اسرائيل تكشف موعد توجيه ضربتها على اليمن(تفاصيل تنشر لاول مرة)

كريتر سكاي/


ملاحظة: حُررت هذه الترجمة مراعاة للوضوح، والآراء المُعرب عنها لا تعكس آراء مركز صنعاء.

ما أعلنته جماعة الحوثيين حول إطلاقها الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل كان حدثًا بارزًا في الصحافة العبرية والمراكز البحثية المعنية بالشؤون الإسرائيلية، وقال تقرير بحثي إن الهجوم يعد أحد أهداف إيران في توسيع دائرة الصراع المستمر بقطاع غزة، ودفع مشاركين جدد في الحرب ضد إسرائيل والولايات المتحدة في محاولة لإظهار الحدث على أنه صراع إسلامي واسع النطاق.

وقد يلقي انخراط الحوثيين في القتال ضد إسرائيل بظلاله أيضًا على دول أخرى في المنطقة، في ظل اتهام الجماعة السعودية والإمارات بالتحالف مع الولايات المتحدة وإسرائيل منذ اندلاع الحرب في اليمن نهاية 2014.

وفيما بدا أنه من المرجح أن ترد إسرائيل على قصف الحوثيين، قال تقرير إن السبب -البسيط والمزعج في الوقت ذاته -يتعلق بعدم وجود موافقة أميركية، إذ تخشى الولايات المتحدة من إغلاق الحوثيين لمضيق باب المندب وإيقاف حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر الذي يمر من خلاله جزء كبير من تدفقات النفط، مما سيلحق أضرارًا هائلة بالاقتصاد العالمي، خاصة قبل بدء موسم الشتاء.

ويترجم مركز صنعاء للدراسات مواد كاملة أو مقتطفات لأبرز ما أوردته الصحافة العبرية والمراكز البحثية المعنيّة بالشؤون الإسرائيلية وعلاقتها بالمنطقة، كجزء من سلسلة ترجمات وإصدارات ينتجها المركز في سياق اهتماماته، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها.

جدول المحتويات
اخفاء 
1
البعد الإقليمي للحرب: الجبهة اليمنية
2
ما سبب عدم مهاجمة إسرائيل لليمن؟
3
إعادة الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية
4
عود الثقاب الذي أُشعل في اليمن قد يجبر السعودية والولايات المتحدة على اتخاذ مواقف
5
الصواريخ على إيلات: تهديد واعتراض
6
هل أدى اعتراض صاروخ “السهم” الإسرائيلي إلى تغيير شكل الشرق الأوسط؟
7
الجبهة اليمنية: هل يهب الشر من الجنوب؟
8
الحوثيون في اليمن انضموا إلى المعركة ضد إسرائيل
9
آلة “محور المقاومة” الإعلامية بعيدة المدى في الشرق الأوسط
10
التهديد المتنامي للحوثيين على إسرائيل والمنطقة
البعد الإقليمي للحرب: الجبهة اليمنية
المصدر: معهد أبحاث الأمن القومي | تأريخ النشر: 5 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: العبرية | كاتب المقال: يوئيل جوزانسكي [1]، سيما شاين[2]

مع استمرار العملية البرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة يزداد دافع وكلاء إيران في المنطقة للرد على ضغوطها، وزيادة وتيرة استهداف إسرائيل، وتشكيل “جبهة موحدة”، وإظهار التضامن مع الفلسطينيين. كانت هذه الأسباب أحد ركائز انضمام جماعة الحوثيين -التي تسيطر على مناطق شاسعة من اليمن وتتلقى دعمًا من إيران وحزب الله منذ سنوات طويلة -إلى الحرب على إسرائيل، وأطلقت نحو إسرائيل عددًا من صواريخ كروز وطائرات دون طيار، جرى اعتراضها جميعًا.

بدأ انضمام الحوثيين للمعركة إلى جانب حماس بتهديد إسرائيل في اليوم الثاني من الحرب، بعدما أعلنوا نيتهم الانضمام إلى القتال واستهداف إسرائيل. بدأت الهجمات، وأهمها حتى الآن كانت في 19 أكتوبر، وشملت إطلاق صواريخ كروز وطائرات مسيّرة، اعترضتها سفن أمريكية في البحر الأحمر، وأنظمة اعتراضية في السعودية، بعد أن مر صاروخان فوق أجوائها.

يتمثل أحد أهداف إيران في هذا الوقت في توسيع دائرة المشاركين، على مختلف المستويات، في الصراع على إسرائيل والولايات المتحدة في محاولة لإظهار الحدث على أنه صراع إسلامي واسع النطاق. وهذا ما قاله المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، في لقاء مع طلاب بمناسبة ذكرى الاستيلاء على سفارة الولايات المتحدة في طهران، إن “المعركة ليست بين غزة وإسرائيل، بل بين قوة الإيمان وقوة “الاستكبار” (تطلق إيران هذا اللقب على الغرب والولايات المتحدة)، ودعا الدول الإسلامية إلى وقف تصدير الوقود والغذاء لإسرائيل.

وبالفعل، فإن انضمام الحوثيين إلى الحرب في إسرائيل يعزز الفكرة التي تروّج لها إيران منذ هجوم حماس على منطقة النقب الغربي، وهي أنه صراع تخوضه كافة “جبهات المقاومة” على إسرائيل بهدف دعم حماس. ومن وجهة نظر طهران، فإن الجهود الإيرانية في السنوات الأخيرة للترويج لمفهوم أن الميليشيات التي تدعمها إيران والناشطة في كافة أنحاء المنطقة، والموحدة أساسًا لقتال إسرائيل، تؤتي ثمارها وتساعد بعضها. وبالفعل، منذ شن الحرب، انضمت جميع الميليشيات إلى المعركة، بدءًا من حزب الله الذي فتح الجبهة الشمالية بهجمات متفاوتة، مرورًا بالميليشيات العراقية التي تضر بالوجود الأمريكي في العراق وسوريا، والآن بالهجمات التي ينفذها الحوثيون على إسرائيل بشكل مباشر.

تعززت المخاوف من أن يلقي انخراط الحوثيين في القتال ضد إسرائيل بظلاله أيضًا على دول أخرى في المنطقة عندما وقع حادث في منطقة جازان بالقرب من حدود السعودية مع اليمن، وأسفر هذا الهجوم عن مقتل أربعة جنود سعوديين. من المحتمل أن يكون هذا عملًا انتقاميًا لاعتراض أحد الصواريخ الحوثية التي أطلقها الحوثيون على إسرائيل. ورفع مستوى التأهب في الجيش السعودي في أعقاب الحادث.

وينسجم هذا الحادث مع اتهام الحوثيين للسعودية والإمارات بأنهما تتعاونان مع إسرائيل في حربها على حماس. وقال عضو المكتب السياسي للحوثيين، محمد البخيتي، في 31 أكتوبر، يجب على الحوثيين “الاعتماد على محور المقاومة والشعوب العربية، لا على السعودية والإمارات، لدينا معلومات تفيد بأن أبو ظبي كانت شريكة في العدوان على القطاع”. وينضم هذا السلوك إلى تحذيرات إيران ضد احتمالات التطبيع بين إسرائيل والسعودية. ومع ذلك، فإن لإيران مصلحة واضحة في مواصلة الحفاظ على العلاقات التي جرى استئنافها مع السعودية، ولهذا، تحافظ أيضًا على اتصالات مستمرة على أعلى المستويات مع القيادة السعودية.

تعقيدات الساحة اليمنية
هناك بعض القيود المفروضة على الحوثيين، التي تقلل من دوافعهم وقدرتهم على استهداف إسرائيل:

· تبعد الساحة اليمنية عن إيلات حوالي ألفي كيلومتر، مما يحصر القدرة على الهجوم بشكل أساسي بالقدرات الجوية (صواريخ من طرازات مختلفة، وطائرات مسيّرة) ومن البحر (استهداف الملاحة الإسرائيلية، وحرية الملاحة في باب المندب). وهذا العامل يسهل على إسرائيل وشركائها في التتبع والاعتراض. وعلى الرغم من هذا، يتعيّن على إسرائيل توجيه الاهتمام والموارد، خاصة الجوية والبحرية، إلى الجهود الدفاعية في ساحة البحر الأحمر. وبالفعل، تفيد التقارير أن إسرائيل نقلت وسائل بحرية إلى هذه الساحة (تجدر الإشارة إلى أن جزءًا من التجارة البحرية الإسرائيلية يمر عبر البحر الأحمر وصولًا إلى مدينة إيلات، وهو يشكل شريانًا اقتصاديًا تجاريًا مهمًا).

· هناك شكوك في مدى اهتمام الحوثيين بالتسبب في تأجيج حرب إقليمية كبيرة، لأنها ستعرض للخطر المكاسب التي حققوها بعد التفاهمات بينهم والسعودية ووقف إطلاق النار الساري منذ أبريل 2022. يملك الحوثيون أجندة مختلفة، وهم لا يحظون بدعم كبير من اليمنيين، وقد يكون استهداف إسرائيل وسيلة لتفادي الانتقادات. تجدر الإشارة إلى أن ممثلي الحوثيين توصلوا مؤخرًا إلى تفاهمات مع السعودية، حظيت أغلب مطالبهم المالية بالاستجابة الإيجابية، ولذا سيكون من الصعب عليهم المخاطرة بذلك، فضلًا عن إنجاز وقف إطلاق النار الذي يسمح لهم بالتركيز على بناء قوتهم العسكرية.

يتلقى الحوثيون دعمًا من “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري، ويشمل ذلك تهريب الأسلحة، والتدريب على القتال، والتمويل، وحتى المساعدة في إنتاج الأسلحة. وتكثف هذا الدعم في العقد الماضي، بل وزادت وتيرته بعد بدء الحرب مع السعودية عام 2015، باعتبارها وسيلة غير مباشرة لإيران لاستهداف السعوديين. ومع ذلك، وبعيدًا عن رغبة الحوثيين في إظهار التضامن مع حماس وغيرها من أعضاء “المحور”، فإن درجة النفوذ الإيراني عليهم منخفضة نسبيًا مقارنة بما تمارسه إيران -على سبيل المثال -على حزب الله. كما أن المسافة الجغرافية بين إيران واليمن وغياب محور بري بين إيران والحوثيين يجعل دعمهم أمرًا عسيرًا.

يجب التأكيد أن القيود والعوامل المفروضة التي تؤثر في الحوثيين تؤثر أيضًا على إسرائيل.

إن المسافة الجغرافية وتعقيد الساحة اليمنية، سيشكلان صعوبة على إسرائيل في تطوير رد يستوجب إلحاق أضرار بالحوثيين ردًا عليهم أو ردعهم عن مواصلة هجماتهم. لقد واجهت السعودية والإمارات صعوبة خلال حرب استمرت نحو سبع سنوات في التصدي لهجمات الحوثيين، رغم قربهما الجغرافي من اليمن، والتعاون الذي تلقوه من أطراف أخرى في اليمن، وحتى المساعدات الأميركية والغربية التي قدمت لهما لفترة.

سيتطلب أي رد إسرائيلي تشاورًا وتنسيقًا مبكرًا ليس فقط مع الولايات المتحدة التي كررت وقالت إنها ليست معنية بتوسيع دائرة القتال، بل أيضًا مع شركاء إقليميين آخرين غير معنيين بتوسيع دائرة القتال، وفي مقدمتهم الإمارات والسعودية.

المعضلة التي تواجه السعودية ليست بسيطة: السعودية لها مصلحة أساسية في ضرب حماس وحرمان “محور المقاومة” من تحقيق إنجازات، لكنها تفضل البقاء خارج صراع يتمحور حول حرب بين إسرائيل وحماس لأنه قد يمتد إلى أراضيها. وبشكل عام، فإن الخطر المتزايد لاندلاع حرب إقليمية يرفع مستوى القلق في الخليج، وقد يدفع دول الخليج إلى تفضيل إنهاء التقال سريعًا والتخلي عن المنفعة في ضرب حماس.

تدرك إيران والحوثيون ذلك، وبالتالي يحاولان مفاقمة المعضلة التي تواجه السعوديين حاليًا: إلى أي مدى هم على استعداد “للانحياز”، والانضمام إلى الأمريكيين، وبالتالي إسرائيل، والمخاطرة بالمكاسب التي حققوها من تحسين العلاقات مع إيران ووقف إطلاق النار مع الحوثيين. ومن جانبهم، يفضل السعوديون تجنب الاختيار، وعلى أي حال يطلبون من الإدارة الأمريكية إظهار استعدادها للعب دور مهم في الدفاع عن المملكة. ولهذا السبب، توجه وزير الدفاع السعودي وشقيق ولي العهد خالد بن سلمان الأسبوع الماضي إلى واشنطن لإجراء محادثات، التقى خلالها وزير الدفاع لويد أوستن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.

هل يتعيّن على إسرائيل الرد أم احتواء الموقف؟
إذا اندلعت حملة واسعة على إسرائيل، فقد تخدم إيران وتعزز مكانتها الإقليمية. ولهذا، فإن لإسرائيل مصلحة واضحة في الاستمرار والتركيز على ساحة الحرب في مواجهة حماس، فكلما كان الضرر الذي تتعرض له “حماس” عميقاً وواضحاً، ولم تتسع المعركة، فحينها ستتضح حدود قوة “جبهة المقاومة” التي شكلتها إيران. كما يدل اعتراض عمليات الإطلاق من اليمن على محدودية قوة “المحور”، وخاصة بعد نجاح العملية العسكرية -الإقليمية تحت مظلة القيادة المركزية الأميركية وقدرتها على التعامل مع تهديد الصواريخ والطائرات المسيّرة. ومع ذلك، لقد سجل الحوثيون إنجازًا معينًا لصالحهم، خاصة على مستوى الوعي. كما أنهم أيضًا “يردون الجميل” لأعضاء المحور وإيران، وخاصة إلى حماس، التي ربما كانت تتوقع مشاركة أكثر فعالية في القتال من بقية أعضاء المحور. تتمثل المخاوف هنا في أن فشل الحوثيين في إلحاق الأذى بإسرائيل حتى الآن سيشجعهم على إيجاد طرق عمل أخرى، بحيث يكون استهداف إسرائيل أقوى.

في النهاية، يجب أن ننظر إلى نشاط الحوثيين بشكل متناسب: إن حجم الضرر والمخاطر الناتجة عن الساحة اليمنية لا يمكن مقارنتهما من احتمال وقوع أضرار من حزب الله وحماس، وحتى من وكلاء إيران في سوريا. لذا، يجب بذل كل الجهود الممكنة لاحتواء نشاط الحوثيين، إذا لم يتسع نطاقه، والتركيز على الجهد القتالي الرئيسي في قطاع غزة. ومع ذلك، من المتوقع أنه كلما تفاقمت مخاوف إيران من ضعف حماس، كلما زادت الضغوط من جانبها ومن حماس وحزب الله على الحوثيين لتصعيد هجماتهم. وحينها ستجد إسرائيل صعوبة في احتوائها، وهو ما قد يضطرها إلى اتخاذ إجراءات تكلف الحوثيين ثمنًا باهظًا في محاولة لردعهم. ويمكن أن يؤدي الرد الإسرائيلي الكبير إلى تحرك الحوثيين ضد دول الخليج، والذي قد يؤدي إلى تجدد اندلاع الحرب اليمنية – السعودية، وحتى احتدام إقليمي واسع النطاق.

ما سبب عدم مهاجمة إسرائيل لليمن؟
المصدر: نتسيف نت | تاريخ النشر: 3 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: العبرية

يتساءل الجميع عن سبب عدم مهاجمة إسرائيل لليمن بعد إطلاق جماعة الحوثيين -التي تعمل بأوامر من إيران وتوجيهات من حزب الله -عشرات الصواريخ الباليستية الثقيلة، وصواريخ كروز، وإطلاق عشرات الطائرات الانتحارية المسيّرة باتجاه إسرائيل.

الجواب بسيط حقًا، لكنه مزعج للغاية: لأنه لا توجد موافقة أميركية.

لما لم تبدِ أمريكا موافقتها؟

نُشر تقرير يزعم أنه “بعد أن هددت إسرائيل بمهاجمة اليمن ردًا على قصف الحوثيين لها … أبلغت صنعاء الولايات المتحدة وإسرائيل (عبر وسيط عربي) بأنها لو تعرضت للقصف ستغلق الممر البحري في البحر الأحمر بشكل كامل … وهو رابع أكبر ممر وله أهمية بالغة لاقتصاد الطاقة العالمي، حيث يمر من خلاله جزء كبير من براميل النفط كل يوم في طريقها إلى العالم الغربي”.

الأثر الفوري الذي ينتج عن إغلاق مضيق باب المندب، الواقع في جنوب اليمن (ملاحظة المحرر: يقع المضيق جنوبي غرب اليمن)، هو إيقاف كافة حركة السفن في قناة السويس على الفور. وبالتالي لن توافق أي شركة شحن، وبالتأكيد أيًا من شركات التأمين البحرية، على العمل في مثل هذه المنطقة الخطرة.

إن إغلاق مثل هذا الممر البحري الحيوي سوف يلحق أضرارًا هائلة بالاقتصاد العالمي، وهو الأمر الذي لن تسمح الولايات المتحدة بالموافقة عليه، وخاصة قبل بدء موسم الشتاء بالفعل في العالم الغربي.

والنتيجة النهائية لدائرة الاعتبارات هي أن “إسرائيل لا تملك قدرة مستقلة على التحرك في هذه الساحة”.

واقترح البعض أن تبدأ إسرائيل بقصف مواقع، ومستودعات عسكرية، ومستودعات صواريخ في اليمن…. ولكن هذا غير واقعي على الإطلاق!

تكمن المشكلة في مساحة الأراضي اليمنية الشاسعة.

ولا يتيح طول الساحل الغربي في اليمن، على ساحل البحر الأحمر، حماية كافية للسفن التجارية التي تبحر في المنطقة. يمكن للحوثيين وضع صواريخ ساحلية فتاكة من طراز ياخونت -والمعروف بالفعل أنهم يمتلكونها بعد حصولهم عليها من إيران- في نقاط مختلفة وسوف يوقفون بسرعة كبيرة حركة الملاحة في البحر الأحمر.

تدير الولايات المتحدة الأزمة في ضوء الاعتبارات العالمية. “نحن ندير الأمور فقط وفق منظورنا. ماذا تفضِّل؟ أنا أفضَّل إدارة الأخ الأكبر. لماذا؟ أنا لا أثق في قيادتنا وقراراتها. لقد أثبتوا أن مصلحة المواطن ليست ضمن نطاق اهتماماتهم. إذن، ما الذي يتوجب علينا فعله الآن؟”.

تنفذ إسرائيل بالفعل عدة إجراءات:

أصدرت تعليمات لناقلات النفط التي تبحر من الشرق الأقصى باتجاه إيلات بعدم عبور مضيق باب المندب والاستمرار نحو رأس الرجاء الصالح وتجاوز أفريقيا والوصول إلى ميناء إسرائيلي عبر البحر الأبيض المتوسط.
زيادة الوجود البحري العسكري لإسرائيل في البحر الأحمر في حال احتاجت سفن تجارية أخرى إلى مساعدتها.
تنسق حركة السفن الإسرائيلية قبالة سواحل اليمن بشكل كامل مع فرقة العمل البحرية التي أنشأتها الولايات المتحدة في المنطقة، والتي تتكون أيضًا من سفن حربية سعودية ومصرية وإماراتية تقوم بدوريات على طول هذه السواحل وتعمل على تحييد أي خطر يتمثل في الزوارق المتفجرة، والألغام البحرية، والفرق اليمنية التي تسيطر على السفن.
إعادة الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية
المصدر: موقع mida | تأريخ النشر: 3 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: العبرية

أعلن سلاح الجو الإسرائيلي، اعتراض صاروخ أرض-أرض فوق البحر الأحمر. وبحسب التقارير، فقد سُمعت دوي الانفجارات في مدينة إيلات. وأكدت إسرائيل، فيما بعد، أن الاعتراض جرى تنفيذه باستخدام صاروخ “سهم”، في أول حادثة في الحرب الحالية يُفعل فيها نظام الدفاع الصاروخي بعيد المدى، الذي اشتركت الولايات المتحدة في تطويره. وتبنت جماعة الحوثيين، المدعومة من إيران، مسؤولية الإطلاق.

وبحسب تقرير ذكرته القناة 11، كانت هذه هي المحاولة الثالثة لمهاجمة إسرائيل من الأراضي اليمنية. تستمر إيران في محاولة توسيع حربها ضد إسرائيل، بعد أن قامت بالفعل بتفعيل وكلائها في غزة، ولبنان، وسوريا، والعراق. في الواقع، نظام آيات الله (ملاحظة المحرر: المرشد الإيراني آية الله خامنئي) مستمر في محاولة تنظيم حرب إقليمية، في الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل والولايات المتحدة حصر الصراع على عملية برية في غزة، على الأقل حاليًا.

وأضاف أن توقيت الهجوم الحوثي دراما سياسية لزيارة الوفد السعودي إلى واشنطن. وصل المسؤولون السعوديون، من بينهم شقيق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى البيت الأبيض لإجراء جولة مشاورات بشأن الحرب في غزة، بعد أن وجهوا حتى الآن رسائل تحذير حول هذا الأمر. بحسب التقارير، كانت السعودية على وشك التوصل إلى اتفاق تطبيع مع إسرائيل بوساطة أمريكية قبيل اندلاع الحرب. ويعتقد كثيرون أن إيران بدأت هذه الحرب على وجه التحديد لنسف الاتفاق.

لدى إدارة بايدن فرصة هنا. لقد نجحت في إثارة غضب السعوديين عام 2021 عندما رفعت الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية، وكان هذا القرار الذي اتخذه بايدن منفصلًا تمامًا عن الواقع. وكما كتبت في ذلك الوقت مع زميلي ماثيو تسفايج، فإن الحوثيين قد استوفوا بالتأكيد جميع معايير تصنيفهم منظمة إرهابية. وهي جماعة تمولها وتدربها إيران، وشنت أكثر من ألف هجوم على السعودية في السنوات الأخيرة، مما زاد من الإحباط السعودي من اللامبالاة الأمريكية بالأمر.

كان قرار إزالتها من القائمة سياسيًا. وكان الدافع وراء ذلك هو الرغبة في معاملة السعوديين على أنهم “منبوذون“، وذلك خلال بداية فترة إدارة بايدن. تعززت هذه الرغبة لاسترضاء إيران ومحاولة استئناف المحادثات النووية معها، وربما أيضًا محاولة إلزام الحوثيين بالدخول في عملية سياسية من شأنها أن تؤدي إلى السلام في اليمن الذي مزقته الحرب.

إن عودة الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية -ويفضل أن يكون ذلك في بيان علني إلى جانب مسؤولين سعوديين -سيبعث برسالة واضحة إلى الإيرانيين والشرق الأوسط بشكل عام. وسوف يرمز ذلك إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية عادت إلى مسارها الصحيح، وأنها الآن تعيد وتشكّل تحالفًا إقليميًا تحت القيادة الأمريكية، وهو التحالف الذي يضم كلًا من السعودية وإسرائيل. مثل هذه الخطوة هي ما نحتاجه لإعادة محادثات التطبيع بين الرياض والقدس إلى مسارها، في وقت ما بعد انتهاء الحرب.

يحذر منتقدو هذه الخطوة من أنها قد تثير ردًا حوثيًا على نطاق واسع. ردي على ذلك: يبدو أنهم يستجيبون بالفعل بما فيه الكفاية بتشجيع إيراني. وهناك انتقاد آخر يشير إلى أن إعادة الحوثيين إلى قائمة الإرهاب سيمنع اليمن من تلقي المساعدات الإنسانية. هذا ببساطة غير صحيح. انظر، على سبيل المثال، إلى حجم المساعدات التي تتدفق حاليًا إلى غزة، حيث ما تزال منظمة حماس تسيطر عليها.

هناك تطور آخر مثير للاهتمام يجدر تعقبه، وهو ما يتعلق بمسألة ما إذا كان أعضاء حزب الله أو حماس متورطين في عمليات الإطلاق الأخيرة من اليمن. صرح مسؤولون سعوديون وإسرائيليون في مناسبات مختلفة أنهم حددوا مقاتلين أجانب يعملون ميدانيًا في اليمن. وفشلت طهران، حتى الآن، في إقناع مبعوثيها في اليمن بالانضمام بشكل كامل إلى استراتيجية “حلقة النار” ضد إسرائيل، لكن في ضوء جهودها الأخيرة لبدء حرب إقليمية، يمكن توقّع عملية مشتركة لبعض هذه المنظمات “الإرهابية”.

من جانبها، قد لا ترد إسرائيل بشكل مباشر على الاستفزازات اليمنية. هدفها الآن هو التركيز على تفكيك حماس، قبل أن تحوّل أنظارها إلى استهداف خصوم آخرين. ولكن بالتأكيد لا يمكن استبعاد عمل إسرائيلي لاحق في اليمن، وبالتأكيد لا يمكن استبعاد عمل سعودي سابق. كل هذا لن يحدث إلا إذا أشار البيت الأبيض إلى أنه مستعد أخيرًا لتغيير سياسته تجاه الحوثيين.

عود الثقاب الذي أُشعل في اليمن قد يجبر السعودية والولايات المتحدة على اتخاذ مواقف
المصدر: هاآرتس | تأريخ النشر: 31 أكتوبر 2023 | لغة المصدر: العبرية | كاتب المقال: د. تسفي برئيل [3]

ألقى زعيم الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي، خطابًا حماسيًا في 10 أكتوبر، بعد ثلاثة أيام من شن الحرب على غزة. وقال الحوثي -الذي ارتدى كعادته حلة رمادية وقميصًا أبيض دون ربطة عنق (ملاحظة المحرر: من المعروف أن عبدالملك الحوثي لا يرتدي الأزياء الحديثة، ويظهر في كل خطاباته بالزي التقليدي اليمني المعروف إذ يرتدي الجنبية، الخنجر اليمني الشهير، وهذا يتعارض مع ارتداء ربطة العنق)، كما اعتاد أن يظهر الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد أمام الجمهور، ولكنه كان يحمل خنجرًا يمنيًا فاخرًا بدلًا من ربطة العنق، “نحن نتابع باستمرار ما يحدث في غزة وننسق بشكل مستمر مع إخواننا في محور المقاومة (الذي يضم حزب الله، والميليشيات الشيعية في العراق، وحماس، والجهاد الإسلامي). وإن شاء الله نحن جاهزون للمشاركة في هذا التنسيق بحسب المستويات المخطط لها…إننا ندين ونشجب كل ما يقوم به المطبعون من أفعال تهدف إلى الإضرار بالشعب الفلسطيني، وتفكيك الموقف العربي الموحد”.

لا يشكل إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار باتجاه إيلات -مساهمة الحوثيين في محور المقاومة والتعبير عن التضامن مع حماس -حتى الآن تهديدًا استراتيجيًا مباشرًا لإسرائيل، لكن قد تكون له عواقب على جبهات أخرى. وبعيدًا عن مظاهر التضامن العنيف الذي بادرت به إيران لإثبات وجود “وحدة الساحات”، والتي تضمنت اشتباكات مدروسة ومتصاعدة من جانب حزب الله، وهجمات الميليشيات الشيعية على أهداف أمريكية في العراق وسوريا، وإطلاق متقطع لصواريخ وطائرات دون طيار من اليمن، فإن الهدف من هجمات الحوثيين هو نقل رسالة سياسية إلى السعودية ومن خلالها إلى واشنطن.

شهدت الحرب في اليمن، التي بدأتها السعودية عام 2015، وقفًا لإطلاق النار منذ نحو عام ونصف. وتحت ضغط أمريكي، بدأت مباحثات مكثفة، هذا العام، بين السعودية والحوثيين لإنهاء الحرب. وفي سبتمبر، زار وفد حوثي رفيع المستوى الرياض لأول مرة (ملاحظة المحرر: لم تكن هذه الزيارة الأولى لوفد حوثي للسعودية، لكنها الأولى المعلنة رسميًا)، وقد وضع الجانبان بالفعل مسودة اتفاق يتضمن مساعدات سعودية ضخمة للحوثيين وفتح ميناء الحديدة المحاصر منذ ثمانِ سنوات.

وضعت الحرب في غزة والتهديد الحوثي لإسرائيل كل من السعودية والولايات المتحدة أمام معضلة صعبة: أوضحت المواجهة العنيفة التي وقعت بين القوات السعودية والحوثيين في منطقة جازان الحدودية، وأسفرت عن مقتل أربعة جنود سعوديين، واعتراض السعودية صاروخًا من بين خمسة صواريخ أُطلقت على إسرائيل أثناء عبورها المجال الجوي للمملكة، أن محادثات السلام لن تنهار فحسب، بل سيتعيّن على الرياض اتخاذ موقف حاسم فيما يتعلق بالحرب في غزة.

وكما أوضح الحوثي، فإن الأهداف المشروعة في نظره لا تقتصر على إسرائيل فحسب. تعد الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وتلك التي تنوي تطبيع علاقاتها معها مثل السعودية، وبالطبع الولايات المتحدة، أهدافًا في مرمى الحوثيين. الانجرار السعودي نحو حرب على الحوثيين قد يعرض علاقاتها الناشئة مع إيران للخطر. ومن ناحية أخرى، عندما يبرر الحوثيون هذه الهجمات بأنها في إطار “وحدة الساحات” لمحور المقاومة، فإن الرياض سوف تضطر حينها أن تخرج من منطقة راحتها، التي تكتفي فيها بإدانة الاجراءات التي تتخذها إسرائيل والمطالبة بالسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، والوقوف بشكل علني مع الولايات المتحدة، وبشكل ضمني مع إسرائيل.

وكانت هذه المعضلات محور المحادثات التي جرت بين وزير الدفاع وشقيق ولي العهد السعودي الأمير خالد بن سلمان في واشنطن مع جيك سوليفان مستشار الأمن القومي. وهذا ليس مجرد مصدر قلق سعودي محلي. وفيما تهدد الحرب في غزة بتصعيد على ساحات قتال أخرى، فإن الافتراض الشائع هو أن المناوشات في لبنان يمكن أن تكون واحدة منها. ولكن الرئيس بايدن أوضح أن حزب الله لو أطلق صواريخ على إسرائيل، فإن الولايات المتحدة لن تكون جزءًا من المعركة. وستبقى مدافعها الثقيلة للوضع الذي ستقرر فيه إيران المشاركة في القتال بشكل فعّال، رغم تحذيرات واشنطن لها.

قد تأتي المفاجأة في الواقع من جبهة غير متوقعة: عود الثقاب الذي أشعله الحوثيون لن يجبر واشنطن على اعتراض الصواريخ الموجهة نحو إسرائيل فحسب، بل أيضًا على استخدام قوة أكبر على الساحة اليمنية، وقد تمكنت من النأي بنفسها عن التدخل المباشر بعدما أوقفت هجماتها على قواعد تنظيم القاعدة. والأهم من ذلك أن واشنطن قد تقرر توقيع اتفاقية دفاعية مع السعودية؛ لإظهار التزامها بحماية المنطقة من وكلاء إيران، دون ربط ذلك بتطبيع العلاقات بين الرياض والقدس.

وشأنهم كالمنظمات الأخرى، مثل حزب الله والميليشيات الشيعية في العراق، يملك الحوثيون أهدافًا استراتيجية أيضًا لا علاقة لها على الإطلاق بالصراع العربي الإسرائيلي أو المشكلة الفلسطينية. وعلى الرغم من أن هؤلاء الفاعلين الثلاثة يخدمون مصالح إيران الإقليمية، التي تموّلهم، ويتعاونون عسكريًا فيما بينهم على مختلف المستويات، إلا أنهم في الوقت نفسه يديرون سياسات مستقلة تهدف إلى ضمان مكانتهم وسيطرتهم في البلدان التي يعملون فيها.

بدأ الحوثيون، وهم في الأصل قبيلة كبيرة (ملاحظة المحرر: الحوثيون جماعة دينية سياسية مسلحة وليسوا قبيلة محددة ضمن التكوين الاجتماعي اليمني، وإن انتمى مؤسس الجماعة لمحافظة صعدة)، تتمركز في محافظة صعدة شمالي اليمن، وينتمي معظم أبنائهم إلى التيار الشيعي الزيدي، وخاضوا حربًا داخل اليمن في مواجهة النظام وفي الوقت ذاته على السعودية بسبب الاحتكاكات على الحدود بين البلدين، لكنهم، خلافًا للميليشيات في العراق أو حزب الله، ليسوا “صناعة” إيرانية. لقد اهتمت إيران باليمن فقط عام 2012، وهي في خضم ثورات “الربيع العربي”، باعتبارها كيانًا محتملًا يمكنها أن تبني عليه نفوذها في اليمن. بدأ نقل الأسلحة بعد عام من ذلك، وعندما شرعوا في السيطرة على أجزاء من البلاد، نصحتهم إيران بعدم السيطرة على صنعاء -لكنهم كانوا لديهم أجندتهم الخاصة. كانت السيطرة على العاصمة اليمنية أكثر من مجرد السيطرة على الحكم، إذ أنهوا بذلك تصفية حسابات تاريخية بدأت في الستينيات عندما أُطيح، بمساعدة مصر، بحكم الملك اليمني (ملاحظة المحرر: الإمام البدر بن أحمد حميد الدين)، أحد أفراد التيار الزيدي، وأصبحت اليمن جمهورية.

وحتى لو لم تسفر الهجمات اليمنية عن تحركات إقليمية بعيدة المدى، فإنها تظهر مرة أخرى قوة المنظمات بالوكالة أو المنظمات شبه الحكومية في إحداث تحركات جيوسياسية في دوائر أوسع بكثير من دائرة الصراعات المحلية التي تغذيها في “الأوقات العادية”. لقد وضعت الحرب في غزة الولايات المتحدة بالفعل في قلب الصراع المحلي، ليس لحماية إسرائيل فحسب، بل أيضًا لكبح جماح نشوب حرب قد تشمل دولًا متعددة. وقد تكون اليمن البؤرة القادمة لتطوير مثل هذه الحرب.

الصواريخ على إيلات: تهديد واعتراض
المصدر: نتسيف نت | تأريخ النشر: 1 نوفمبر 2023 | لغة المصدر: العبرية

1. نظرة عامة
هذه التهديدات تطلقها جماعة الحوثيين “الإرهابية” وهم قبيلة تسيطر على شمال اليمن (ملاحظة المحرر: الحوثيون جماعة دينية سياسية مسلحة وليسوا قبيلة محددة ضمن التكوين الاجتماعي اليمني، وإن انتمى مؤسس الجماعة لمحافظة صعدة).
جيش الحوثيين يشبه جيش حزب الله.
سيطرت هذه الجماعة “الإرهابية”، التابعة لقبيلة تعتنق المذهب الشيعي، على البلاد.
ينفذ الحوثيون أوامر إيران والحرس الثوري، وهي التي تموّلهم وتسلحهم وتدربهم، عبر متخصصين من حزب الله، بأفضل الأسلحة الإيرانية.
المسافة بين مناطق إطلاق الأسلحة الإيرانية في اليمن وإيلات بعيدة، وتبلغ حوالي 1900 كيلومتر، ولذلك يستخدمون صواريخ جوية بعيدة المدى لمهاجمة إسرائيل.
2. طبيعة أسلحة الحوثيين التي تشكل تهديدًا، مزايا وعيوب:
أ- طائرات مسيّرة انتحارية، طائرات دون طيار بعيدة المدى تحمل رؤوسًا حربية صغيرة.

سرعة تحليقها بطيئة للغاية، وللوصول إلى إيلات، يتعيّن عليها أن تحلق لمدة 9 ساعات وأكثر، ولذا من السهل اعتراضها.
يمكن اعتراضها باستخدام صواريخ أرض- جو سواء جرى إطلاقها من الأرض أو من السفن الحربية، وصواريخ جو- جو يجرى إطلاقها من الطائرات المقاتلة.
أطلق الحوثيون العديد من الطائرات دون طيار إلى إسرائيل، واعترضت مدمرة أمريكية معظمها بالقرب من مناطق الإطلاق.

ب- صواريخ كروز بعيدة المدى تحمل رؤوسًا حربية متوسطة

مزايا:

تضرب الهدف بدقة.
تحلّق على ارتفاع منخفض وتناور أثناء الانطلاق، ولذا من الصعب تعقبه.
يبلغ وزن الرأس الحربي للصاروخ مئات الكيلوغرامات والأضرار التي يمكن أن يسببها كبيرة.
عيوب:

تكلفة إنتاجه مرتفعة، لذا فإن عدد الصواريخ قليل.
سرعة تحليق هذا النوع من الصواريخ متوسطة، إذ يحتاج إلى حوالي 3 ساعات للوصول إلى إيلات، لذلك يسهل اعتراضه.
أطلق الحوثيون زهاء 10 صواريخ كروز على إيلات، واعترضتهم جميعًا صواريخ أرض- جو وصواريخ جو- جو.

ج- صواريخ باليستية بعيدة المدى بها رأس حربي ثقيل

مزايا:

سريعة جدًا وبالتالي من الممكن إصابة الهدف خلال دقائق قليلة.
يصعب جدًا اعتراض صاروخ باليستي بعيد المدى، وهذا الاعتراض مكلّف للغاية (ملايين الدولارات لكل صاروخ) ويتم تنفيذه على ارتفاعات عالية، وأحيانًا حتى في الفضاء.
في الواقع، عدد قليل جدًا من الصواريخ يمكنه اعتراض صواريخ من هذا النوع.
الوزن الإجمالي للرأس الحربي للصاروخ كبير والأضرار التي يمكن أن يسببها كبيرة جدًا.
عيوب:

تكلفة إنتاج الصاروخ أرض- أرض بعيدة المدى مرتفعة للغاية، لذا فإن عدد الصواريخ قليل جدًا.
قاذفات الصواريخ كبيرة الحجم وبالتالي يمكن استهدافها.
هذا النوع من الصواريخ ليس دقيقًا لإصابة هدف محدد، فهو يضرب منطقة الهدف.

لقد أطلق الحوثيون أحد هذه الصواريخ واعترض في الفضاء على بعد مئات الكيلومترات من الهدف بواسطة نظام السهم 3.

هل أدى اعتراض صاروخ “السهم” الإسرائيلي إلى تغيير شكل الشرق الأوسط؟
المصدر: جيروزاليم بوست | تأريخ النشر: 31 أكتوبر 2023 | لغة المصدر: الإنجليزية | كاتب المقال: يونا جيرمي بوب[4]

هل تحولت المنطقة بعد اعتراض صاروخ “السهم” الإسرائيلي صاروخًا أطلقه الحوثيون في اليمن؟. أُعلن أن نظام الدفاع الصاروخي “السهم” أسقط صاروخًا باليستيًا، للمرة الأولى، أطلقه وكلاء إيران في اليمن على إسرائيل.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية بوعز ليفي إن نظام السهم، الذي طورته شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية بالتعاون مع مؤسسات الدفاع الإسرائيلية والأمريكية، “أظهر اليوم أن إسرائيل تمتلك أحدث التكنولوجيا الدفاعية المضادة للصواريخ الباليستية في مختلف النطاقات”.

ومع ذلك، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها نظام “السهم” هدفًا. لقد أسقط، في عام 2017، صاروخ أرض-جو سوري أخطأ طائرة إسرائيلية وشق طريقه إلى المجال الجوي الإسرائيلي.

لكن عوزي روبين[5]، الزميل في معهد القدس للأمن والاستراتيجية والذي يطلق عليه “أبو السهم”، أشار إلى أن الصاروخ الباليستي الذي أُطلق من اليمن كان هدفًا صعبًا للغاية وكانت نوعية الهدف تتناسب مع نظام “السهم”.

السهم: الفئة الأولى من الدرع الصاروخي الإسرائيلي
لقد حظيت القبة الحديدية على أغلب التغطية الإعلامية على مدى العقد الماضي أو نحو ذلك؛ نظرًا لأنها كانت الأداة الرئيسية لإسقاط كمية كبيرة من الصواريخ قصيرة المدى ذات الجودة المنخفضة، والتي تمتلكها حماس، ويستخدمها حزب الله من حين لآخر.

لكن “السهم” هو الفئة الأولى من الدرع الصاروخي الإسرائيلي (مقلاع داود في الفئة الوسطى، والذي يمكنه إسقاط القليل من كل شيء، وخاصة صواريخ كروز).

لذا فإن الخبر السار، وفقًا لروبين، هو أن إسرائيل يمكنها الآن أن تقول لإيران وبقية المنطقة أن لديها نظام دفاع صاروخي جاهز للعمل بكامل طاقته ضد الصواريخ الباليستية.

وفي عام 2022، قال رئيس القيادة المركزية الأمريكية آنذاك، الجنرال كينيث ماكنزي، إن إيران تمتلك أكثر من 3 آلاف صاروخ باليستي، دون احتساب العدد المتزايد من صواريخ كروز.

يمكن لبعض هذه الأسلحة أن يصل إلى إسرائيل، لكن النقطة المهمة هي أنه منذ التسعينيات، تمتلك الجمهورية الإسلامية أسلحة يمكن أن تصل إلى إسرائيل، وبينما كانت إسرائيل تأمل في أن يصمد درعها الصاروخي من طراز “السهم”، إلا أنه لم يُختبر بالكامل على الإطلاق.

من المؤكد أن شراء ألمانيا نظام “السهم” بتوقيع تاريخي الشهر الماضي كان بمثابة جرعة من الثقة في هذا النظام.

ولكن لا يوجد شيء يضاهي إسقاط تهديد صاروخي باليستي عالي الجودة مع كل الضغط الحقيقي الذي يفرضه الموقف العملياتي. وتمكنت إسرائيل من ذلك على الرغم من التهديدات على جبهات أخرى متعددة: من الجنوب والشمال والضفة الغربية.

من هذا المنظور، فإن نجاح صاروخ السهم هو رسالة جديدة إلى طهران مفادها أنها لن تتمكن لا هي ولا وكلاؤها من إلحاق الضرر بإسرائيل بسهولة، حتى باستخدام أسلحتهم بعيدة المدى الأكثر تطورًا. وهذا من شأنه أن يعزز مكانة الدولة اليهودية في وقت حرج حيث ما تزال هناك تساؤلات حول ما إذا كانت قادرة على إسقاط حماس في الوقت الذي تتنافس فيه مع عوامل تشتيت إقليمية أخرى.

تمكنت حماس في بعض الأحيان من التغلب على القبة الحديدية بإطلاق كمية كبيرة، وإيران ووكلاؤها يمكنهم، إذا اتخذوا القرار، أن يفعلوا الشيء نفسه ضد الدرع الصاروخي “السهم”. والفرق هو أن كل صاروخ تطلقه حماس ولم يتمكن النظام من اعتراضه فإنه يسبب أضرارًا محدودة، لكن يمكن للصاروخ الباليستي بعيد المدى أن يكون أكثر دقة بكثير ويمكن أن يتسبب في مزيد من الأضرار.

وبهذا المعنى، قال روبين إن محاولة وكلاء إيران في اليمن ضرب إسرائيل بصاروخ باليستي وفشلهم، كان بمثابة أخبار مهمة، وكذلك حقيقة إسقاط الصاروخ. ذلك يعني أن إيران ووكلاءها قد صعدوا بشكل كبير، حتى بعد المحاولات التي قام بها الوكلاء في اليمن، لمهاجمة إسرائيل باستخدام طائرات دون طيار.

في هذه الحالة، أسقطت الولايات المتحدة الطائرات، لكن وجهة نظر روبين هي أن الصاروخ الباليستي الذي جرى إطلاقه كان سلاحًا أعلى جودة وأكثر خطورة حتى من الطائرات دون طيار.

وفي حين أن القوات البحرية الأمريكية في المنطقة قد تكون قادرة أيضًا على إسقاط الصواريخ الباليستية التي تستهدف إسرائيل، فإن هذه القدرة قد تعتمد على مسار الصاروخ، في حين يتم وضع درع “السهم” بطريقة مختلفة ويتمتع بقدرات أكثر تنوعًا لإسقاط الصواريخ الباليستية.

لذلك ما تزال هناك أسئلة كثيرة حول التهديدات الجديدة التي قد تتعرض لها إسرائيل من إيران ووكلائها قبل أن تنتهي هذه الحرب، ولكن على الأقل لقد أحرجت إسرائيل المحور الشيعي مرة واحدة، وربما ستجبر هذه المرة آيات الله (ملاحظة المحرر: المرشد الإيراني آية الله خامنئي) على التفكير بجدية أكبر حول ما إذا كان سحب المزيد من الصواريخ الباليستية أمر جدير بالاهتمام.

الجبهة اليمنية: هل يهب الشر من الجنوب؟
المصدر: معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي | تأريخ النشر: 23 أكتوبر 2023 | لغة المصدر: العبرية | كاتب المقال: يوئيل جوزانسكي[6]

لقد تأكدت المخاوف الإسرائيلية من “وحدة الساحات” بعد إطلاق صواريخ كروز وطائرات مسيّرة من اليمن التي اعترضتها مدمرات أمريكية في البحر الأحمر وصواريخ اعتراضية على الأراضي السعودية. أوضح هذا الهجوم الذي نفذه الحوثيون “تصوّر التشغيل” الإقليمي الإيراني وصورة الهيمنة الإيرانية.

يهدف هذا الهجوم أساسًا إلى إظهار القدرة وليس المشاركة الكاملة في القتال. هناك بعض القيود التي تكبح جماح الحوثيين:

أولًا: تبعد الساحة اليمنية حوالي ألفي كيلومتر عن إيلات، وهو ما يقيّد بشكل أساسي قدرتهم على تنفيذ عمليات معينة في الجو والبحر (استهداف حرية الملاحة في البحر الأحمر)، كما يسهل أيضًا إحباطها.

ثانيًا: على الرغم من رغبة الحوثيين في إظهار تضامنهم مع الفلسطينيين وأعضاء “المحور” الآخرين، فإن درجة التأثير الإيراني عليهم منخفضة نسبيًا مقارنة بما تمارسه إيران، على سبيل المثال، على حزب الله.

إضافة إلى ذلك، ليس للحوثيين أي مصلحة في إحداث تصعيد كبير قد يعرض الإنجازات التي حققوها بعد تفاهماتهم مع التحالف العربي بقيادة السعودية للخطر، ووقف إطلاق النار المعمول به منذ أبريل 2022. كما أنهم يخاطرون من خلال هجومهم برد فعل أميركي وإسرائيلي حاد ضدهم، وهو ما يسعون إلى تجنبه.

بدون أدنى شك، يشكل الحوثيون تهديدًا، ويصعب الرد عليهم نظرًا لبعد وتعقيد الساحة اليمنية. ومع ذلك يجب التعامل مع الساحة اليمنية باعتدال وبشكل متناسب. إن درجة الضرر والمخاطر من اليمن، والتي قد تنجم مرة أخرى بعد دخول الجيش الإسرائيلي بريًا إلى قطاع غزة، لا يمكن مقارنتها بدرجة الضرر المحتمل من حزب الله، وحماس، وحتى من وكلاء إيران الآخرين الموجودين في سوريا أو العراق.

من خلال هذه الإجراءات يرد الحوثيون “الجميل” لأعضاء المحور وإيران، وخاصة لحماس، التي ربما كانت تتوقع مشاركة أكثر نشاطًا في القتال من أعضاء المحور الآخرين. إضافة إلى ذلك، لا يدل اعتراض عمليات الإطلاق من اليمن على حدود قوة “المحور” فحسب، بل يوضح مدى فعالية العمل الإقليمي تحت مظلة القيادة المركزية الأمريكية للتعامل مع تهديد الصواريخ والطائرات دون طيار من إيران ووكلائها.

الحوثيون في اليمن انضموا إلى المعركة ضد إسرائيل
المصدر: نيوز وان | تأريخ النشر: 27 أكتوبر 2023 | لغة المصدر: العبرية | كاتب المقال: يوني بن مناحيم[7]

أشركت إيران وكيلها في اليمن، جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) الشيعية، في المعركة التي تُدار ضد إسرائيل. وأطلق الحوثيون المجهزون بأسلحة متطورة، قبل عدة أيام، 3 صواريخ كروز و9 طائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل، واعترضت المدمرة الصاروخية الأمريكية (يو إس إس كارني) الموجودة في البحر الأحمر، الصواريخ والطائرات المسيّرة من اليمن. وبحسب مصادر أمنية في إسرائيل، اعترضت السعودية صاروخًا واحدًا. وأعلن الحوثيون رسميًا مسؤوليتهم عن الهجوم، ورغم فشله إلا أنهم يواصلون تهديد إسرائيل.

وأعلن أحمد حامد، مدير مكتب الرئاسة في صنعاء باليمن، على قناة تلفزيون الحوثيين، في 25 أكتوبر، أن “الفلسطينيين لن يكونوا وحدهم في المعركة ضد إسرائيل”. وأوضح أن موقف الحوثيين من “فلسطين” موقف قرآني وهو موقف شرف ولن يتخلوا عنه حتى لو تخلى عنه كل العالم. وقال عضو المكتب السياسي لتنظيم أنصار الله، سليم المغلس، إن “اليمن حاضر للمواجهة على أكثر من جبهة”.

ويقدر مسؤولون أمنيون في إسرائيل أن تهديدات الحوثيين في اليمن يجب أن تؤخذ على محمل الجد، ومن المتوقع حدوث المزيد من الهجمات على إسرائيل بمجرد بدء العملية البرية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وينسق الجيش الإسرائيلي بشكل جيد مع الجيش الأمريكي الذي يستعد أيضًا لفتح جبهة جديدة من اليمن. لم يتفاجأ الجيش الإسرائيلي من هجوم الحوثيين، بل كان متوقعًا في إطار سياسة “وحدة الساحات” التي تقودها إيران ضد إسرائيل. ففي الأسبوع الماضي بدأت إيران حرب استنزاف ضد إسرائيل من كل الجبهات الممكنة في محاولة لمنعها من الشروع في أكبر عملية برية في قطاع غزة بهدف إسقاط حكم حماس وتدمير البنية التحتية العسكرية للمنظمة في قطاع غزة.

وتقع إسرائيل في مدى صواريخ كروز وطائرات الحوثيين المسيّرة في اليمن، ويمكن أن يصل مداها إلى أكثر من ألفي كيلومتر، وقد أعلن الحوثيون بالفعل قبل نحو عامين أنهم أعدوا بنك أهداف لإسرائيل. وتقوم إيران بتجهيز وكلائها في الشرق الأوسط لمعركة ضد إسرائيل منذ عدة سنوات، والشخص الذي وضع استراتيجية التضييق الخانق على إسرائيل هو قاسم سليماني، قائد فيلق “القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني الذي اغتالته الولايات المتحدة في العراق، وحل محله خليفته الجنرال إسماعيل قاآني.

ويمتلك الحوثيون في اليمن أيضًا صواريخ باليستية تحلق بسرعة أكبر من صواريخ كروز نحو الهدف، لكن إسرائيل مستعدة أيضًا لهذا السيناريو.

تُصنع هذه الصواريخ والطائرات دون طيار محليًا في اليمن باستخدام التكنولوجيا الإيرانية، ويتمتع الحوثيون بخبرة كبيرة في إطلاقها، ومنذ اندلاع الحرب في اليمن أطلقوا المئات منها باتجاه السعودية والإمارات.

هذه المرة اعترض الجيش الأمريكي الصواريخ والطائرات المسيّرة التي أُطلقت من اليمن إلى إسرائيل، لكن هذا لا يعني أن الجيش الإسرائيلي لن يرد في المستقبل على أي هجوم للحوثيين. على الرغم من المسافة الكبيرة من إسرائيل، إلا أن أذرع سلاح الجو الإسرائيلي الطويلة يمكنها الوصول إلى اليمن، كما تمتلك إسرائيل عدة وسائل للدفاع من الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تُطلق عليها من اليمن، ويمكنها اعتراضها بالطائرات المقاتلة، وذلك باستخدام أنظمة الدفاع الجوية “مقلاع داود” و”القبة الحديدية”.

الحوثيون لديهم حساب طويل مع إسرائيل. ويلومونها لأنها قدمت طائرات مسيّرة إلى السعودية والإمارات لمهاجمتهم في اليمن. ومن أكبر التحديات التي تواجه إسرائيل، من وجهة نظر أمنية، على المدى الطويل، بعد انتهاء الحرب في قطاع غزة، سيكون الخطر على سفن الأسطول التجاري الإسرائيلي التي تبحر في البحر الأحمر ومنطقة باب المندب، وقد يبدأ الحوثيون حرب استنزاف ضد إسرائيل ويحاولون استهداف هذه السفن، وستضطر إسرائيل إلى الاستعانة بالبحرية الأمريكية في المنطقة لضمان سلامة سفنها.

آلة “محور المقاومة” الإعلامية بعيدة المدى في الشرق الأوسط
المصدر: thecipherbrief | تأريخ النشر: 31 أكتوبر 2023 | لغة المصدر: الإنجليزية | كاتب المقال: أري هايستاين[8]

مُنيت السعودية بهزيمة نكراء في حرب المعلومات ضد الحوثيين. وكانت الاستراتيجية الإعلامية للحوثيين فعَّالة في تصوير السعودية بأنها السبب في الحالة الاقتصادية المزرية في اليمن، والتأكيد على أهمية تقديم المساعدات الإنسانية، وممارسة الضغط لكبح جماح التحالف الذي تقوده السعودية. من المحتمل أن تكون الحملة الإعلامية للحوثيين قد جرى تنسيقها وتخطيطها مع المجلس الأعلى لاتحاد الإذاعات والتليفزيونات الإسلامية IRTVU الإيرانية في بيروت، حيث يوجد مقر منبرها الإعلامي “المسيرة”. وبينما تقاتل إسرائيل حماس ميدانيًا، فإنها سوف تواجه هجومًا مماثلًا من “المحور الإعلامي” الإيراني، ويتعيّن عليها أن تفكر في كيفية الاستعداد لمواجهة ذلك.

إن تدريب إيران وكلاءها على كيفية شن حرب المعلومات قد أشار إليه مؤخرًا مات ليفيت، الخبير في شؤون حزب الله، في بودكاست بعنوان “خرق القاعدة الذهبية لحزب الله”. وأوضح ليفيت أن حزب الله، الشريك الوثيق لطهران، يدير معسكرًا تدريبيًا في بيروت لتعليم المجندين التابعين لـ “محور المقاومة” الإيراني كيفية إنشاء وتضخيم المعلومات المضللة والتأثير على العمليات. وليس من قبيل الصدفة أن الجماعات الأخرى المدعومة من طهران، ومن بينهم الحوثيون و الجهاد الإسلامي الفلسطيني، تدير أيضًا عملياتها الإعلامية من بيروت على الرغم من أن منظماتها موجودة في بلدان أخرى تمامًا. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن الجهود الإعلامية التي تقودها إيران لها حضور في المملكة المتحدة وأوروبا.

إن التشابه الظاهري بين السيناريوهين الإسرائيلي والسعودي واضح. من حيث أنهما بلدانًا أكبر وأكثر ثراءً وأكثر تقدمًا تقاتل جهات مارقة غير حكومية تدربها إيران وتجهزها لاستخدام القدرات غير المتماثلة والإرهاب من داخل المناطق المكتظة بالسكان. في كلتا الحالتين، يسعى الوكيل الإيراني إلى بناء ونشر سردية “داود مقابل جالوت” لتحقيق ميزة في ساحة الرأي العام وكذلك في ساحة المعركة.

سيكون لإسرائيل ثلاث أولويات رئيسية في حرب العلاقات العامة ضد حماس:

تحقيق أقصى قدر من حرية العمل من حيث كثافة حملتها.
زيادة الفترة الزمنية التي ستحظى حملة إسرائيل من خلالها بدعم دولي واسع النطاق، ويكون هناك ضغط محدود لوقف إطلاق النار.
الحفاظ على صورة دولية إيجابية لدى الجمهور العام باعتبارها دولة لديها واجب أخلاقي لحماية مواطنيها مع تجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين الفلسطينيين قدر الإمكان.
وبينما تسعى القدس إلى تعزيز هذه الأهداف، فمن المرجح أن تواجه انتقادات كبيرة؛ لأنه من غير المرجح استئصال منظمة “إرهابية” ضخمة وشرسة من بين عامة السكان بدقة وبسرعة. ومن المرجح تضخيم أي ادعاءات بارتكاب إسرائيل أخطاء أثناء الصراع، سواء جرى التحقق منها أم لا، من خلال الحملة الإعلامية التي تقودها إيران للضغط على إسرائيل لإنهاء حملتها قبل الأوان مع ترك البنية التحتية لحماس قائمة.

التكتيك الأول الذي يمكن توقعه من وسائل إعلام “المقاومة” هو الترويج للجماعات المدعومة من إيران باعتبارهم المدافعين الشرعيين عن الشعب الذي يحكمونه. وهم يفعلون ذلك من خلال تأطير الجماعة في المقام الأول في سياق الصراع الخارجي للبلاد بدلًا من ديناميكياتها الداخلية. يكاد يكون من المستحيل في الأنظمة الشمولية، مثل حماس والحوثيين، إجراء أي نوع من استطلاعات الرأي، لذلك من الصعب إثبات أو دحض مزاعم الدعم الشعبي لهذه الجماعات. وفي الوقت نفسه، من المستحيل إنكار مدى إيذاء هذه الجماعات لسكانها.

ثانياً، صورت وسائل إعلام “المقاومة” الأوضاع الاقتصادية المزرية للدول التي يحكمها وكلاء إيران على أنها نتيجة للعقوبات أو الحصار. وهذا الهدف له شقين: إلقاء اللوم على الغرب بأنهم سبب بؤس السكان الخاضعين لسيطرتهم، مع ممارسة ضغوط دولية لتخفيف الحصار بطريقة تيسر تدفق كميات أكبر من السلع ذات الاستخدام المزدوج و تهريب العتاد.

ثالثًا، تبالغ وسائل الإعلام التي تقودها إيران في الحاجة إلى المساعدات الإنسانية وفوائدها. وفي اليمن، كما في غزة، ستؤكد الأنظمة وأبواقها على نقطة مفادها أنه لا يوجد ما يكفي من المساعدات الخارجية نظرًا لخطورة الوضع. وبما أن الأموال قابلة للاستبدال، فإن السماح باستمرار ضخ المساعدات هو، في أفضل الأحوال، دعم لسوء حكم النظام من خلال تمكينه من الاستمرار في تخصيص الموارد لتحقيق أهداف أكثر ضررًا، وفي أسوأ الأحوال، ملء جيوب النظام مباشرة.

يمكن أن تواجه المنظمات، التي تبلغ نفقاتها عشرات أو مئات الملايين من الدولارات سنويًا، صعوبة في تتبع النفقات وفحص الموردين في أفضل الظروف، ناهيك عن مناطق الحرب في بلدان غير مألوفة ذات اقتصادات غير رسمية كبيرة وفساد مؤسسي.

ردًا على هذه التكتيكات، ينبغي لإسرائيل أن تسعى إلى التأكيد على ثلاث رسائل مهمة:

لا ينبغي الخلط بين قتال حماس ضد المدنيين الإسرائيليين باعتباره مماثلًا للنضال من أجل الحقوق الفلسطينية. تتمتع حماس بتاريخ طويل من إعدام معارضيها (الفلسطينيين) بإجراءات موجزة، وتعذيب الصحفيين، وإجراء الاعتقالات التعسفية، وكل ذلك في الوقت التي تثري نفسها على حساب سكانها. وحتى لو كانت هذه الجماعات تتمتع بدعم كبير بين بعض قطاعات السكان، فلا شك أن هناك أيضًا فئات عريضة في المجتمع ضحية لاستمرار حكمها. ومن خلال ارتداء عباءة معاداة إسرائيل، تسعى حماس إلى تبرير أو التستر على جرائمها ضد الفلسطينيين. وفي الوقت نفسه، ومن خلال إثارة الحرب وترك المدنيين عرضة للغارات الجوية الإسرائيلية في حين أن مقاتليها وأسلحتها آمنون في الأنفاق، فقد أظهرت حماس بوضوح ازدراءها أو عدم اكتراثها بحياة المدنيين الفلسطينيين. وينبغي أن يكون للجماعات الحقوقية الفلسطينية مصلحة قوية في تعزيز هذا التمييز أيضًا، وإلا فإنها تخاطر بخلط قضيتها مع منظمة إرهابية أجنبية.
إن الجزء الأكبر من مسؤولية الانهيار الاقتصادي في غزة يقع على عاتق حكامها. ومن غير المتصور أن يكون لقطاع مثل غزة، الذي يفتقر إلى نظام قانوني فعال وتحكمه منظمة “إرهابية”، اقتصاد مزدهر. ويصدق هذا بشكل خاص عندما يستثمر نفس النظام الإرهابي مئات الملايين من الدولارات من ميزانيته المحدودة في الأسلحة والأنفاق كل عام من أجل إثارة الصراع، بدلًا من تطوير أي نوع من الصناعة التي يمكن أن تمكن السكان من الاستفادة من الاقتصاد العالمي. ومن المهم أيضًا ملاحظة أنه في بعض الحالات، لا يكون النقص في السلع وهميًا بقدر ما يكون مفتعلًا. وبما أن الوقود هو أحد أهم السلع الأساسية للحياة اليومية، فإن الأنظمة غالباً ما تقوم بتخزين كميات هائلة منه. لم يكن نقص الوقود في اليمن نتيجة لنقص الإمدادات، بل كان بسبب احتكار نظام الحوثيين؛ وقد مكنهم ذلك من ملء جيوبهم عن طريق بيع كميات كبيرة في السوق السوداء مقابل أسعار متميزة. وعلى نحو مماثل، فمن المعروف أن حماس تحتفظ بمخزون من الوقود في حين يكافح سكانها المدنيون ومستشفياتها من أجل تشغيل مولداتهم الكهربائية. وبالمثل، أفادت التقارير أن حماس تستخدم سلطتها على حدود غزة وطرق التهريب لخلق شح في الوقود يمكن من التلاعب بالأسعار على سكان غزة.
باعتبارهم حكامًا مستبدين لقطاعاتهم، تقوم حماس بلا خجل بالاحتيال على المساعدات الإنسانية، وسرقتها، واستغلالها لتحقيق مصلحتها الخاصة. وفي غزة، لا توجد طريقة مجدية لضمان أين سينتهي المطاف بالأموال والإمدادات ومن سيستفيد منها. وتتفاقم هذه المشكلة بسبب حقيقة أن المنظمات الدولية لا تملك الجرأة لمواجهة هذه الأنظمة، كما ظهر مؤخرًا في كل من اليمن و غزة. لا شك أن الحصار يضر والمعونات تساعد، ولكن المشكلة الأساسية تكمن في وجود حكومة ترهب المستثمرين، وتختطف الأجانب، وتعطي الأولوية للحرب على التطور. إن الجهود حسنة النية لتحسين حياة الفلسطينيين لا يمكن تعزيزها بمجرد إنفاق المزيد من الأموال على المشكلة.
إن “محور المقاومة” مستعد لهذه الحرب وقد صاغ رسالته لجذب الجماهير الغربية. أثبت صراع السيطرة على الفضاء المعلوماتي أنه مهمة صعبة بالنسبة للسعوديين، الذين تعرضوا منذ ذلك الحين لضغوط من شريكهم الغربي لوقف القتال والبدء في التفاوض على الرغم من أنهم لا يملكون النفوذ اللازم للتوصل إلى اتفاق مناسب.

لا يمكن إسرائيل أن تخفف من حملتها ضد حماس كما فعلت السعودية (تحت ضغط كبير) مع الحوثيين؛ وهذا خيار غير جذاب بشكل خاص لأن القرارات السعودية بالسعي إلى وقف إطلاق النار من جانب واحد، وتخفيف الحصار، والتفاوض مع الحوثيين، فشلت في إنهاء تهديد الحوثيين وتخفيف الأزمة الإنسانية في شمال اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون.

لا يمكن لإسرائيل أن تكون بطيئة ومتفاعلة في رسائلها إذا كانت تسعى إلى حماية مصالحها الأساسية فيما يتعلق بحرية العمل في ظل كثافة حملتها ومدتها. ويتعيّن على فريق المتحدثين الإسرائيليين المحترفين والمتطوعين أن ينجح فيما فشل فيه السعوديون، وإلا فإنه يخاطر مجبرًا بإنهاء حملة تفكيك حماس قبل الأوان.

التهديد المتنامي للحوثيين على إسرائيل والمنطقة
المصدر: جيروزاليم بوست | تأريخ النشر: 31 أكتوبر 2023 | لغة المصدر: الإنجليزية | كاتب المقال: سيث جي فرانتزمان [9]

يزيد الحوثيون المدعومون من إيران، في اليمن من تهديداتهم لإسرائيل والشرق الأوسط. لقد أطلقوا، في 18 أكتوبر، طائرات مسيرة وصواريخ استهدفت إسرائيل واعترضتها سفينة حربية أمريكية في البحر الأحمر. واستمر الحادث لعدة ساعات.

وفي يوم الجمعة 27 أكتوبر، وقعت حادثة أخرى سقطت فيها طائرات مسيرة ومقذوفات في مصر. وفي اليوم نفسه، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن “إسرائيل تدين الضرر الذي لحق بقوات الأمن المصرية بسبب الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقتها منظمة الحوثي “الإرهابية” بهدف إيذاء إسرائيل”. الحوثيون وكيل لنظام آية الله “الإرهابي” في طهران، والذي يسيطر أيضًا على منظمات حزب الله والجهاد الإسلامي وحماس “الإرهابية””.

ويبدو الآن أن التهديدين هما جزء من نمط متزايد بعد انطلاق صفارات الإنذار في إيلات يوم الثلاثاء، 31 أكتوبر. وفي هذا الحادث، ذكرت التقارير أن طائرة، على الأرجح أنها طائرة بدون طيار، هي التي تسببت في إطلاق صفارات الإنذار. وقالت قناة الميادين الإعلامية، الموالية لإيران، إن طائرة بدون طيار هددت إيلات.

وتأتي صفارات الإنذار في إيلات بعد يومين من إعلان الحوثيين أنهم شكلوا غرفة عمليات مشتركة لمواجهة إسرائيل. وجاء في مقال الميادين حول التهديدات الحوثية، أن الحوثيين يدعمون الدولة الفلسطينية. والشعار الرسمي للحوثيين هو “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود”. وتقول الحركة إنها تريد دولة فلسطينية على كامل الأرض، ولا تعترف بمبدأ حل الدولتين لعام 1948 أو 1967. وعلى هذا النحو، فهم يعتنقون مفهوم “من النهر إلى البحر“.

وقال الحوثيون، مطلع هذا الأسبوع، إن “هناك غرف عمليات مشتركة وجهوداً تراقب وتعمل لمواجهة أي حماقة صهيونية إذا اقتحمت غزة بريًا، ونحن نراقب الوضع عن كثب”.

ويزعم الحوثيون أن “الحرب في فلسطين أصبحت حربًا على الإسلام، يقف فيها الغرب والولايات المتحدة بجانب العدو الصهيوني”. وهذا جزء من محاولة إيران العامة لحشد وكلائها في المنطقة لمهاجمة الولايات المتحدة وإسرائيل. على سبيل المثال، نفذت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا 25 هجومًا على القوات الأمريكية منذ 7 أكتوبر.

على سبيل المثال، قال مصدر أمني ومصدر حكومي لرويترز يوم الثلاثاء، إن “طائرتين مسيرتين مسلحتين استهدفتا قاعدة عين الأسد الجوية في العراق، التي تستضيف قوات أمريكية، لكن لم تقع إصابات أو أضرار”.

الحوثيون: منصة اختبار الأسلحة الإيرانية
يعد استخدام الحوثيين والجماعات المدعومة من إيران في العراق وسوريا للطائرات بدون طيار جزءًا من نفس العلاقة الأخطبوطية الإيرانية. وتقوم إيران بتصدير تكنولوجيا الطائرات بدون طيار إلى هذه الجماعات. كما أنها تصدر طائرات بدون طيار إلى روسيا. ظهرت طائرة شاهد 136 الإيرانية لأول مرة في اليمن في عام 2001. وعلى هذا النحو، فإن الحوثيين ليسوا مجرد وكيل (ملاحظة المحرر: هذا التأريخ يسبق إشهار الحوثيين كجماعة ضد الدولة، وأيضا يسبق ظهور الدرونز باليمن)، بل هم بمثابة منصة اختبار للأسلحة الإيرانية. ونفذ الحوثيون هجمات بطائرات دون طيار وصواريخ على السعودية والخليج منذ عام 2015. وساعدت الصين في التوسط في المصالحة السعودية الإيرانية في وقت سابق من هذا العام، لكن الحوثيين مستمرون في تهديد الرياض من اليمن.

الحوثيون جزء من الرغبة الإيرانية في عولمة وإقليمية “مجزرة” 7 أكتوبر التي ارتكبتها حماس. لقد استخدمت إيران وسائل إعلامها لنشر مزاعم بأن الولايات المتحدة متورطة في الحرب التي تشنها إسرائيل على حماس، وبالتالي تحاول جعله صراعًا إقليميًا مع الولايات المتحدة. كما سعت تركيا إلى انتقاد الولايات المتحدة وكذلك إسرائيل. ورفضت الصين وروسيا إدانة حماس.

وهذا يوضح أن هذه حرب أكبر بكثير من مجرد قتال إسرائيل لحركة حماس. وترى إيران وروسيا في ذلك وسيلة لتحدي الولايات المتحدة. تعتقد روسيا أن الأمر يتعلق بنظام عالمي متعدد الأقطاب، وترى أن حرب حماس هي نوع من حرب رمزية أكبر بالوكالة ضد الغرب.

وقال المسؤول الحوثي، مهدي المشاط (ملاحظة المحرر: المشاط هو رئيس المجلس السياسي الأعلى، أعلى سلطة في مناطق سيطرة الحوثيين)، إن “معركة طوفان الأقصى بدأت وستدمر كل ما بنته قوات الاحتلال والإمبريالية العالمية”، لافتا إلى أنه “لا يوجد في المنطقة العربية شيء اسمه إسرائيل”.

“طوفان” الأقصى هو الاسم الذي أطلقته حماس على هجومها الذي نفذته في 7 أكتوبر. ووسعت إسرائيل عملياتها البرية في غزة خلال الأيام القليلة الماضية، وزاد حزب الله من تهديداته ضد إسرائيل، وكذلك “الإرهابيين” في سوريا والحوثيين. هذه هي خطة إيران لـ “توحيد” الجبهات ضد إسرائيل.

وزعم المسؤول الحوثي أن “الغرب هرب من مشاكله وحروبه بتصدير اليهود إلى العالم العربي، وأوجد كيانا لهم خارج طبوغرافيا المنطقة”. هذا هو تقليد الخطاب الحوثي المعادي للسامية والمدعوم من إيران. لقد عاش اليهود في الشرق الأوسط منذ آلاف السنين، بما في ذلك في اليمن، والوجود اليهودي في اليمن يسبق حركة الحوثيين الحديثة.

شمل هجوم 18 أكتوبر الذي شنه الحوثيون العديد من الطائرات بدون طيار والصواريخ، بعضها مزود برؤوس حربية كبيرة. وجرى إحباط محاولة الهجوم في 27 أكتوبر، لكن سقطت المقذوفات في مصر، مما يظهر التهديد الحوثي المتنامي للمنطقة. كما أبلغت صحيفة معاريف عن حادثة أخرى أثناء الليل في الفترة من 29 إلى 30 أكتوبر. ولا تزال حادثة 31 أكتوبر قيد المراجعة.

ووفقًا لبلومبرج في 30 أكتوبر، وضعت السعودية قواتها في حالة تأهب بعد الاشتباك الأخير. وقد اعترض السعوديون صواريخ الحوثيين في الماضي. وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، في واشنطن وناقش دعم المملكة لوقف إطلاق النار في غزة.

وفقًا لصحيفة عرب نيوز، “فيما يتعلق باليمن، كتب الأمير خالد: “ناقشنا أيضًا جهود المملكة في اليمن لإنهاء الأزمة وتحقيق السلام”. وقال البيت الأبيض: “رحب [جيك] سوليفان بالتهدئة الكبيرة للصراع على مدار العام ونصف العام الماضيين وأيد الجهود التي تقودها السعودية لإنهاء الحرب تمامًا”.