علي البخيتي يكتب:إلى يحيى صالح لا يزال إسمك بالقلم الرصاص في حزب المؤتمر الشعبي العام

لا يزال اسمك بالقلم الرصاص في حزب المؤتمر الشعبي العام؛ وتعيينك ليس شرعي الى الآن؛ فلا تتجاوز على قادة في المؤتمر كانوا ضمن المؤسسين للحزب قبل أن يعرفك أحد بغض النظر عن خلافاتنا السياسية معهم؛ وليتك وعند حديثك عن وصية الزعيم صالح تذكرت مطالبته بالخروج ضد الحوثيين؛ وعلى الأقل عدم التوطئ معهم لمن عجز عن مواجهتهم؛ كما تفعل بعض قيادات المؤتمر الموجودة في صنعاء للأسف الشديد؛ فلا تأخذ من كلام الزعيم ما تشاء وتترك ما تشاء؛ والمواقف بخواتيمها كما تعرف؛ والزعيم دفع دمائه للوصية الأخيرة والتي كانت موجهة ضد الحوثيين بشكل أساسي.

لا تعتقد أنك أو أحد آخر سيتمكن من وراثة المؤتمر؛ يكفي خطأ الزعيم بمساعيه لتوريث الدولة لأحمد ولك ولعمار فضاعت الدولة وتشردنا جميعاً ودفع هو ثمن تلك السياسيات الحمقاء التي انتهجها في آخر سنوات حياته عندما عهد لكم بإدارة أهم مؤسسات الدولة دون أن تكونوا مؤهلين لشيء؛ فقط لأنكم أبناءه وأقاربه؛ وكأننا في نظام حكم ملكي لا في جمهورية قامت على أنقاض نظام إمامي وراثي.

وأقولها بصراحة اليوم؛ إن أي مساعي منك أو من أحمد لوراثة المؤتمر لن تؤدي إلا الى تدميره؛ يكفي مشروع التوريث السابق لليمن الذي دمر الدولة فحافظوا على حزب المؤتمر وأنتم ضمنه كشركاء؛ دون السعي للاستحواذ عليه وكأنه أرضية ضمن أملاك المرحوم.

ولا تنسى في خضم اتهاماتك لقادة المؤتمر بالخيانة والعمالة وشتى التهم أن طارق أخوك بات في نفس مربعهم؛ بل وأكثر؛ فاذا كان بن دغر والبركاني وقفوا سياسياً مع التحالف فطارق يقاتل بأموال وأسلحة من السعودية والإمارات؛ وجنباً الى جنب مع جنودهم في خنادق واحدة لمواجهة الحوثيين؛ واذا كان توصيفك صحيح فخيانة طارق وعمار ونبيل الصوفي ومن معهم من المؤتمرين والحرس الجمهوري والأمن المركزي والمشايخ أضعاف خيانة بن دغر والبركاني.

يا يحيى عيش في بيروت في منتجعاتك الفاخرة ودعك من التنظير الفارغ والمزايدة على الآخرين؛ فما يفعله قادة المؤتمر الذين هجوتهم في بيانك الأخير بأبشع الألفاظ يفعل اخويك طارق وعمار أضعافه ولم تتحدث عنهم ببنت شفه؛ لأنك تُفصل الخيانة على مقاس مصالحك ومصالح أسرتك فقط.

وهذا لا يعني رضانا عما يفعله هادي وبعض قادة المؤتمر المتواجدين في الرياض؛ فكلنا ندرك أن هادي كذلك كارثة لليمن واليمنيين؛ لكن كلنا ندرك كذلك أنه صناعة عمك المرحوم ووريثه على العرش واليد الأمينة التي تحدث عنها فلا تدفعنا لتقليب المواجع.

كما ان حديثي هذا لا يعني كذلك موافقتنا على الكوارث والإخطاء والجرائم الجسيمة التي ارتكبها التحالف؛ لكن علينا أن ندرك ان كل ذلك بسبب انقلاب الحوثيين؛ هم من ورطونا في كل ذلك؛ وجرائمهم بحق اليمن واليمنيين لا تعد ولا تحصى.

يا يحيى قتل الحوثيون عمك وسحلوا جثته ولا يزالون يعتقلون بعض أسرتك ونهبوا منازلكم وأوقفوا أرصدتك ولم يمنعهم تملقك لهم؛ وبعض قادة المؤتمر في الداخل الذين تدعوا المؤتمريين للإلتفاف حولهم صافحوا القتلة بعد الجريمة بساعات؛ وإن عذرنا بعضهم لأنه تم إكراههم فلا يمكن أن نعذر مواقفك المنسجمة مع من باتوا أشبه بالأسرى ومجرد أدوات لدى الحوثيين؛ وتلك حقيقة بات يدركها حتى الأطفال؛ والبيانات التي تصدر عنهم يكتبها حمزة الحوثي كما تعرف ويعرف الجميع؛ وما على ابو راس الا قراءتها؛ وانسجام مواقفك معهم يعني انسجامك مع الحوثيين قتلة عمك؛ واذا كان من خيانة فهو ما تفعله بهذه المواقف التي تتناقض كلياً مع وصية الزعيم الذي دفع حياته ثمناً لها.

يا يحيى انت تتحدث اليوم وكأنك في مهرجان انتخابي لاختيار رئيس للمؤتمر؛ وتسعى لمغازلة البعض لكي تحقق ذلك الحلم؛ دون ان تدرك انه لم يعد هناك بلد ولا جمهورية لنتسابق على بعض المناصب الحزبية؛ والأولى الآن استعادة الدولة والجمهورية والمؤسسات وبعدها يمكنك ان تتحاذق كما تشاء.

 لا نطلب منك اعلان وقوفك مع هادي ولا مع الشرعية ولا مع التحالف؛ فأنا كما يعرف الجميع دائم النقد لهم؛ ما نطلبه منك هو أن تدرك أن الحوثيين هم العدو الأول لليمن ولليمنيين الآن؛ وأنك تدعم جناح في حزب المؤتمر بات أحد أدواتهم للأسف.

وحقيقه أخيرة عليك إدراكها؛ المؤتمر حزب ممتد في كل ربوع اليمن؛ وفيه الكثير من الكوادر والقيادات الأكاديمية والقبلية والاجتماعية والوجهات المخضرمة والمؤهلة الأجدر منك بألف مرة؛ فلا تعتقد أنك ستتسلمه بجرة قلم كما سلم لك الزعيم سابقاً الأمن المركزي بجرة قلم؛ وسلم بقية الأجهزة لأقرانك من أسرته في لحظة ضعف وطمع فقد معها البوصلة؛ "فقرحت البلاد جو وقرح الزعيم معها"؛ اعتبروا من التاريخ؛ لا يمكن توريث دولة وجمهورية بحجم اليمن؛ ولا حتى حزب بحجم المؤتمر.

مقالات الكاتب