الأبعاد الخطيرة "الجيوسياسية" لمنع اليمنيين من العمل في السعودية
هل استسلمت السعودية أمام الواقع الذي يفرضه الحوثيون وإيران في اليمن كما استسلمت أمريكا أمام الواقع ا...
هل قدرنا أن نبقى هكذا في ذيل الأمم؟؛ ما الفرق بيننا وبين دول عمرها بضعة عقود او حتى بضعة قرون؛ سنغافورا وكوريا الجنوبية وأمريكا نفسها لم تكن موجودة؛ لكنها اليوم الإمبراطورية التي تحكم العالم عملياً.
مالذي نهض بتلك البلدان؟؛ وجعلها تتصدر الحضارة البشرية بعمرها البسيط؛ وبعض الدول التي عمرها آلاف السنوات كاليمن لا تزال غارقة في الجهل والتخلف والخرافة؛ ولا تزال قواها وأحزابها السياسية تستجر صراعات ما قبل ١٤٠٠ عام.
ما الذي جعل تلك الدول تتقدم يوماً بعد يوم؛ ونحن في تراجع مستمر؛ ودائماً ما نقول: رعى الله زمان؛ كانت الأسعار أفضل والتعليم اجود وحتى مظاهر المدن والناس كانت أجمل؛ وعدن خير مثال على ذلك.
عندما نقارن بين صور الطلاب في المدارس والجامعات في الستينات والخمسينات في عدن والسبعينات والثمانينات في تعز وصنعاء نستغرب كيف كان شكل الطلاب والطالبات وهم في الفصول وقاعات المحاضرات وساحات الجامعات جنباً الى جنب وجدية الدراسة وبين اليوم كيف اصبح التعليم مرتع للغش والبيع والشراء والتخلف؛ شكلاً ومضمونا؛ وبدل تلك الصور الجميلة لمدارس الستينات والسبعينات ظهرت صور التسلق على جدران المدارس ولجان الامتحانات التي أصبحت موبوئة بالغش والمسلحين؛ في مشاهد توحي وكأننا نسعى لأن نكون متخلفين مع سبق الإصرار والترصد.
مناظر مرعبة وصادمة؛ تحكي لنا عن مستقبل اليمن؛ فإذا كان الذين درسوا في العقود الماضية أوصلونا لما نحن فيه الآن كيف سيكون حالنا في المستقبل مع هكذا جيل من مخرجات التعليم الحالي!!؟.
لن نلتحق بالعصر دولة وشعب الا باستنساخ عوامل النجاح التي رفعت دول من الحضيض الى القمة في عقود بسيطة؛ فالعصر عصر العلم والمعرفة والأبحاث؛ والبدء من المكان الذي انتهى منه الآخرون؛ بالعلم وليس غيره سنعود وتعود بلدنا؛ وبالخرافة والتخلف وتحكم الموروث الديني وفقهاء عاشوا قبل مئات السنوات سنواصل السقوط.