العطاس يخرج عن صمته ويكشف لاول مرة تفاصيل حرب ٨٦ بعدن

كريتر سكاي:

أجرت قناة العربية عبر برنامج الذاكرة السياسية الذي يقدمه الإعلامي طاهر بركة، مقابلة مطولة مع المهندس حيدر أبوبكر العطاس رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ورئيس الوزراء في دولة الوحدة اليمنية، للحديث حول أحداث 13 يناير 1986 وما رافقتها من أمور كانت غامضة عن الرأي العام.


وفي مستهل المقابلة، أشار المهندس حيدر العطاس إلى "عدم المصارحة والاتفاق حول السياسات سواءً العامة أو غيرها من السياسات المختلفة إزاء الأحداث والتنافس الكبير بين الأطراف للبحث عن أخذ موقعًا مهمًا لها ودور الذاتية والتنافس الشخصي في احتدام الصراع".


وأكد العطاس أن "أغلب المشاركين من الأطراف هم من فئة الشباب وكانوا يفتقدوا للخبرة الكافية وماعندهم أي تجربة أو خبرة في هذا الجانب لكي يتعاملوا معه بشكل مختلف"..مُبينًا أنها "مرت سنوات كانت كفيلة بأن يكسبوا بعضهم البعض بعد أن كسبوا خبرة".


وأوضح أن "المتصارعون في أحداث 13 يناير وقعوا في تناقض كبير وكان شخصيًا يُفضل الابتعاد عن الصراعات"..لافتًا إلى أنهم تأثروا جدًا بكل السلبيات التي مُورست في المراحل المختلفة ولم يحاولوا التخلص منها مما انعكست على الوضع العام بشكل سلبي".


وأردف رئيس الوزراء قائلًا: "بعدما طلع عبدالفتاح إسماعيل والتقى بعلي ناصر محمد اعتقدوا أن علي ناصر محمد أمسك بالسلطة كلها وأنه يتجه بهم نحو طريق غير صحيح، قلنا لهم بالعكس ناقشوا البرامج السياسية يرفضوا ذلك لأنه فعلًا في الأخير سيظهر الحق الصحيح من المخطئ".


وأضاف: "في 86 عندما عدت كنت رئيس الوزراء في حينها عرضوا عليه منصب رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى فرضت ولكنهم أصروا عليه فوافقت وطرحت شرطًا تضمن بأن تكون اجتماعات المجلس علنية أمام الشعب صوت وصورة فتمت الموافقة في ظل وضع مأساوي كانت تمر به عدن، ولما حان الحق واستخدمنا هذه الخطوة تأسفوا بعض هؤلاء العناصر المقربين من الأمين العام سالم البيض وقاموا بالضغط علي لإلغاء علنية جلسات المجلس".


وتابع: " عقب أن تم رفض برنامج الإصلاح ذهبت شخصيًا إلى مجلس الشعب وتكلمت بصحيح العبارة حول ما حدث ورفع شعار (لا صوت يعلو فوق صوت الشعب) بدل صوت الحزب الذي كان سائد ونريد طرح برنامج الإصلاح أمام مجلس النواب وكل أعضاء المكتب السياسي الذين كانوا حاضرين ما كان أمامهم إلا تأييد هذا البرنامج".


وواصل: "بعدها جاءوا بعض الأخوان منهم سيف صايل وغيره من أعضاء المكتب السياسي، وأخبروا الأمين العام بما جرى".مُتهمًا إياهم وجميع حلفائهم في المكتب بإفراغ الإصلاح من مضمونه الصحيح الذي بُني عليه منذُ الوهلة الأولى".


وبينّ العطاس أن "قضية أحداث 86 أضرت الجنوب بشكل كبير على مختلف المجالات سواءً من بقي أو غادر إلى الشمال مجموعة علي ناصر وغيرها الجميع تأثروا بتلك الأحداث، وأنا أعتقد أن خلاصة الوضع الذي نحن فيه اليوم هو جزء من التراكمات السابقة لهذه الأحداث المؤسفة".