الأبعاد الخطيرة "الجيوسياسية" لمنع اليمنيين من العمل في السعودية
هل استسلمت السعودية أمام الواقع الذي يفرضه الحوثيون وإيران في اليمن كما استسلمت أمريكا أمام الواقع ا...
في عدن؛ شماعة الإخوان المسلمين وقطر لم تعد قادرة على تغطية الفشل؛ ضاق الناس ذرعاً من الوضع الأمني والعجز بل والدجل الذي تمارسه الأجهزة الأمنية وبالأخص منها المحسوبة على المجلس الانتقالي؛ فقد بلغت بهم الوقاحة لعمل مسرحيات عن إنجازات امنية واكتشاف خلايا واعتقال مشتبهين واكتشاف مخازن أسلحة؛ مسرحيات لم تعد تنطلي الا على بعض الأغبياء والسذج.
بكل صراحة نقول ان هناك فشل ذريع؛ فقد باتت عدن مستنقع موبوء بالجريمة والاغتيالات والانفلات الأمني؛ والنهب والبسط على الأراضي وابتزاز التجار والاستيلاء على ممتلكات بعضهم وتطفيش الآخرين هو سيد الموقف؛ فأغرقوا عدن في مستنقع من الفشل على كل المستويات.
من يمسك بالأوضاع شلة مناطقية "سنحان الجنوب"؛ معايير التعيين لديها الولاء الشخصي والمناطقي؛ فضاعت الكفاءات وأُهمل رجال الدولة وتم تصعيد متخلفين ومعاتيه لا يحملون أية مؤهلات؛ تخجل من الاستماع اليهم في القنوات الفضائية؛ لظهورهم كمهرجين لا يفقهون شيأً غير مهاجمة الإخوان المسلمين وقطر وتحميلهم مسؤلية عن كل شيء حتى عن المجاري الطافحة في كثير من أحياء عدن ومدن جنوبية أخرى في صورة تعكس وجوههم.
كان أمام عدن فرصة تاريخية لتكون عاصمة لكل اليمنيين؛ وتنفتح فيها أفاق كثيرة وكبيرة للاستثمار؛ وستكون قبلة كل المؤسسات الدولية وسيعود لها السفراء الأجانب ومسؤلي الدولة؛ وستكون منطلق لكل العمليات الانسانية لمختلف مناف اليمن؛ شمالاً وجنوباً؛ ومينائها كان سيعج بالحركة والبضائع ومختلف الأنشطة التي ستحرك كل اوجه الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية والخدماتية؛ كانت ستنهض عدن وسيجد كل من فيها بل ومن في المحافظات القريبة منها فرص كثيرة للعمل والاستثمار؛ لكن مجموعة من قطاع الطرق والعصابات استولت على مقاليد السلطة؛ زاعمين أنهم يتحدثون باسم القضية الجنوبية؛ فجعلوا منها شماعة لأبشع الممارسات التي يتعرض لها أبناء عدن والجنوب منذ خمسين عام.
شوهوا بالقضية الجنوبية بعد أن حولوها الى قميص لكل مرتزق؛ بل شوهوا بتاريخ وهوية الجنوب ككل؛ فظهروا كمرتزقة خلعوا لبسهم وأرتدوا لباس الآخرين وكأنهم بلا هوية ولا تاريخ ولا إرث حضاري لآلاف السنين؛ ويقدمون أنفسهم في تصريحاتهم للإعلام وبلا خجل كجنود وحماة لغيرهم من دول المنطقة؛ مع أنهم فاشلين في حماية دورهم وارساء الأمن في مدنهم؛ لم تفارقهم بعد عقلية المرافق القابع في خانة السيارة وهو يسرد بطولاته في حماية سيدة؛ معتقداً ان لولا وجودة لضاع سيده؛ مع ان سيده يمكن أن ينزله من الخانة في أي جولة ويملأ السيارة بعشرة من أمثاله من الجولة التالية.
عندما يتصدر المشهد من لا يملك أي معرفة ولا شهادة ولا ثقافة حتى متوسطة ولا مخيلة ووعي وإدراك لكيفية بناء الدول وتشغيل المؤسسات تكون هكذا النتائج؛ عندما يتصدر المشهد الأغبياء والمتخلفون ومن لا أفق لهم؛ وطموحهم ينحصر بسيارة صالون تتبعها سيارة شاص محملة بالمرافقين؛ فقط لأنهم أقارب أو من منطقة فلان أو علان؛ تكون هكذا النتائج.
نتحدث بحرقة عن عدن؛ لأنها كانت أيقونة التطور والحضارة ومركز إشعاع للمنطقة برمتها؛ قبل ان تكون دبي وجدة والدوحة ومسقط؛ كان أمامها فرصة لتستعيد دورها وتنطلق لكن للأسف تَسلُط هؤلاء عليها جعلها تتراجع للوراء عقود طويلة.