كتب جليل احمد: بكيل... حين تخنق العنصرية الأحلام
في إحدى القرى البسيطة، حيث يفترض أن يسود الأمان والتآلف، عاش طفل اسمه بكيل. كان بكيل مختلفًا ع...
لأسباب كثيرة وجد مجدي نفسه على ساحل البحر السبب الأول كان ابنه عصام الذي كان يبتلع الحبوب بعد رسوبه في الثانوية العامة والسبب الثاني ابنته هيفاء الذي نشر صورها على الواتس ذلك الشاب السيء إلى ما هنالك من الأسباب. بيد أن مجدي لم يكن ليهمه شيء من هذه الأسباب البتة فقد كان الدافع بالنسبة له للمجيء إلى هنا شيء آخر فعلى الرغم من أنه استاء من فعل ابنه وابنته إلا أنه يحس بشيء خفي يدفعه إلى الجلوس على الشاطىء ولايكاد يتبينه شيء يستقر في أعماقه يمزقه اربا اربا .صحيح أن صور ابنته هيفاء على شبكات الواتس أمر يزعجه ويجعله يخرج عن طوره.. الا أنه قال قد تكون هذه الصور كما/ هداه تفكيره/ مفربكة وقصة تعاطي المخدرات مع عصام قد تبدو بفعل حالة نفسية طارئة.. لكن مالذي يضايق مجدي ويجعله ينتحي وحيدا ؟هل يكون الدافع بسبب ضيق شقته عندما اضطر لمغادرة شقته التي ورثها عن ابيه للأضرار التي لحقتها بعد الامطار وكل ذكرياته فيها طفولته.. وشبابه.. وزواجه الاول.. لقد كان عسيرا عليه أن يتركها ويكتري هذه الشقة التي بالكاد يلتقي فيها بزوجته في الليل فكل شيء فيها مبعثر ولايعثر على حاجياته فيها بسهولة مما كان يتسبب في إثارة الشجار مع زوجته البدينة. يكاد ساحل البحر في هذه الأثناء يعج بالناس..أخذ مجدي يتطلع إلى المارة يرتدي بنطالا وينتعل حذاء رخيصا تغطي النظارة الطبية نصف وجهه وشواربه الكثة تبدو مثل ريش نعامة صغيرة واظافره التي طالت تخفي تحتها الأوساخ ..وكان يحك ذقنه باستمرار ويرتب شعره الاكرت وينفث بصعوبة واضعا يديه في خاصرته والموج يصطحب في أذنيه. ودنا منه الليل وتمنى مجدي لو يذهب في السواد ولايعود أو يختفي خلف موجة أوريح صرصر عاتية ..لكن مما كان يفر.؟ عندما ينظر في عيني ابنته يرى فيها ماسأته شرفه.. الذي انتهك مواطنته.. هل كان ابا سيئا؟ هل كان لايجيد الحوار؟ هل كانت سمنة زوجته تضفي على حياته نوعا من القلق ومن ثم التوتر؟ هل كان بسبب تغيير الشقة؟ لم يكن أحد يدري مالسبب .بيد أنه يحس بألفة ما مع البحر مع الزرقة اللامتناهية مع الريح مع الوحدة.. اصبح يحس بتجانس مع هذه الأشياء لكنه في كل مرة يتذكر إخفاقات أولاده ليعود ويفكر: مالذي يدفع عصام إلى تعاطي المخدرات؟ وكيف ارسلت هيفاء صورها العارية لذلك الشاب؟ ألم يكن هو موجودا طوال الوقت في المنزل؟ لماذا لم يفاتحه أحد في الامر؟ .وراح مجدي يستعرض هذه الأسئلة في دماغه, وكلما تعب أومى بجسده على تلك الصخرة, فيأتيه صوت الموج, يقلب المزيد من مواجعه.