مقال ل حدة حزام(ونصبوا المشانق !)

لم يقل أمين زاوي كفرا في مقاله المنشور من يومين في صحيفة "ليبارتي" الناطقة بالفرنسية، فقط تكلم وقال  كل ما نشكو منه يوميا في مدننا التي تريفت، ليس فقط بمناسبة عيد الاضحى بل طيلة أيام السنة، ومع ذلك لم يبق إلا القليل ويشنق في ساحة الشهداء من طرف حراس المعبد.

لا أوافق الزاوي عندما تحدث عن المدن  الجميلة التي يراها غنيمة عن الاستعمار وأننا لم نبن أحسن منها، فربما هو يجهل لماذا عرقلت مشاريع بناء مدن حديثة في حاسي مسعود ، ومن عرقل مشاريع ظهور مدن أخرى غير الموروثة عن الإستعمار، تلك المدن التي كانت ممنوعة عن العرب والكلاب مثلما كان يرفعه المعمرون، عندما كان شارع ديدوش مراد والاحياء الراقية في العاصمة والمدن الكبرى، ممنوعة على الجزائريين إلا عندما يدخلونها لجمع القمامة أو كخادمات في بيوت المعمرين. أحيل الزاوي إلى مقال كتبته من أسابيع ردا على  صحفي لوموند الفرنسية الذي رافق هولاند خلال زيارته وأجرى تحقيقا يستهزئ بمدينة سيدي عبد الله، وتهكم عليها لأنها وصفت بالمدينة الذكية، والرسالة واضحة، لن تبنوا غير ما بنينا نحن وما تركناه من ورائنا، حتى وإن كان بني بسواعد الجزائريين ومن ثروات الجزائر وأموالها المنهوبة.

أعود "للمحاكمة" التي نصبها بعض من يدعون الثقافة للرجل، وكالوا له كل أنواع الشتائم، فإن كان ليس من حق المثقف أن ينبه لتدهور الحياة في المدينة، وترييفها ، فمن الذي سيفعل ذلك؟ 

بعضهم تهجم عليه لأنه ربط ظاهرة انتشار المواشي في المدن أيام العيد بالاسلام، وربما أخطأ أنه ربط الترييف بالدين بصفة عامة، لكن  الشعيرة ذاتها دينية، ونسوا أن رسالته موجهة إلى السلطات ولم ينتقد  العيد كشعيرة اسلامية، فالسلطات مجبرة على وضع تدابير وأماكن مخصصة لذلك  تسمح للمضحين بأداء الشعيرة ولا أقول الفريضة، دون أن يحولوا الشوارع والبيوت إلى زرائب، ومكب  للنفايات بعد الذبح وأنهار  من الدماء يقشعر لها الجسم .

من حقهم أن يعارضوا أفكار الرجل، وينتقدوا ويختلفوا معه، وشخصيا أرى في بعض كتاباته رسائل موجهة إلى الضفة الأخرى، لكنه يبقى مثقف له وزنه في ساحة ثقافية تتريف يوميا هي الأخرى، ويغيب فيها العقل، فوحده أمين الزاوي أعطى المكتبة الوطنية لما كان مديرا عليها مكانتها الثقافية ليس فقط بتنظيم معارض الكتاب ، بل بالمحاضرات والندوات القيمة في رمضان وخارج رمضان، وعاد الغبار إلى أروقتها بمجرد أن غادرها الزاوي.

توقفوا عن نصب المشانق لكل من خالفكم الرأي ، بل ليكن عندكم رايا أولا. اتركوا سيوف السنتكم التي تنطق سما جانبا وناقشوا بهدوء، لأن شتائمكم وتهديداتكم لن تسكت لا الزاوي ، ولا كمال داود، ولا كل من له راي يخالف معتقداتكم ولا أقول دينكم.

مقالات الكاتب

هنيئا يا جزائر !

كل شيء فيك جميل هذه الأيام يا جزائرنا، انتصارات الفر يق الوطني التي أعادت الأمل للشباب بعد سنوات من...

هلموا إلى الحوار !

لا أدري إن كانت المجاهدة، جميلة بوحيرد، ستقبل أن تكون ضمن الهيئة التي اختارتها منظمات من المجتمع الم...

الهويات القاتلة !

لا بأس أن أستعير من الروائي العالمي، أمين معلوف، هذا العنوان لكتابه "الهويات القاتلة"، لأعبر من خلال...