الأبعاد الخطيرة "الجيوسياسية" لمنع اليمنيين من العمل في السعودية
هل استسلمت السعودية أمام الواقع الذي يفرضه الحوثيون وإيران في اليمن كما استسلمت أمريكا أمام الواقع ا...
مشكلة المنطقة والعالم مع إيران لا تدور بشكل أساسي حول المصالح السياسية والاقتصادية والهيمنة والتوسع، فقد وجد العالم الحديث معادلات لحلها، وتفهمت كل دولة مصالح الأخرى، وحدود معينة ومقبولة للنفوذ، كل بحسب حجمه وقوته.
الخلاف مع النظام الإيراني خلاف بين الماضي والحاضر، بين التخلف والعلم.
النظام الإيراني غير قابل للحياة، لديه مشكلة وجودية مع العالم أجمع، وليس مع العرب و السعودية فقط، نظام يعيش خارج سرب الحضارة البشرية ومنظومة العصر، ويجر المنطقة لسباق حول التطرف والرجعية منذ عام 1979، ويعد الصانع الأول لموجة الإرهاب والتطرف، ويرفض لليوم التخلي عن تلك الأفكار.
في الوقت الذي قطعت فيه السعودية شوط كبير بمكافحة التطرف والإرهاب، وأسقطت منظومة الكهنوت التي تحكمت بكثير من مؤسساتها وخنقت شعبها، واستعادت ما كانت عليه من انفتاح قبل ١٩٧٩، واعترف قادتها بخطأ ما سمي بـ "الصحوة الإسلامية"، تمضي إيران في تصدير التطرف ونموذجها الثوري المتخلف.
النظام في السعودية تطور بشكل ملفت، حافظ على الأسرة الحاكمة، لكنه غير استراتيجية الحكم لتتناسب مع العصر ومع حاجات شعبه، ترك الشكل القديم للأنظمة المتشددة التي تسعى لتصدير نموذجها للعالم وقارب الأنظمة الحديثة التي تتحكم فيها مصالح شعبها، بعكس النظام الإيراني المصر على تخلفه.
في الوقت الذي تستضيف فيه جدة و الرياض وباقي المدن السعودية المؤتمرات الاقتصادية وتتبنى مشاريع عملاقة للصناعة ومدن للتقنية والترفيه، وتستضيف كذلك مختلف الفرق الفنية والغنائية، وتزدهر فيها كل مظاهر الثقافة والحداثة، تصنع إيران حزب الله في العراق وتدعم الحوثيين في اليمن.
النظام الإيراني بات قطب التطرف الوحيد في المنطقة، وتتجمع حوله مختلف المجموعات المتشددة، سنية وشيعية، والتي تزعزع إستقرار المنطقة وأنظمة الحكم فيها وتسقط دولها الواحدة بعد الأخرى.
فبعد تخلي السعودية عن الإخوان المسلمين ذهبوا الى إيران وتبعتهم باقي الجماعات المتفرخة منهم.
رحيل النظام الإيراني مصلحة للشعب الإيراني قبل المنطقة والعالم، فقد ذاقوا الويلات من حروب ولاية الفقيه وتصدير الثورة والشعارات العدمية، وبات غالبية المواطنين فقراء مع أن دولتهم غنية بكل مصادر الثورة، ولو وجد فيها نظام حديث لتضاعف مستوى دخل المواطن عشر مرات خلال خمس سنوات فقط.
ليس أمام النظام الإيراني إلا التطور أو السقوط، وإن لم يسقط بتدخل خارجي سيسقط بانفجار شعبي من الداخل، ولا نتمنى لـ إيران أن تسقط في مربع الفوضى والخراب، لكن اصرار النظام على تصدير أيديولوجيته المتخلفة وإهدار ثروات الشعب الايراني سيؤدي الى سقوطه لا محالة، فلن تسلم الجرة كل مرة.
فرق بين من يهدد من مصدر قوة معتمد على أحدث الأسلحة والتقنيات ومنظومات التجسس واقتصاد هو الأقوى في العالم كـ ترامب، وبين من يهدد معتمداً على خرافة الولاية وأساطير بالية واقتصاد متهالك وتقنيات قديمة وتقليدية، ويمني شعبه وجيشه بالشهادة وحياة ما بعد الموت كالمعتوه الخامنئي.