كتب جليل احمد: بكيل... حين تخنق العنصرية الأحلام
في إحدى القرى البسيطة، حيث يفترض أن يسود الأمان والتآلف، عاش طفل اسمه بكيل. كان بكيل مختلفًا ع...
قالَت ليَ الأرضُ لمَّا خانَها فمُها:
"وفِّرْ خُطاكَ فلن يُجدي تقدُّمُها
لن تُدركَ الآنَ قَولي..
سوفَ تُدركُهُ
وتلعنُ الخطوةَ الأُولى وتَشتمُها"
ودارَ ما بيننا حَدسٌ وأسئلةٌ
حتَّى تكثَّفَ في الأقدارِ مُبهمُها
لم ألتَفتْ لوَصاياها،
مَضَيتُ معانِدًا لهَا
وجِهاتِي التِّيهُ يَرسمُها
أَمرُّ مِن رَعشةِ الأشجارِ يُحزنني
أنْ قَد غَدى غُصنُها فأسًا يؤلِّمُها
أَستأنِسُ النارَ إن حل السوادُ مسًا
وأستَضيءُ، وأشواقي أُخَيِّمُها
وأستريحُ،
وألقي ثُقلَ أزمنتي عَن كاهلي
-كُنتُ أُضنى حِينَ أحزِمُها-
وتسقطُ الروحُ أوراقًا مبعثرةً
ومِن ورائيَ آمالي تُلملمُها
أكلِّمُ الصمتَ مِن حَولي وأسألُهُ
عن نَجمةٍ كُنتُ في صَمتي أكلِّمُها
عن ذكرياتٍ رُكامٍ،
عن نَزيفِ دمٍ،
وعن فتاةٍ جَرى في داخلي دمُها
أحببتُها - دونَ قصدٍ - من قصائدِها
وخنتُها، وأصابَتْني جَهنَّمُها
-------
ثُمَّ انتبهتُ إلى آثارِ وَقعِ خُطىً
تَجُرُّ مأساتَها للخلفِ مُعضَمُها
شككتُ أنَّ معانِيها تُرادِفُني،
وبعدَ أنْ بِتُّ مُستاءً أترجِمُها
أدركتُ ما الأرضُ قالَت لي -ويا أسفي-
وصِرتُ أُحصي مسافاتي وأندَمُها
-------
الآنَ والقادِمُ المجهولُ منتطفِئٌ
أخفي عنِ الريحِ آلامي وأُوهِمُها….
الآنَ والوجعُ الممتَدُّ في كَتفي
أبني سماءَ طموحاتي وأهدِمُها
وتستقيلُ ظِلالي عَن وظيفتِها
وتستجيرُ سماواتي وأنجمُها
ويفلتُ الليلُ مِن فوقي واحملُهُ
وأزفِرُ الآهَ حتَّى حينَ أكتمُها
وأكتبُ الشِّعرَ كي أَحيا قليلَ أسىً
أَسايَ أنَّ حياتي لستُ أفهمُها
#حُسين_المَحالبي
2021/9/3م