كتب جليل احمد: بكيل... حين تخنق العنصرية الأحلام
في إحدى القرى البسيطة، حيث يفترض أن يسود الأمان والتآلف، عاش طفل اسمه بكيل. كان بكيل مختلفًا ع...
لأنهم أوجعوا النيرانَ تكثيفا
وأشبعوا الموتَ ترهيبًا وتخويفا
لأنهم أقلقوا ليلَ الطغاةِ بما
ارتدوا من الشمسِ .. تنويرًا وتثقيفا
لأنهم كفروا بالسقف .. وانطلقوا
يُؤلِّفون السماءَ الآن .. تأليفا !
لم يسألوا فقراءَ العزِّ مكرُمةً
أو موقفًا .. إنَّما سالوا تعاريفا
الذاهبون إلى ما بعدَ موتتِهم
والعائدون ليُهدوا الأرضَ معروفا
بدونِهم ينتهي فصلُ الصعود .. أجل
بدونِهم تُصبحُ الأمجادُ تزييفا
لأنهم نبتوا في القدس .. قدَّسَهم
ترابُها .. واستمدُّوا منه تشريفا
أبقى من الأرضِ هم .. ماذا سيقتلعُ
الأعداءُ منهم وقد جاؤوا أراجيفا ؟!
ما آمنوا غيرَ بالأحجارِ فلسفةً
عميقةً تملأُ الصاروخَ تحريفا !
ولا استعاضوا بروحِ الطفل في دمهم
يُقلِّبُ الموتَ كالدينارِ مصروفا !
من أوَّلِ الدِّمِ جاؤوا خالصين .. وها
تكسرَّت فيهمُ المأساةُ تجفيفا
لم يسقطوا أبدًا إلا ليلتقطوا
أقدامَهم ويُحيلوها مجاديفا !
تشبَّثت بهمُ الأرضُ .. استقامَ بهم
زيتونُها .. وتبنَّوها غطاريفا
لا شيءَ يَحرسُهم إلا دماؤهمُ
ولا امتناعَ لما شاؤوهُ تصريفا
لأنهم بدأوا المشوارَ من زمنِ الــ
(بج بانج) .. لم يتركوا فيهِ تجاويفا
تعاهدوهُ امتلاءً بالشهادةِ والـ
أبطال حتى استفاقَ اليومَ مشغوفا
وأكملوهُ تفاصيلًا وأجوبةً
وعلَّقوه لأهلِ الأرضِ تكليفا
أعدْ - أيا أوَّلَ التقويم - قِصَّتَهم
لأننا ما شبعنا بعدُ توصيفا !
—————————
عبد الإله الأهدل