الأبعاد الخطيرة "الجيوسياسية" لمنع اليمنيين من العمل في السعودية
هل استسلمت السعودية أمام الواقع الذي يفرضه الحوثيون وإيران في اليمن كما استسلمت أمريكا أمام الواقع ا...
من السهل ان نطالب بطرد الإمارات من التحالف؛ ونكسب إعجاب كثير من المواطنين؛ ونشعر بنشوة الوطنية؛ لكن السؤال هو: هل هذا ممكن الآن؟؛ وهل تستطيع السعودية وحدها مواجهة تحالف ايران وقطر وتركيا وسلطنة عمان وحزب الله مع كل الضغوط التي تواجها من العالم والتربص الشديد بها بعد مقتل خاشقجي؟.
هل تدركون أن خروج الامارات يعني خروج السعودية بعدها إن لم يكن في قرار مشترك واحد؛ وهذا يعني عملياً تسليم اليمن لمحور إيران في المنطقة ووكيلها الحصري (الحوثيون).
نعم هناك اشكالية خطيرة؛ واستراتيجية إماراتية بعيدة عما أعلنه التحالف من أهداف؛ بل ومناقضة له وبشكل صارخ في كثير من المحافظات؛ ووصل الامر لدعم مجموعات انقلابية لا تعترف بشرعية هادي في عدن ومحافظات جنوبية أخرى؛ اضافة لتأسيس وحدات عسكرية مناطقية يتجاوز خطرها مسألة الانفصال بين الشمال والجنوب الى تفتيت الجنوب نفسه لكي تحظى كل دولة جارة بكعكتها الخاصة.
لكن بالمقابل هل تمتلك الشرعية اليمنية وقادتها والأحزاب المنضوية تحت رايتها استراتيجية موحدة لمواجهة الحوثيين؟؛ وهل هادي يتحكم في تعز ومأرب مثلاً أم أن القرار فيهما للإخوان المسلمين (حزب الاصلاح) وعلي محسن؟؛ والدليل ان قادة الأمن والجيش بتعز رفضوا توجيهات الرئيس والمحافظ شمسان أثاء المواجهات العسكرية مع جناح أبو العباس والسلفيين؛ ومحافظ مأرب وعلي محسن والإخوان رفضوا ربط بنك مأرب لعدة سنوات مع وجود توجيهات رئاسية؛ ولولا ضغوط وجهود محافظ البنك المركزي حافظ معياد ونقله لذلك التمرد للرأي العام وتوجيه بعض سفراء الدول الخمس الأعضاء بمجلس الامن رسالة واضحة ومحددة: انه اذا لم يتم الربط فان العرادة ومحسن وآخرون سيلتحقون بمن سبقهم على قائمة العقوبات.
وهل الوحدات التي أشرف علي محسن على تشكيلها في تعز ومأرب ومحافظات أخرى وحدات وطنية ام محسوبة على الإخوان (حزب الإصلاح)؛ وهل فعلاً شرعية الدولة والمؤسسات والقانون هي من تحكم تعز ومأرب أم دولة المرشد والمقر؟.
هناك انقلاب في صنعاء وهناك انقلاب كذلك في عدن؛ وأيضاً هناك انقلاب في تعز ومأرب؛ فلا وجود لدولة مؤسسات وشرعية دستورية وقانونية في أي من المحافظات التي تدعي الشرعية انها تحت يدها؛ ولو كانت هناك دولة ومؤسسات حقيقية في أي منها لما بقي مسؤول واحد بما فيهم هادي ومحسن والمقدشي خارج اليمن يديرون دولة وشعب من الفنادق.
وجدت الامارات ومن خلال مشاركتها في التحالف وكونها في قلب المعركة منذ اربع سنوات ان علي محسن والإخوان يبنون لهم جيشهم الخاص ونفوذهم الخاص ومناطقهم الخاصة؛ ووجدت أن هادي وأولاده؛ جلال وناصر؛ ومن في فلكهم؛ يبنون لهم جيشهم الخاص ومناطقهم الخاصة؛ فقررت هي كذلك بناء جيشها الخاص.
وجد الإماراتيون شرعية لا تحترم الشرعية؛ ومسؤولين لصوص لا يتحلون بأي قدر من المسؤولية؛ ورؤساء أحزاب خرفون وخارج الفاعلية يتحكمون بأحزابهم منذ ٤٠ عام؛ فقررت أن تبني لها نفوذها ومناطق سيطرتها ومرتزقتها.
قبل ان نطالب بطرد الامارات علينا ان نسأل أنفسنا هل يستحق رموز الشريعة (هادي ومحسن والمقدشي) الذي تسببوا في سقوط صنعاء والدولة وهم في قلب العاصمة البقاء وتوليهم مهمة استعادة الدولة؟؛ وبعد اربع سنوات هل يستحقون الاستمرار ام يجب ان نطالب بطردهم؟.
عندما يكون لدينا شرعية لديها استراتيجية واضحة لمواجهة الانقلاب الحوثي؛ ومسؤولين أكفاء ونزيهين وفاعلين؛ وقادة أحزاب يدركون اننا في حالة حرب؛ ودولة نظام وقانون في المحافظات المحررة؛ وجيش وطني محترف لا وجود لأسماء وهمية في قوائمه يتجاوزون الـ ٧٠٪؛ بحسب اعتراف وزير الدفاع شخصياً، جيش لا علاقة له بفلان ولا بعلان ولا بالمقرات الحزبية والمرشد العام للإخوان؛ يمكن أن نطلب من الامارات تصويب مواقفها او الخروج؛ ولدينا ما يغطي العجز والفراغ الذي سيحدثه اخراجها.
وقبل ذلك لن تعدوا أغلب تلك المطالبات عن كونها ضغائن ومناكفات مدفوعة وممولة من جهات لخدمة أجنداتها الخاصة لا لاعتبارات وطنية يمنية؛ مع تقديري لنوايا الكثير الذين طالبوا بطرد الإمارات