذهب كنت أريد الهروب من غرفة التفكير
من جدران الندم ،
من ضجيج الذكريات
الهروب من خوف البوح ومن غصة الكتمان من الثقل الذي يسكن قلبي .
كانت شوارع برلين حينها باردة إنها الساعة التاسعة مساءً أتلفت يمنة ويسرة
لكن لم أكن متواجدة هناك كان القلب بمكان آخر والعقل لايستوعب مايحدث تمنيت حينها لوكنت بمفردي في هذا الشارع كانت لي رغبة جامحة بالصراخ ...
تابعت المسير وسط تلك البنايات الفخمة والإضاءة الذهبية بدأ الثلج بالتساقط نظرت للسماء وكأنها لوحة سوداء مطرزة باللؤلؤ كررت النظر لم أشبع من ذلك المنظر ابتسمت وفتحت ذراعي وبدأت بالدوران وعيناي بالسماء حتى اصطدمت بسيدة عجوز قصيرة القامة نظرت إليها وخجلت قالت لي عودي لمنزلك ياصغيرتي سوف تمرضين حدقت في عينيها وابتسمت ابتسامة تعجب لم أسمع أي كلمات اهتمام منذ سنين والآن سمعتها ! ضحكت بقوة وبدأت أتمايل وأضحك وأنا أنظر إلى تساقط الثلج أصبح شعري مكسوا بالثلج لم أكن أشعر بالبرد ربما فقدت الشعور بكل شيء
أصبحت الشوارع خالية من الناس أغلقت المحلات أبوابها خوفاً من عاصفة ثلجية مفاجئة
لكنها لم تطفئ الأضواء
مما زاد المنظر جمالاً.
بدأت بجمع حبات الثلج بيدي واللعب بها وسط الشوارع الخالية
أكملت المشي لكن لا أعلم إلى أين! أكملت مسيري
فاذا بي أجد مكتبة لم تغلق أبوابها اقتربت قليلاً
كان هناك رجل أربعيني يلبس نظارته ويقرا كتاباً ويبدو عليه الانسجام والتركيز طرقت الباب
ولم يرفع رأسه أبداً
دخلت وبدأت أتأمل في الكتب ربما أجد كتابا يدهشني من عنوانه
وبينما أنا أبحث :
قال بصوت خافت :الكتاب لايخفف وجعك ؟فهو جماد لايسمع شكواكِ
سوف تظلمينه بين يديكِ سوف تهجرينه في مكتبتك العتيقة
لن يستطيع الكتاب لملمة شتاتك لا يستطيع أن يستمع إليكِ
لايستطيع معانقتك عندما تجشهين بالبكاء !
لديكِ خياران
*صديق حقيقي*
او إنسان عابر يستمع إليك ِ ويخفف عنك ويذهب وكأنه لم يعرفك
*عليكِ الاختيار؟*
اندهشت من معرفته لي وماأشعر به دون النظر إلى وجهي
ابتلعت ريقي واغمضت عيني وتنهدت ببطء
واقتربت منه
وقلت له(ربما تكون أنت العابر الذي سوف أحكي له وتسمعني حتى النهاية)
نظر إلى عيني وأنزل نظارته وقال لي(سيكون من العيب أن أرفض خيارا أنا من طرحه لكِ )
ابتسم لي وقال اجلسي أنا أسمعك........
(بعد شهرين)
ذهبت إلى المكتبة ونفس التوقيت أيضاً
كنت مرتبكة من مقابلة ذاك الرجل الذي اعطى لنفسه لقب (عابر)
تنهدت وأغمضت عيني ودخلت ....
أتلفت يمنة ويسرة ليس له وجود
كانت هناك فتاة شقراء عشرينية واقفة ترتب الكتب وتزيل الغبار عنها
اقتربت مني وبادرت انا وسألتها أين اين؟
أجابت بتعجب من؟
أدرت ظهري بغضب وسالت نفسي كيف تخونين ذاك الوعد وتبحثين عن (عابر)
بصوت عال قالت لي تلك الفتاة :
اتبحثين عن كتاب يوجد لدينا الكثير وهناك نسخ مجانية
وقفت قليلاً وقلت بصوت خافت غاضب (أريد الخيار الأول)
صديقاً حقيقيا