هذه الحرب
كتب/محمد عبد السلام منصورالمدينة منهكة الروحدامية الأهل تنعي وتشكو إلى الله أبناءهاأحرقوا شجر ا...
جارة القمر ..شجرة الارز .. نهاد حداد ..الشهيرة ب فيروز تلك المطربة اللبنانية الاصل التي تألقت وذاع صيتها ..فهي ذات مدرسة فريدة ومختلفة في الغناء .. ووراء هذا النجاح والتميز يوجد عبقرية الاخوين الرحباني زوجها عاصي الرحباني وشقيقه منصور الرحباني حيث قدموا معا فنا مختلفا واحدثوا حالة نادرة من الغناء والطرب ادخلو تطورا في الموسيقي وآلاتها.
فلا يمكن ان تسمع يوما لحنا لهما إلا وتأكدت أذنك أنك أسير لمدرسة الرحبانية التي امتد منها وخرج من عباءتها زياد الرحباني الذي بدأ أول اعماله مع والدته المطربة فيروز باغنية (سألوني الناس ) لكن يبدو أن والده عاصي الرحباني لم يرض عن تلك التجربة رضاءا تاما.
وترجع قصة غضب عاصي الرحباني من اغنية سألوني الناس ..الي أنه في عام 1972 أصيب عاصي بنزيف في المخ وتدهورت حالته بشكل أدي الي دخوله المستشفي .. وفي تلك الاثناء كانت فيروز تقوم بدور في مسرحية (المحطة ) للاخوين الرحباني.
وعند مرض عاصي وغيابه عنهم افتقده فريق العمل .. ما جعل من شقيقه منصور الرحباني يقوم بكتابة كلمات اغنية لتعبر فيها فيروز عن حزنها لغياب زوجها وتم الاتفاق علي أن تقدم هذه الاغنية ضمن احداث المسرحية ويقوم زياد نجل المطربة فيروز االذي كان يبلغ من العمر انذاك 17 عاما بتلحينها.
وكتب منصور رجباني كلمات اغنية تعبر فيروز عن اشنياقها لزوجها المريض وتقول كلماتها
سالوني الناس عنك ياحبيبي
كتبوا المكاتيب واخذها الهوا
بيعز علي غني ياحبيبي
ولأول مرة ما بنكون سوا
وشاءت الاقدار أن تحقق الاغنية نجاحا كبيرا وتصبح من أهم الاغاني التي شدت بها فيروز ..ولكن بعد شفاء عاصي وعودته للعمل انزعج من الاغنية لشعوره بانهم تاجروا بمرضه وقرر الغاءها من المسرحية لكنه عدل عن قراره لرؤيته النجاح الكبير الذي حققته الاغنية ضمن العرض المسرحي.
ولم تتوقف قصة تلك الاغنية عند هذا الحد لكن كان لها حكاية اخري مع فيروز فعندما حاولت جارة القمر غناءها مرة ثانية في احدي حفلاتها .. ولكن في هذه المرة كانت بدون زوجها فقد كانت بع رحيل عاصي والذي غيبه الموت 21 من مايو عام 1986 وعندما بدأت في الغناء وعند المقطع (ولأول مرة ما بنكون سوا ) بكت فيروز بكاء شديداً.