بن سلمان يتحدث عن توتر وحالة غضب عقب اعلان الغيثي بان الانفصال بعيد المنال ويكشف هذا الامر

كريتر سكاي/خاص:

قال الكاتب خالد سلمان:‏كان حديث الصدمة ،حجر رماها في بحيرة الوهم ، لغة صادمة لإيقاض الحالمين ، ما قاله محمد الغيثي رئيس لجنة المصالحة والتشاور ، هو مالم يستطع الحامل السياسي للقضية الجنوبية أن يكاشف به قواعده ، من أن الوصول إلى الهدف النهائي عملية سياسية نضالية تراكمية ، وإنها ليست خاضعة  للرغبات الأرادوية للوصول إلى نقطة النهاية ، بضربة عصا سحرية أو بدورة عقارب الساعة دورة واحدة ، لتتمخض بعدها عن دولة جنوبية كاملة السيادة. 
حجم ردود الفعل على حديث الغيثي لقناة الحدث لدى قطاع واسع من قواعد الإنتقالي ، هو خطأ التربية السياسية المؤسسة على الشعاراتية، ووهم تحقيق الهدف بلا خوض دروب وعرة ، تحتاج لنفس تفاوضي طويل وأداء رفيع،  وقدرة على رسم الخطوات ومراكمة الإنجازات، وحنكة في الإقناع  وتوسيع الأنصار والتحالفات ، ونقلها من حيز قضية الجنوب إلى قضية كل الوطن ، وكل قوى  التأثير الخارجي من منظمات وأحزاب ودول وخطيئة الغيثي أنه تحدث عن المسكوت،  إخترق التابو التعبوي ، وأطاح بالأمنيات غير القابلة للتحقق بفترة قصيرة المدى ، ليعلن أن القضية الجنوبية ليست قضية الرئاسة ولا الحكومة ، هي قضية الإقليم والمجتمع الدولي ، وحلها لايمكن أن يتخطى هذه الدوائر الحاكمة كممر إجباري ، وإن العمل ضمن هذه الأُطر إلزامي للوصول لحل عادل، الغوثي  فقط للإنصاف كان صريحاً بإنحيازه للقضية الجنوبية،  والهدف النهائي “إستعادة الجنوب شعباً وهوية” حد قوله. 
واضاف:الغوثي في تقديري الشخصي لم يخطئ هو قال مايجب أن يكون معلوماً لدى الجميع ، وإذا كان من شيء جدير بالملاحظة في كل ردود الأفعال الغاضبة بصدق ، أن قنوات التواصل بين الإنتقالي وقواعده تفتقد إلى الشفافية،  وغياب تهيئة الحواضن لمعركة شاقة متعرجة كثيرة التعقيد، مليئة بالإنتصارات والخيبات التقدم والإنكسار ثم معاودة السير إلى الأمام  ،  قضية متشابكة الملفات من إسقاط الحوثي وحتى الإطار التفاوضي وصولاً لإنجاز مشروع فك الارتباط ، ومعالجة القضية الجنوبية لا كمظلمة بل كقضية سياسية ، هي رمانة الميزان في ملفي الحرب والسلم في الجنوب وعموم اليمن.  
واختتم:إذا كان للإنتقالي رؤية أُخرى تتعارض مع ماقدمه الغوثي ، عليه أن يخرج لقواعده وأنصاره ببيان ، وإذا كانت السياقات التي عرضها رئيس التشاور هي آليات متفق عليها،  فينبغي توكيدها أيضاً ببيان على الإنتقالي  أن يعيد النظر في لغة التخاطب مع الناس ، والإنتقال بهم من بيع الأحلام سهلة التحقق  ، إلى الواقعية السياسية ، ومن نهج القفز على الصعاب وإحراق المحطات والمراحل من خلال تجاهلها أو تبسيطها ،  إلى المكاشفة بأكبر قدر من الوضوح ، وتجهيز  بيئته الشعبية لتحديات لاتقل صعوبة وتضحوية عن إدارة جبهات القتال. 
من دون ذلك ستتزعزع الثقة بين المستوى السياسي والشعبي ، ستضعف  المصداقية ، بما يهيء مناخات تغذي التشظي ، وتسهل مهام الإستقطاب المشبوه للكيانات المخلَّقة الوافدة،  والتي تتغذى على التململ والتيه  والإحباط العام.