تدشين حفل توقيع كتاب القضية الجنوبية للدكتور علي بن يحيى

كريتر سكاي/خاص

دشن حفل توقيع كتاب القضية الجنوبية للدكتور علي سالم بن يحيى في سته فصول.
عرفته اعلاميا مهنيا محترما قبل أن التقيه في كلية الآداب بجامعة عدن. قبل ثمان سنوات حينما اخبرني أنه بصدد كتابة رساُلة الماجستير عن القضية الجنوبية في الصحافة اليمنية. منذ ذلك الحين جرت مياه كثيرة تبدلت فيها احوال اليمن وانقلبت رأسا على عقب! 

أننا هنا في حضن أم الدينا الحانية البلد العربي الوحيد التي فتحت ذريعتها لنا ونحن نعيش أسوأ كارثة سياسية منذ أن تفرقت أيدي سبأ بعد خراب سدها المنيع. اليمن شعب كريم وحضارة تليدة وحينما نحكي عن اليمن فهذا يعني أننا نحكي عن أهم الحضارات التي شهدت جنوب الجزيرة العربية( حمير وسبأ ومعين واوسان  وريدان وحضرموت) التي لازالت مستمرة محتفظة باسمها على أكثر من سبعة الف عاما وهي درة الجزيرة العربية وخلاصة حضارتها التليدة. واليمن تعد من أكثر الدول كثافة بالسكان في شبه الجزيرة العربية وبمعدل نمو سنوي يبلغ 5.3 ، %وفي حالة بقاء معدل النمو على حاله فإن عدد السكان سيبلغ ٣٨ مليون نسمة بحلول عام 2026م يعيشون في ( 133000) مجتمع محلي فضلا عن ما تمتلكه من تنوع طبيعي مناخي  فريد وغنى زاخر بالموارد النباتية والحيوانية والكائنات الدقيقة المفيدة والتي تقوم بوظائف حيوية مفيدة، فالتنوع الطبوغرافي أسهم في وجود تنوع حيوي ومناخي ساعد في ظهور بيئات متنوعة لعبت دورا هاما في التنوع الحيوي الزراعي والاستقرار البشري و الحفاظ على نوعية الهواء وضمان بيئة صحية للسكان وربما كانت جغرافية اليمن المتنوعة هي أهم عوامل تنوعها ففي اليمن خمسة مراكز ثقافية تليدة هي( حضرموت وزبيد وعدن وصنعاء وتعز) وفي اليمن خمسة الألوان غنائية هي ( اللون الصنعاني واللون اللحجي واللون الحضرمي واللوان اليافعي واللوان التهامي) وفي اليمن أنماط متعددة من الفنون المعمارية الفريدة في العالم منها ناطحات السحاب الطينية الحضرمية وناطحات السحاب الحجرية  في يافع والنمط الصنعاني والنمط التهامي، وفي اليمن أساليب متنوعة من الفنون الشعبية والأزياء والاطعمة واللهجات والحكم والأمثال والعادات والتقاليد. 
مازل البعض يتحدث عن الوحدة اليمنية والنزعة الانفصالية والمحبة والكراهية والقضية الجنوبية والصحف والاحزاب بعد أن ذهبت الدولة والجمهورية والسيادة والمؤسسات العامة وتحولت اليمن إلى حالة مستعصية عن الفهم والتقييم. الدولة هي التي عجزنا عن تأسيسها يا رفاق وليست الوحدة العاطفية.
وتلك الفكرة هي التي قلت ذات يوم للسيد جمال بن عمر. 

مشكلة تأسيس الدول ليست بالمسألة التي يمكن حلها بالحوارات والتوافقات والنوايا والرغبات والامنيات والسحر  ، بل هي اولا وقبل كل شيء شأن التاريخ بلحمه وسداه وعملية صيرورة تطورية تاريخية عميقة الجذور لا يمكن لها ان تتحقق الا بتحولات مادية واقعية فعلية محسوسة ملموسة تطال كل البناء والانساق والقيم والرموز والعلاقات ,وبالاساس  الفاعلين والأفعال اي السلوك قبل الوعي قانون التقدم البشري منذ الازل ، انها شروط وعوامل يستحيل مغالطتها او إشباعها ، باي طريقة من الطرق وكيفما اتفق ، ثمة استحقاقات تاريخية لا تكون الدولة الا بها ، الا باشباعها وحلها، ودونها خرط القتاد،  وليس بمقدور النوايا والإرادات والرغبات والاسماء والصفات  ، مهما كان صدقها وحجمها وسعتها واخلاصها ان تحل محلها ، حتى وان اجتمع العالم بجنه وأنسه وبكل هيئاته وقواه وخبراته وخبرائه وملوكه ونفطه ودولاراته وقنواته والخليج ومجلس الأمن الدولي وجمال بن عمر وحاشد وبكيل والامام والاحزاب والبرلمان ، ولا جدوى من طلب المزيد من الثمار طالما وان الشجرة لم تنضج بعد،  وهذا الذي كنا نقوله ونردده ونكتبه منذ زمن ، كل شيء باوانه ، ولم يكتشف العالم بعد طريقة فعالة يتم بها تحقيق هذا الإنجاز التاريخي الأهم _اقصد _إنجاز بناء الدولة من اي نمط او شكل بما هي مؤسسة وجامعة   الدولة الحديثة دولة الدستور والمؤسسات والنظام والقانون والمواطنة المتساوية سوى كانت بسيطة او مركبة مركزية او كنفدرالية او فيدرالية رئاسية او برلمانية ...الخ 
 
 غير الطريقة الطبيعية التطورية التدرجية النامية الطويلة التراكمية الانتقالية لمضطردة التحويلية المجربة المختبرة في الحضارة الحديثة طريقة انتقال المجتمع  من التقليد الى الحداثة ، في صنعاء كل المؤشرات تدل اليوم على غياب شبه كامل لمثل هذه الممكنات الضرورية اللازبة لاحداث هذه النقلة السياسية النوعية الى من القبيلة والطائفية الى الدولة الفيدرالية المزعومة وهذا ليس تشاؤما منا ولا علاقة له بمشاعرنا ومواقفنا وارائنا بل هو ما تفصح عنه الوقائع والممكنات التاريخة المتاحة والمشاهدة بالعين المجردة  ، اذ ان البشر  لايصنعون تاريخهم على هواهم بل في ظل شروط وممكنات لا يختارونها بانفسهم بل هي معطاه لهم سلفا وهي من يشرطهم ويحدد وجودهم الاجتماعي والسياسي   ولا ، فهل فهمنا هسهسة التاريخ وشفرته وقانونه ، وهل فهمنا السياسة ومنطقها وشروط وقواعد لعباتها،  وقانونها الأثير انها فن الممكن ، في السياسة  افعل ما تستطيع فعله لا ما ترغب او تريد فعله ،  ولا بد مما ليس منه بدا وبنا الدول ليس وجهات نظر واقتراح تسميات لاقاليم وارادات طيبة للنخب المحلية او للشرعية الدولية او للداعمين والراغبيين الاقليميين ، حتى وان كانوا امثال السفير جمال بن عمر والعشر الدول ، كل المؤشرات الاتية من صنعاء بعد حوار موفنبيك تدل ان الأمور لا تسير في الطريق السليم لتأسيس دولة ممكنة في صنعاء من اي نوع كان حتى من نمط سبأ الاسطورية ، كم اتمنى ان يكون العكس ولكن ليس بالامنيات  وحدها  يسير ويتحقق التاريخ وتحولاته المادية والمعنوية .  في ما يشبه الخاتمة
 سبأ ومعين وتهامة والجند أقاليم اليمن الذي هو الشمال  اما الجنوب المحتل  فقد جرى تقليب اسمي الإقليمين اليتيمين اللذين منحوها اياه  خلال أسبوع واحد فقط ثلاث مرات من صيغة اقليم شرقي وإقليم غربي الى اقليم الأحقاف وإقليم عدن الى اقليم حضوموت وإقليم عدن ، ويعلم الله ماذا سيكونا غدا.
وتلك هي الكعكة التي بقيت لنا في احتفال التوقيع. قال لي الزميل العزيز الدكتور محمد العبادي رئيس الملحقية الثقافية اليمنية في القاهرة؛ كيف يمكننا قطع الترتة يا دكتور قاسم 
بالطول أو بالعرض هههههه قلت لا فرق طالما 
وهي رطبة وسائبة وهشة يمكنك قطعها من أي اتجاها يا صديقيها!

د/ قاسم المحبشي