عقب مرور 3 سنوات على اندلاعها

هل حان الوقت لتضع حرب اليمن أوزارها؟

عدن(كريتر سكاي)خاص:

عقب مرور 3 سنوات على اندلاعها هل حان الوقت لتضع حرب اليمن أوزارها؟


في 26 مارس 2015م اعلنت المملكة العربية السعودية إنطلاق عملياتها العسكرية في اليمن(عاصفة الحزم) لإعادة شرعية الرئيس هادي .


حيث شنت غارات جوية ضد جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) وعلي عبد الله صالح المتحالف معهم والقوات الموالية له، والتي شنها تحالف من عشر دول وبقيادة السعودية، ضم التحالف رسميا إلى جانب السعودية  كل من البحرين والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن والمغرب والسودان وباكستان.



بدأت العمليات في الساعة الثانية صباحاً بتوقيت السعودية من يوم الخميس 5 جمادى الثانية 1436 هـ - 26 مارس 2015، وذلك عندما قامت القوات الجوية الملكية السعودية بقصف جوي كثيف على المواقع التابعة لمسلحي جماعة أنصار الله والقوات التابعة لصالح في اليمن. وتعتبر عاصفة الحزم إعلان بداية العمليات العسكرية بقيادة السعودية في اليمن. عملية عاصفة الحزم تم فيها السيطرة على أجواء اليمن وتدمير الدفاعات الجوية ونظم الاتصالات العسكرية خلال الساعة الأولى من العملية. وأعلنت السعودية بأن الأجواء اليمنية منطقة محظورة.وحذرت من الاقتراب من الموانئ اليمنية. وكانت السعودية وعلى لسان وزير دفاعها قد حذرت قبل شن عمليات عاصفة الحزم من عواقب التحرك نحو عدن، وجاءت العمليات بعد طلب تقدم به الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لإيقاف الحوثيين الذين بدأوا هجوماً واسعاً على المحافظات الجنوبية، وأصبحوا على وشك الاستيلاء على مدينة عدن، التي انتقل إليها الرئيس هادي بعد انقلاب 2014 في اليمن. وأعلنت مصر دعمها السياسي والعسكري للعمليات العسكرية وعن ترتيبات تجريها مع دول الخليج للمشاركة في العمليات ضد الحوثيين، وبدأت أول الضربات الجوية على مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية ومقر قيادة القوات الجوية التي كان الحوثيون قد سيطروا عليها وعينوا قائداً لها منهم، واعتبر حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه علي عبد الله صالح عدواناً على اليمن.


ظنت دول التحالف العربي ان الحرب ستحسم خلال أسابيع أو اشهر ولكنها تجاوزت ال3 سنوات ، خلال الحرب لم تستطع الشرعية ودول التحالف العربي تحقيق الهدف الذي جاءت من أجله بل أنها أضاعت البوصلة في وديان وصحاري اليمن بحسب سياسيين.


تسببت الحرب بقتل الاف المواطنين  وتشريد مئات الالاف من اليمنيين بالإضافة الى انتشار الاوبئة التي حصدت ارواح المئات، وتدهور الإقتصاد الوطني وعجز الشرعية عن دفع مرتبات الموظفين بالإضافة الى إنهيار المؤسستين الأمنية والعسكرية .


في سياق متصل قال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بوقت سابق ستحدث مجاعة في اليمن وستكون اكبر مجاعة شهدها العالم منذ عقود وستخلف ملايين الضحايا.


جاءت دول التحالف العربي لإنقاذ اليمن لكنها ادخلت البلد الفقير في مستنقع قد لايخرج منه إلا بحدوث معجزة فهدمت ما تبقى من مؤسسات وبنية تحتية.


بعد تحرير المحافظات الجنوبية ظن المواطن ان عدن ستكون دبي أخرى ولكن الحقيقة المر ان عدن صارت اسوء من سابق بكثير فصار المواطن يطالب التحالف والشرعية اعادة الوضع الى ماقبل الحرب فقط ومع ذلك لم تلقى دعوته اي تلبية .


يرى محللون سياسيون بأن الوقت قد حان لوقف الحرب والذهاب الى حل شامل تطرح فيه جميع القضايا كون الحسم العسكري قد فشل ولم يحقق اهدافه والمتضرر الوحيد من هذه الحرب هو الشعب اليمني.


(كريتر سكاي)استطلع اراء بعض الإعلاميين والسياسيين وخرج بالتقرير التالي:


البداية كانت مع هويدا الفضلي مذيعة وناشطة حيث قالت:أن الحرب التي كنا عائشين بها ومازلنا الى الآن نعاني من ويلات نتائجها وآثارها شكلت لنا وضع خانق للغاية فالناس بالمجمل في هذه البلاد كل يوم وهم في صراع نفسي ومادي الحرب والسنوات التي، مضت كانت عصيبة للغاية القتل، والانتهاكات الإنسانية كانت هي، سيدة الموقف بكل ما نراءه ونسمعه  ونشعر به فمثلاً :لايوجد بيت في عدن الا ويعاني ويلات الحرب كل بيت فيه أسير وشهيد وجريح وياليت حصلت الأسر التي تعاني على مستحقات او تعويض لا .

واضافت:وانما أغلب الأسر لايوجد من حتى مسمتع من الجهات المعنية، فالأسر وضعها صعب للغاية والذي يزيد الطين بله الاسعار المواد الاستهلاكية والغذائية الذي كل يوم يتفاجأ بها مئات من العائلات فحتى في المناسبات كالأعياد يستغلوا التجار حاجة المشترين بشكل كبير جداً .

واختتمت حديثها:رغم معرفتهم الكاملة بالوضع الذي، يعيشه المواطن اليمن خلال، الثلاث السنوات الفائتة الى، يومنا هذا أتمنى من الجهات المعنية ومن لدية القدرة الفعلية ليس فقط حبراً على ورق وانما بالفعل ان يتعاون مع الشعب لانه وضعة صعب للغاية.


وعن الاوضاع في عدن يقول الصحفي فتحي بن لزرق: ٣ سنوات والناس تغرق في الوحل بعدن وكل شيء يتدهور ويتآكل ويضيع..اغتيالات ، تفجيرات، تدهور تام وشامل على كافة الاصعدة ،نهب سرقة واختلال لا اول له ولا اخر.ووسط مظاهر الفوضى هذه والدمار يسألك احدهم عن السبب..!؟القصة سهلة والاجابة ابسط مما يتوقعه عقل..

الناس في عدن جأت بالعشرات من البلاطجة ومن باعوا الناس وهما في الساحات لعشر سنوات وسلموهم دولة وقالوا نريد امن وامان وخدمات وازدهار.

القصة بسيطة ،بسيطة جدا من يحكمون عدن ويتحكمون بوضعها منذ نهاية الحرب لن يأتوا لكم بدولة ليس لانهم لايريدون ذلك ،امكانيتهم اضعف من دولة .

خلقهم الله هكذا ، دولة استحالة يديرونها قدراتهم لاتؤهلهم لادارة حارة صغيرة عدد سكانها ٥٠٠ شخص فما بالك بدولة!! .


وبشأن الإغاثة التي تقدمها دول التحالف لليمن يقول الصحفي فتحي بن لزرق: من يطالع القنوات الخليجية وتحديدا السعودية والإماراتية وحديثهم عن الإغاثة الإنسانية في اليمن يخيل له ان كل مواطن يمني يتحصل على مالايقل عن 3 الف دولار شهريا لضخامة مايتم الحديث عنه من مبالغ مالية مهولة .

واضاف:اما على ارض الواقع والحقيقة المرة ان الآلاف من الاسر لم يصلها إلا بضع سلل غذائية خلال 3 اعوام من الحرب اما الجزء الاكبر فضخ في رمي اكبر عدد ممكن من القذائف على الاراضي اليمنية وشراء المدرعات ودفع فاتورة الحرب التي دمرت "اليمن".

واختتم حديثه بالقول:منذ اندلاع الحرب في اليمن لم يقم "التحالف العربي" بشيء حقيقي يذكر في اليمن لا على مستوى الخدمات ولا على مستوى البنية التحتية ولا من حيث الاعمار ، لم تشيّد مدرسة ولا مؤسسة ومستشفى ولا كهرباء ولا مياة ولا طريق ولم يتم اعمار 1% مما دمرته الغارات الجوية .والمؤلم ان الدول الخليجية ترفع كل شهرين تقارير ضخمة عن مئات الملايين من الدولارات إلى المجتمع الدولي تقول انها صرفتها على الشعب اليمني مضاف اليها تأكيدات وهمية من حكومة الشرعية بذلك.


ويقول الكاتب السياسي علي البخيتي: أن الشرعية لاتستطيع حسم معركتها ضد المتمردين الحوثيين عسكريا كونها ضعيفة وفاسدة .

واوضح البخيتي في تصريح خاص لـ "كريتر سكاي": ان الحرب لن تضع اوزارها قريبا وقد تستمر لسنوات قادمة مشيرا الى انه لاقدرة للأطراف التي تشترك فيها على الحسم.

وقال البخيتي ان الحرب تسببت بأزمة انسانية كبيرة وادت الى فرار وتشرد ملايين اليمنيين.

ولفت الى أنها أيضًا تسببت بضربة للاقتصاد الوطني وتسببت بإنتشار الأوبئة بل ووصلت بعض المناطق الى حد المجاعة كما هو حاصل في مديرية وصاب في محافظة ذمار.

وشدد البخيتي على خيار الحل العسكري وحسم المعركة مع المتمردين الحوثيين. موضحاً في ذات الوقت بأن انهاء الإنقلاب لن يكون سهلا لان الشرعية لاتزال ضعيفة ومشتته وفاسدة لاتملك ادوات تمكنها من اسقاط الحوثيين .


واختتمنا التقرير بتصريح الصحفي محمد الجنيدي الذي قال: لاتلوح في الأفق أي حلول سياسية لإنتهاء أزمة الحرب في اليمن، ويبدو أن الحرب ستطول إلى مالانهاية في البلد الفقير الغني بالثروة، وبالتأكيد الحل العسكري سيطول، كون جماعة الحوثي من جهة ستقاتل إلى آخر مقاتل أو عنصر منتمي لها ، والتحالف العربي الذي يسعى لإعادة الشرعية في اليمن مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا يسعيان إلى السيطرة على الشمالي اليمني التي تسيطر عليه تلك الجماعة.


واضاف:طرفي النزاع في اليمن لايهمهم المدنيين وحياتهم والأزمة التي خلفتها الحرب التي مازالت مستمرة، كون الطرفان يسعيان إلى مصالحمها ولم يخسرا شيء بل عكس ذلك جنوا الكثير من الأموال في حرب اسميها إسترزاقية وليست حرب حقيقة كونهما يسعيان إلى إطالة أمدها عمدا إلى أن يفنى آخر مواطن يمني بهدف الربح.


خلفت هذه الحرب أزمات إنسانية وإقتصادية ونفسية في حياة المواطن اليمني الذي يتمنى أن يعيش بكرامة في وطنه كأي مواطن آخر في بلدان العالم ، حيث أصبحت المناطق الآمنة في اليمن وتحديدا جنوبًا، مأوى للآلاف من النازحين من شتى المحافظات الشمالية هربا من جحيم الحرب التي تدور رحاها في محافظاتهم، معظم تلك الأسر فقدت مصدر رزقها كما ان البعض الأخر دُمر مصدر رزقة، والبعض فقد المنزل الذي كان يأويه، مادفع الكثير من الأسر العفيفة إلى التسول في وضع إنساني كارثي، فوفق تقارير الأمم المتحدة فقد تصدرت اليمن المرتبة الأولى في أكبر أزمة إنسانية على مستوى البلدان التي يدور فيها نزاع.


واختتم حديثه بالقول:الاقتصاد من جهة أخرى أتعب كاهل الأسر ذو الدخل المحدود ، فالآلاف من المدنيين لم يعد بإستطاعتهم توفير لقمة عيشهم، مادفع العشرات ممن يعيلون أسرهم إلى الانتحار بسبب الضغوطات التي عليهم، في ظل صمت مخزٍ من ساسة البلد إستمرار الحرب في اليمن ستخلف المزيد من الكوارث على المدنيين ، وقد ينهار ماتبقى لهم من بارقة أمل بإنتهائها.

ويرى مراقبون بأن الحل لإنهاء كل الماسي التي تعيشها اليمن حاليا هو وقف الحرب والعودة الى طاولة الحوار لإنقاذ ما يمكن انقاذه والشروع بإعادة إعمار ماخلفته الحرب من دمار .