الأبعاد الخطيرة "الجيوسياسية" لمنع اليمنيين من العمل في السعودية
هل استسلمت السعودية أمام الواقع الذي يفرضه الحوثيون وإيران في اليمن كما استسلمت أمريكا أمام الواقع ا...
بعودة الحديث عن داعش علينا الاعتراف أن فكر داعش يُدرس حتى في المؤسسات التي تزعم أنها معتدلة كـالأزهر الشريف والكليات التابعة له والمناهج الرسمية في مصر واليمن والسعودية وأغلب الدول العربية كلها تؤدي في النهاية لصناعة داعش والحوثيين وبقية التنظيمات المتطرفة.
داعش فكراً وممارسه مجرد تكرار لما حصل في صدر الإسلام من غزوات واسترقاق ونكاح السبايا وتوزيعهن كغنائم؛ داعش لم تأت بجديد؛ تفعل ما ندرسه لأطفالنا في كتب "السيرة والجهاد" ضمن منهج الدين ونعلمهم أنه صالح لكل زمان ومكان؛ ولا ندرسه ضمن منهج التاريخ الغابر الذي لا يجوز تكراره اليوم.
داعش تعبر عن صحيح الإسلام الموجود في المناهج الدراسية والجامعية لأغلب الدول العربية؛ ثم يأتي البعض ليقول أن داعش لا تعبر عن الاسلام!!. ما لم نغير تلك المناهج ونؤكد لطلابنا ان ما حدث في الغزوات أعمال وحشية وانها ليست ضمن الدين بل ضمن ثقافة ذلك العصر فكلنا داعشيون بامتياز.
الدول العربية بمؤسساتها التعليمية ومناهجها الدراسية وصراعاتها السياسية ودعمها للمجموعات المتطرفة خلقت داعش والقاعدة وبقية جماعات الإرهاب وبتواطئ غربي في أحيان كثيرة. شبابنا الذين تطرفوا هم ضحية للنظام العربي الرسمي وانتهازية بعض الدول الغربية بدعم التطرف طالما خدم أجندتهم.
حتى المناهج الدراسية التي يدرسها العرب والمسلمون في المدارس الخاصة والمساجد بالدول الغربية تحمل فكر داعش والقاعدة؛ ثم تستغرب مراكز البحث والدول الغربية لماذا يتطرف مواطنيها المسلمون حتى بعد الجيل الرابع منهم!!.
أولادنا وشبابنا ضحية لحرب وأجندات قذرة وغباء مفرط في مكافحة التطرف.
تتصرف داعش في حروبها وفقاً لمرويات السيرة والجهاد في صدر الاسلام والتي كانت تجيز سبي نساء الأعداء ونكاحهن واسترقاق الأسرى؛ ولم يفتي أي عالم دين الى اليوم من المؤسسات الدينية العربية الرسمية بحرمة تلك الأفعال بهذا العصر؛ بل لا يزالون يدرسون تلك القواعد ضمن منهج الدين في المدارس.
هناك قواعد للحرب في هذا العصر؛ تجرم المساس بالمدنيين وتؤكد على التعامل برفق حتى مع أسرى الحرب؛ فيما مناهجنا التعليمية العربية لا تزال تدرس الطلاب قواعد الغزوات الإسلامية باعتبارها قواعد دينية صالحة لكل زمان ومكان أثناء الحرب.
داعش والقاعدة تطبق المنهج الديني الإسلامي الرسمي.
قُتل ابوبکر البغدادي لكن مؤسساتنا التعليمية وبيئتنا الاجتماعية ودور العبادة وفساد الأنظمة والجهل والفقر سيصنع الآلاف من البغدادي؛ لن تنجح الحرب على الإرهاب بالعمل الأمني والعسكري فقط؛ يجب تجفيف المنابع؛ الفكر؛ التمويل؛ مناهج التفريخ؛ معاقبة الأنظمة التي تستخدم الإرهاب كورقة.