لن أكذب على اليمنيين إذا حكمتهم

علي البخيتي

لن اكذب على الناس اذا حكمتهم؛ ولن أقوم بأسلمة مظاهر الحياة العصرية؛ والحديث مثلاً عن (الشراب الشرعي)؛ سأكون واضح معهم كوضوح مادة الرياضيات؛ سأعيد مصنع صيرة في عدن للشراب كما كان قبل أن تزحف عليه كتائب الرجعية والتخلف واللصوصية في ١٩٩٤م وتدمره لتفتح لها باب التهريب والثراء غير المشروع؛ وأسمح للقطاع الخاص بافتتاح غيره من مصانع الشراب في عدة محافظات حتى لا تذهب عملتنا المحلية لاستيراد الكثير منه؛ وحتى اقفل باب التهريب الذي يفوت على الدولة المليارات ويستفيد منه رموز السلطة والحكم؛ ويفسد رجال الأمن والجيش الذين يتحولون الى مهربين وسماسرة وحماة لشبكات التهريب؛ وحتى تتمكن الجهات الصحية من مراقبة جودة الشراب ومنع الرديء منه والذي ينتج منزلياً ويتسبب في مرض ووفاة الكثير؛ وحتى لا نُبقي مئات الآلاف من اليمنيين والأجانب في اليمن عرضة للابتزاز بسبب حبهم للشراب.

عندما أقول علمانية فأنا أعنيها؛ وأقرب نموذج يمكن ان نحتذي به هو النموذج التركي بحكم أنها بلد إسلامي وشرق أوسطي؛ وثبت نجاح تجربتها في مختلف المجالات؛ فقد رفعت دخل المواطن التركي عشرات الأضعاف عما كان عليه؛ ونقلت شعبها الى العصر الحديث وحولت تركيا لجنة وقبلة للعالم.

سأعمل على الاستفادة من هذه التجربة العظيمة؛ وأطلب من الرئيس أردوغان ان يساعدنا في بناء نظامنا ودولتنا العلمانية؛ ويرسل لنا خبراء في مختلف المجالات؛ السياسية والقانونية والاقتصادية والعلمية والتعليمية والاجتماعية والترفيهية؛ ونسمح بما هو مسموح في تركيا ونمنع ما هو ممنوع فيها؛ لنتحول الى بلد ناجح اقتصادياً وعلمياً؛ وجاذب للسياحة والعملة الصعبة كما هو حال تركيا؛ لنرفع مستوى معيشة المواطن اليمني؛ ليعيش كريماً مثل بقية الأمم؛ مع إمكانية ان نكون أكثر محافظة من تركيا نتيجة للفارق الحضاري ولاختلاف العادات والتقاليد.

اذا ما قلدنا التجربة التركية والتي يقودها أردوغان وحزب العدالة والبناء سنتمكن من استعادة أسرة المفكر الإسلامي الشيخ عبدالمجيد الزنداني ونجله الشيخ محمد وبنته الشيخة أسماء وبقية قادة وأسر الإخوان المسلمين (حزب الاصلاح) المفتونين بنظام تركيا الأردوغانية العلمانية؛ ويعيشون ويستثمرون أموالهم في جنته؛ ويمدحونه ليل نهار؛ صغارهم وكبارهم؛ وعلى سبيل المثال فقد قال حميد الأحمر والقرضاوي وقادة حركة حماس والإخوان المسلمين في مؤتمر عقدوه قبل أكثر من سنتين تقريباً ان تركيا عاصمة الإسلام والمسلمين؛ سأصنع للإخوان اليمنيين ما يشبهها لنستعيد استثماراتهم؛ فاليمن واليمنيون أولى بها؛ وليتحملونا اذا تشددنا قليلاً وحرمانهم من بعض المتع مقارنة بما وصل له الأتراك.

مقالات الكاتب