كتب جليل احمد: بكيل... حين تخنق العنصرية الأحلام
في إحدى القرى البسيطة، حيث يفترض أن يسود الأمان والتآلف، عاش طفل اسمه بكيل. كان بكيل مختلفًا ع...
يعود بنا الزمان حتى يقف على أدراج الطفولة عند استذكار أي شيءٍ من الماضي، فكيف لو كان أجمل برامج الأطفال التي تابعناها حلقةً بحلقة، واستمتعنا واستفدنا منها كثيرًا منذ نعومة أظفارنا، فتجمهرنا أمام الشاشات ساعات طويلة لمشاهدة برنامج افتح يا سمسم، ولا أنسى لحظات ترديد أغنية الشارة “افتح يا سمسم أبوابك نحن الأطفال … افتح واستقبل أصحابك نحن الأطفال”، فأي نهرٍ من البراءة كان يتدفق منا في تلك اللحظات من حياتنا، وبالرغم من المتابعة العميقة والتركيز الدقيق بهذا البرنامج، إلّا أنّ هناك بعضَ الحقائق عن برنامج افتح يا سمسم خُفيت عنّا لم نكن نعلمها، والآن قد حان الوقت المناسب للاطلاع عليها عبر نافذة عالم الإبداع.
حقائق عن برنامج افتح يا سمسمانطلاقة برنامج افتح يا سمسبرنامج افتح يا سمسم
رأى برنامج افتح يا سمسم التعليمي والتربوي النسخة العربية النور لأول مرة في عام 1979م، وجاء الجزء الثاني منه بعد مضي 3 سنوات فأُطلق في سنة 1982م، فقد تمكن هذا البرنامج الرائع من تحقيق ثلاثة أهداف في آنٍ واحد، وهي الأهداف التربوية والتعليمية والترفيهية، وكليّ إيمان أنّك ستُدهش عندما تعلم أنّ هذا البرنامج المثالي ينحدر من أصولٍ أمريكية، فهو مأخوذ من مسلسل يحمل اسم شارع سمسم، ويشار إلى أنّه قد حقق مكانةً مرموقةً ليكون البرنامج الأكثر ريادةً على صعيد الوطن العربي بأسره من خلال تغذية ثقافة الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4-10 سنوات بحوارٍ هادفٍ يقدمه مجموعة من الشخصيات التي ذاعت شهرتها منذ ذلك الوقت كنعمان وملسون وغيرهم.
تصوير مشاهد البرنامبرنامج افتح يا سمسم
اجتمعت شخصيات البرنامج بأكملها من ممثلين عرب وأطفال وشخصيات الدمى لتصور المشاهد الناجحة، وخاصةً الداخلية منها في الكويت، أمّا المشاهد الخارجية فقد أُخذت في ربوع العديد من دول الوطن العربي والعالم أيضًا، وعملت مؤسسة البرامج المشتركة لدول الخليج العربي على دفع 1.6 مليون دولار للشركة الأمريكية المنتجة للمسلسل الأصلي مقابل الحصول على الجزء الأول مؤلفًا من مائة وثلاثين حلقةً، على أن تقع على عاتق المشتري مسؤولية الإنتاج ومصاريفه، ولا بد من الإشارة إلى أنّه بالرغم من أنّ جميع الشخصيات مستوحاة من النسخة الأمريكية، إلّا أن نعمان وملسون الشخصيتان الوحيدتان الحصريتان للنسخة العربية.
كانت الانطلاقة الأولى لبرنامج شارع سمسم أي النسخة الأمريكية من برنامج افتح يا سمسم في عام 1969م، وتمكن من تحقيق نجاحٍ ساحقٍ في الأسواق حتى حصد جائزة إيمي، ومن هنا بدأت الأنظار بالتوجه إليه لإنتاج نسخٍ في لغات متعددة ومن بينها العربية، فأخذ ثلاثة مواسم متتالية ليكون باكورةً للأعمال التلفزيونية الخاصة بالأطفال التي قدمتها مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج، فقد عملت كوكبة من كبار المؤلفين والمنتجين والمخرجين على الإتيان بهذا
العمل الذهبي.
الشخصيات
عاصرنا شخصيات كثيرة في البرنامج تعلمنا منها أشياءً مفيدةً ورائعةً، فكان لكل من هذه الشخصيات الأثر العميق في شخصياتنا وتصرفاتنا وغيرها، وبالرغم من قوة المحاكاة ما بين شخصيات النسخة العربية والنسخة الأصلية، إلّا أنّ لكل منهما كان له الأثر في مجتمعه من خلال ترويض بعض الشخصيات وتطويعها ما بين النسختين، فقد جِيءَ بنعمان عوضًا عن الطائر الأصفر العملاق، أمّا ملسون ذلك الببغاء الثرثار فقد وُلدت شخصيته لتحل مكان الدمية قاطنة والتي تجسدها سلة مهملات، أمّا بقية الشخصيات كبدر وأنيس والضفدع كامل وقرقور وغيرها فقد بقيت كما هي مع تعريب المسميات، أمّا فيما يتعلق بالشخصيات البشرية وعلى رأسها العم عبد الله والدكتورة ليلى والكهربائي هشام والمعلمة فاطمة، فكانت جميعها ذات أهلية وكفاءة كبيرة في تثقيف الطفل وجذب انتباهه، وتمرير المعلومة إلى ذهن الطفل بكل سهولة وسلاسة.
النسخة الكلاسيكية من برنامج افتح يا سمسم
شارك في أداء الشخصيات نخبةٌ من كبار الممثلين متعددي الجنسيات، فكان الممثل الكويتي قد جسد دور نعمان في الجزء الثاني، أمّا الثالث فكان بشخصيته الممثل العراقي سعد عباس والرابع عبد الله قاسم، أمّا شخصية الببغاء الثرثار فجسدها الفنان السوري توفيق العشا على مدار جزأين متتالين وهما الأول والثاني، إلّا أنّه كان الفنان طارق العلي قد تقمص شخصيتها في الجزء الثالث، بينما الضفدع كامل جسده فوزي مهدي، وأنيس وبدر للفنانين عبد المطلب السنيد وعبد الآدر الشريق، وغيرهم
اعتُبر عام 2015 نقطة تحوّل جذرية لهذا البرنامج، فقد استُحدث بطريقة جذابة ورائعة لتماشي عقلية طفل القرن الواحد والعشرين بتجسيد شخصيات البرنامج من قِبل فنانين من الإمارات والسعودية والعديد من الدول العربية الأُخرى، وقد حرصت الشركات المنتجة للنسخة الحديثة على تطوير وإثراء محتوى الحلقات من الجهود التعليمية والترفيهية والتثقيفية؛ لتكون أكثر تطورًا ومواكبةً لما طرأ على العصر من تغيرات منذ جيل الثمانينات، وحتى الوقت الحالي.