تعرف على عبدالله الفاطمي فلاح عاشق للوطن وباني مسجد مجدب
عبدالله ناصر الفاطمي ولد عام 1940 في الوضيع حيث عاش طفولة مليئة بالتحديات لكنه تمسك بدينه ووطنه كان...
في أعماق قرية جريزفان الواقعة في مديرية الوضيع بمحافظة أبين ولد الشيخ علي حسين الشرفاء عام 1938م وسط أسرة نضالية عرفت بتضحياتها الكبيرة ومواقفها البطولية كانت حياته صفحة ناصعة من التاريخ الوطن تكتب بحبر الشجاعة والتفاني وترسم ملامح قائد استثنائي جسد معاني الولاء للوطن والإصرار على تحقيق الاستقلال حيث لم تكن عائلة الشرفاء كغيرها من الأسر فقد كانت نموذجًا للتضحية والفداء قدمت أغلى ما تملك في سبيل حرية الوطن ارتوت أرض أبين بدماء أبنائها حيث ضمت قائمة الشهداء كلاً من أخويه الشهيد أحمد حسين الشرفاء والشهيد محمد حسين الشرفاء وابن أخيه الشهيد حسين محمد الشرفاء
لكن الفقد لم يقف عند هذا الحد بل امتد ليشمل أبنائه الشهيد حسين علي حسين الشرفاء والشهيد معمر حسين علي الشرفاء الذين استشهدوا في ميادين الشرف رغم هذه الخسائر المؤلمة بقي الشيخ الشرفاء شامخا كجبل لم تهزه الأحزان بل زادته قوة وصلابة لخدمة قضيته الكبرى.
حيث نعرج على بداية مسيرة البطولة العسكرية
في مطلع الستينيات انضم الشيخ الشرفاء إلى الحرس الثاني الفضلي حيث بزغ نجمه سريعًا بفضل شجاعته وانضباطه في عام 1964م عين قائدا لنقطة العلم وأثبت من خلال هذا المنصب براعته في التنظيم والقيادة.
نال رتبة نائب (Sergeant) وشارك بفاعلية في دعم الجبهة القومية أحد أبرز مكونات النضال ضد الاحتلال لم تكن علاقته بالرئيس سالمين وعلي سالم البيض والشهيد حسين عبدالله ناجي مجرد زمالة في النضال بل كانت روابط أخوة وتضامن تعكس دوره المحوري في قيادة الثورة حتى تحقيق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م بعد الاستقلال كان الشيخ الشرفاء على موعد مع تحديات جديدة تقلد عدة مناصب قيادية منها إدارة محافظة لحج عام 1970م ثم قيادة المديرية الجنوبية لأبين في العام التالي برؤيته الثاقبة استطاع أن يدير مناطق مثل زنجبار، جعار، شقرة، وأحور، ليصبح نموذجًا للقيادة الحازمة والمبدعة
وفي عام 1972م تولى قيادة أمن مديرية لودر التي كانت تشمل مناطق شاسعة مثل مكيراس ومودية في ظل أوضاع سياسية واجتماعية مضطربة نجح في فرض الأمن بذكاء وشجاعة ما جعله من أبرز القيادات العسكرية في تلك المرحلة وفي عام 1975م تم تعيين الشيخ علي الشرفاء مأمورا لمركز الوضيع حيث بدأ رحلته الإدارية بخدمة مجتمعه والسعي لتطوير المنطقة وحل مشكلاتها استمر في تقديم جهوده المخلصة ليتم تعيينه مجددا في عام 1986 مامورا لمديرية الوضيع مده قصيره قبل اندلاع الأحداث التي هزت جنوب اليمن أحداث يناير 1986م برزت حكمة وشجاعة الشيخ علي الشرفاء خرج مع الرئيس علي ناصر محمد وعدد من القادة البارزين إلى منطقة السوادية في البيضاء في لحظة تاريخية عكست التحالفات الوطنية في وجه التحديات. كان في استقبالهم الرئيس علي عبدالله صالح وإلى جانبه مجموعة من القيادات كان هذا الحدث شهادة حية على قدرة الشيخ علي الشرفاء على التعامل مع أصعب الظروف
ومع تحقيق الوحدة اليمنية ظل الشيخ الشرفا حاضرا كاحد رموز الحكمة والعمل الوطني قبيل حرب 1994م شارك في لقاءات هامة مع الرئيس علي سالم البيض وأظهر روحًا متفائلة تعكس طموحه الدائم للمستقبل عندما مازحه البيض قائلاً: "شيبت يا الشرفاء"، كان رده العفوي! قلبي وعقلي ما زالا شابين في إشارة ورسالة الى علي سالم
كم حصل الشيخ علي الشرفاء على وسام الشجاعة من الرئيس علي عبدالله صالح عام 1997م كان هذا التكريم بمثابة تقدير لدوره البارز في بناء الوطن وتعزيز الوحدة الوطنية ولجهوده في خدمة اليمن خلال مسيرته الطويلة
كان الشيخ علي حسين الشرفاء رجلا استثنائيا بمواقفه الحازمة وكلماته الصادقة كان يرى في مسقط رأسه الوضيع وطنا صغيرا يسكن قلبه فعمل على تعزيز مكانة أبناء المنطقة ودعم جهود التنمية ليظل اسمه مرتبطًا بالبناء والنضال
في عام 2017م رحل الشيخ علي حسين الشرفاء تاركا خلفه إرثا عظيمًا من القيم والتضحيات لم يكن مجرد رجل عادي بل كان رمزا يجسد تاريخ النضال اليمني وقيادته الحكيمة رحمه الله وأسكنه فسيح جناته سيظل إرثه مصدر فخر للأجيال وسيرته شمعة تضيء طريق كل من ينشد العزة والكرامة للوطن