جميح متسائلا: لماذا على إيران الرد بنفسها على هذا الأمر ؟
تساءل السياسي محمد جميح لماذا على إيران أن ترد بنفسها على اغتيال إسرائيل لقيادات عسكرية كبيرة؟واضاف...
يجب إيجاد حل عادل للقضية الجنوبية العادلة بما يرضي أبناء الجنوب
تقدمنا بأكثر من مبادرة لحل الأزمة اليمنية وعملنا على تطويرها بشكل دائم
الدولة الاتحادية من إقليمين (شمال - جنوب) هي أفضل الخيارات
نحن ضد أعمال العنف بجميع أشكالها ومع الحوار لحل كافة المشاكل
على دول التحالف والمبعوث الدولي التدخل لإيقاف الحرب وإحلال السلام وحل جميع المشاكل بما يرتضيه شعبنا في اليمن شماله وجنوبه
أكد الرئيس السابق علي ناصر محمد أنه "يجب إيجاد حل عادل للقضية الجنوبية العادلة بما يرضي أبناء الجنوب".
وقال ناصر: "تقدمنا بأكثر من مبادرة لحل الأزمة اليمنية وعملنا على تطويرها بشكل دائم"، مشيرًا إلى أن "الدولة الاتحادية من إقليمين (شمال وجنوب)هي أفضل الخيارات".
وأضاف: "نحن ضد أعمال العنف بجميع أشكالها ومع الحوار لحل كافة المشاكل".
وتابع: "على دول التحالف والمبعوث الدولي التدخل لإيقاف الحرب وإحلال السلام وحل جميع المشاكل بما يرتضيه شعبنا في اليمن بشماله وجنوبه".
كل ذلك جاء في الحوار الهام والصريح التي أجرته "الأمناء" مع الرئيس السابق علي ناصر محمد، فإلى تفاصيل الحوار:
"الأمناء" حاوره / يوسف الحزيبي:
• بداية نرحب بك سيادة الرئيس علي ناصر محمد في صحيفة "الأمناء" ولنا شرف اللقاء.
- أهلا وسهلا بك وتحية خاصة لصحيفة "الأمناء" على اهتمامها باستضافتنا.
• أولاً كيف تقرأ واقع المشهد اليمني الراهن بشكل عام والجنوبي بشكل خاص؟
- المشهد السياسي بشكل عام سيئ وخطير في اليمن بشماله وجنوبه، وفي المنطقة العربية، حيث لم تشهد اليمن والمنطقة العربية بتاريخها مثل هذا الوضع السيئ، ومثل هذه الحروب، في كل من سوريا وليبيا واليمن وقبل ذلك الصومال والسودان والعراق ولبنان والجزائر، التي لا يستفيد منها إلا تجار الموت والحروب.
وسبق وأن تحدثتُ بأن المنتصر في هذه الحروب الأهلية مهزوم، ولهذا طالبت بوقف الحرب طوال السنوات الماضية.. وأنه يجب الاحتكام إلى لغة الحوار بدلاً عن لغة السلاح. فهذه الحروب أدت إلى تدمير القدرات الاقتصادية والعسكرية والبشرية وإلى جرح عميق في جسم الوحدة الوطنية لهذه الدول والشعوب لن يلتئم لفترة طويلة.. فهل سنتعلم من دروس وعبر هذه الحروب سواء في اليمن أو غيرها؟
• كجنوبي أنت كيف تنظر لما يدور اليوم في الجنوب من حرب وانتهاكات تطال أبناء الجنوب خصوصاً في شبوة وأبين؟ وما موقفك من تدخل جماعات الإخوان تحت مظلة الشرعية اليمنية بشن الحرب على الجنوب؟
- كما أشرت في إجابتي على السؤال الأول بأنني ضد الحرب سواء كانت في أبين أو سقطرى أو شبوة أو مأرب أو صنعاء أو أي مكان آخر، سواء في اليمن أو خارجها، والتي لا يستفيد منها إلا تجار الحروب. ولا يمكن القبول بأن يفرض طرف ما حلولاً بالقوة ضد بقية الأطراف أو طرف بعينه وأن توضع كل القضايا على طاولة التفاوض.. أما حديثكم عن الإصلاح، فإنهم كانوا مشاركين في الحكومة منذ قيام الوحدة وحتى اليوم، وكما نعرف جميعاً بأن قيادتهم تقيم في الرياض وتلتقي بقيادات التحالف والمبعوثين الدوليين، وكما تابعنا جميعاً لقاء الأمين العام اليدومي والآنسي مع الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد في الرياض.
وكما تعرف فإنني لست مع أن يحكم الحوثي أو الإصلاح أو الشرعية أو الانتقالي لوحده، ولست مع استئصال أي طرف، وإنما أن يكونوا شركاء في الحكم خلال الفترة الانتقالية وبعدها يكون الحَكم والحُكم هو صندوق الانتخابات في ظل التداول السلمي للسلطة.. فنحن بحاجة إلى رئيس واحد وجيش واحد وحكومة اتحادية انتقالية مزمنة وفقاً لمخرجات المؤتمر الجنوبي الأول في القاهرة.. كما أننا مع أي خيارات أخرى تحقق السلام والأمن والاستقرار في بلادنا دون إقصاء أو استثناء أحد.
• اتفاق الرياض كان وسيلة نجاح لوقف الحرب على الجنوب وإحلال السلام في المنطقة ولكن كما شهدناه بأن الحكومة الشرعية حاولت إفشال الاتفاق وذلك بحشد قواتها باتجاه عدن وشن حربها ضد أبناء الجنوب.. كيف تصف ذلك؟
- لقد تابعنا توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي بإشراف دولتي الإمارات والسعودية، وكنا نأمل أن يؤدي هذا إلى انفراج وتحقيق الأمن في عدن المنكوبة والوطن الجريح، وكما هو معروف فإن الموقعين عليه كانوا من قيادة الحزب الاشتراكي اليمني، الخنبشي عضو مكتب سياسي والخبجي عضو لجنة مركزية، وذلك بعد انتقالهم من موقع إلى آخر، وهذا قرارهم وخيارهم، وهذا دليل على أنه توجد متغيرات في السياسة دائما.. وأن الثابت الوحيد هو مصلحة الوطن.. وكنت قد تحدثت سابقاً بأن هذا الاتفاق يذكرني بما قاله لي صديق فلسطيني بأنه كاتفاق أوسلو الذي قال عنه الرئيس حافظ الأسد إن كل بند فيه بحاجة إلى اتفاق، بدليل أنه لم ينفد إلى اليوم، وجاءت صفقة القرن لتعصف بما تبقى منه.
كما أن اتفاق الرياض في 5 نوفمبر 2019م لم يبدأ تنفيذه بعد، ويمكن قول نفس الأمر عن اتفاق ستوكهولم بين الشرعية وأنصار الله منذ ديسمبر 2018م. والمشكلة في اليمن لن تحل باتفاق الرياض ولا اتفاق ستوكهولم، ونحن لا نقلل من الجهود الإقليمية والدولية والمحلية التي بذلت في إعداد هذه الاتفاقيات، ولكن المشكلة تحل بقرار شجاع ينهي الحرب في اليمن اليوم وليس غداً.. والسؤال هو: هل يملك الفرقاء القرار والإرادة والشجاعة لفعل ذلك؟!
إن ما يجري اليوم يذكرنا بحروب الملكيين والجمهوريين التي لم توقفها اللقاءات بين أطراف الصراع بما في ذلك مؤتمر حرض برعاية مصرية وسعودية.. والذي استمر لـ 15 يوماً يناقش جدول الأعمال واتفقوا على أن لا يتفقوا، وكان هذا يحصل لأول مرة في التاريخ فقد حضره دهاة اليمن من الطرفين ولكنهم كانوا لا يملكون القرار.. وما عجز عنه أطراف الصراع في الحرب الأهلية في اليمن آنذاك حسمه كل من الزعيمين جمال عبد الناصر والملك فيصل (رحمهما الله) في الخرطوم عام 1967م على هامش مؤتمر القمة العربية وفي أقل من 70 دقيقة، كما علمت، دون علم اليمنيين. وتوقفت الحرب بعد أن تحولت إلى حرب استنزاف فمصر خسرت رجالها والسعودية خسرت مالها والمنتصر في هذه الحرب مهزوم والشهداء لهم الجنة.
• المجلس الانتقالي أعلن عن الإدارة الذاتية للجنوب في ظل تأييد واسع لأبناء الجنوب في عموم المحافظات الجنوبية، هل تؤيد قرار الإدارة الذاتية للجنوب خصوصاً بعد غياب تام لدور الحكومة في توفير خدمات الشعب بوضعه الراهن؟
- لقد أصدرنا بتاريخ 28 أبريل 2020م بياناً مع عشرين شخصية وطنية تعقيباً على خطوة الانتقالي بإعلان الإدارة الذاتية، وهذا نص البيان:
"تابعنا بقلق واهتمام البيان الصادر عن المجلس الانتقالي بتاريخ 25 أبريل 2020م الذي أعلن فيه عن قيام إدارة ذاتية لحكم الجنوب وإعلان حالة الطوارئ في عموم محافظات الجنوب، وإذا كانت الظروف والأسباب التي استدعت القيام بهذه الخطوة ضاغطة، كما ذكر البيان، بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والخدمية وسوء أحوال المواطنين وفشل الدولة عن القيام بمسؤولياتها الأخلاقية والوطنية والفساد القائم، وأخيراً خفوت أي بارقة أمل في تنفيد اتفاق الرياض، فإن بيان الانتقالي أثار في نفس الوقت مخاوف ومحاذير في الداخل والخارج مما قد يحدث، وخاصة أن هناك مخاوف حقيقية لتقسيم الجنوب، وإيجاد صراع مجتمعي على أساس مناطقي، بدلاً من أن يكون هدف الجميع وقف الحرب وتحقيق السلام والبدء بحوار بين كافة أطراف النزاع واستعادة الدولة وإيجاد حل عادل للقضية الجنوبية العادلة، يرضي أبناء الجنوب، وكافة القضايا الأخرى".
• ما وجهة نظرك التي ستدلي بها لإحلال السلام في الجنوب وتنفيذ اتفاق الرياض؟
- تقدمنا منذ بداية الحرب 2015 بأكثر من مبادرة لحل الأزمة اليمنية وعملنا على تطويرها بشكل دائم، وكان آخرها العام الماضي، وقد ارتكزت على النقاط التالية:
- أولاً: وقف الحرب.
- ثانياً: العمل على إنهاء الصراع عبر حوار جاد بين مختلف الأطراف اليمنية وبرعاية إقليمية ومباركة دولية انطلاقاً من الأسس والمبادئ التالية:
1- الاتفاق على أن الحوار هو الطريق الوحيد لحل المشاكل المتراكمة في اليمن وأن الشراكة في إدارة الدولة والمجتمع أساس للتعايش وضمان لاستعادة بناء الدولة وإعادة الإعمار والشروع في التنمية.
2- الاتفاق على أن الدولة الاتحادية هي أفضل الخيارات للمشاركة انطلاقاً من دولة اتحادية من إقليمين (شمال وجنوب) ودراسة بقية الخيارات الأخرى.
3- الاتفاق على الأولوية المطلقة لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها وتسليم كافة الأسلحة إلى وزارة دفاع واحدة متفق على هيكليتها وإنهاء كافة المجموعات المسلحة عبر توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية.
4- الاتفاق على أن اليمن جزء فاعل في الإقليم يحافظ على أمن وسلامة جيرانه ويحفظ حدودهم ويصون مصالحهم.
5- الاتفاق على ضرورة محاربة الإرهاب.
• بعد قتل الأطفال وقصف منازل المواطنين في شبوة والخطف والاعتقالات التي تطال أبناءها والتي تقوم بها جماعات الإخوان التابعة لسلطات الشرعية اليمنية ومع تزامن تهديد واسع للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين الذين يقفون إلى جانب المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية وعلى رأس ذلك اغتيال المصور الحربي الشهيد نبيل القعيطي.. كيف تصف تلك التصرفات المخترقة قوانين حقوق الإنسان؟
- نحن ضد أعمال العنف بجميع أشكالها ومع الحوار لحل كافة المشاكل، وما يجري اليوم من قتال واغتيالات وغيرها من الحوادث الأمنية ما هي إلا بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات والتي جرى فيها تدمير الدولة والمؤسسات والاقتصاد وتشريد وتهجير الملايين في الداخل والخارج ويوجد اليوم أكثر من 20 مليون تحت خط الفقر ومن يدفع الثمن هو الشعب وحده.
• كلمة أخيرة لك تود قولها؟
- لقد دخلت الحرب عامها السادس ونحن نتمنى على دول التحالف والمبعوث الدولي إلى اليمن السيد مارتن غريفيثس أن يتدخلوا من أجل إيقاف الحرب وإحلال السلام في بلادنا والعمل على حل جميع المشاكل بما يرتضيه شعبنا في اليمن بشماله وجنوبه، وبما يحقق الأمن والاستقرار في اليمن لأن استقرار اليمن هو استقرار للمنطقة كلها.