مللت السؤال

أَحِنُّ إلَيَّ..
متَى ألتقيني؟
سَألتُ المسافاتِ والوَقتَ،
قالوا: ستَحتاجُ خَمسينَ عامًا
مِنَ الرَّكضِ فَوقَ الخَرائطِ
حتَّى تعودَ إليكْ.
تَحيَّرتُ في قولِهِم وانذَهلتْ.
التَفتُّ أمامي
رأيتُ الرِّياحَ فنادَيتُها: 
يا رياحُ تعِبتُ رحيلًا،
وظِلِّي تَناءَى وغابْ،
ولم يَهتَدِ الخَطوُ أيَّ سبيلٍ..
متَى ألتقِيني؟
دَنَت مِن سؤالي وقالَت:
- مُحَدِّقَةً فِيَّ، رَافِعَةً حاجِبَيها -
أمَا تَستَحي؟!
ثُمَّ أَكمَلَتِ السَّيرَ والإغتِرابْ.
سألتُ السَّحابْ،
وقَد كانَ مُنشَغِلًا بالتَّكَثُّفِ والإنهِمارِ؛
فلَم يلتَفِتْ لي. 
تَوَجَّهتُ نحوَ الجبالِ،
سألتُ ارتِفاعاتِها بارتِباكٍ
متَى ألتقيني؟
أجابَت:
وجَدتُ شَبيهًا لمَعناكَ يَبكي هُناكَ
على صخرَةٍ وحدَهُ البارِحَةْ،
تمالَكتُ أنفاسِيَ الجامِحَةْ،
ورُحتُ أفتِّشُ قربَ السُّهولِ،
وبَينَ البَوادِ،
وفي فَلسَفاتِ الحَرُونِ،
ولكنَّني لَم أَجدْني
كأنِّي سَرابْ!
حَزِنتُ كثيرًا - كعادَةِ قَلبي -
مَلَلتُ السُّؤالَ .. وعِفتُ الجَوابْ.
.
وها أَنَذا ما أزالُ
أَحِنُّ إلَيَّ، ولَن ألتقيني.. 
حَنينَ الغُبارِ علَى الطَّاوِلاتِ،
حَنينَ الصَّدَا فَوقَ مِزلاجِ بَابْ.

-------
حسين المحالبي 
5/2