قبلة الوداع الأخيرة
اقسى وأصعب ما يمكن أن يمر به الأنسان هو فقدان عزيز على قلبه كل مآسي وأوجاع الدنيا لا تعني شيء أمام و...
أوشكت الشمس على الغروب ولم يبقَ من ظلها سوى القليل ،بدا السحاب يغطي السماء وصوت الرعود والصواعق تهز المدينة، وبدأت تعلى أصوات غريبة أخافت البشر لا ندري من أي ناحية أتية ، الجميع خائف لم يجرؤ أحد على البقاء في الشوارع، الجميع التزموا منازلهم ومازالت الأصوات تتعالى وتتعالى أكثر؛ بل وتقترب أيضا والناس في حالة رعب مريبة! .
انقرعت بعض أبواب المنازل؛ بل واهتزت لم يتفوه أحد من ساكني تلك المنازل بالنطق ولو بحرف واحد ،وفي أحد المنازل سُمع بكاء أحد الأطفال يبكي من شدة الخوف .
انقرع الباب وبشدة وكان بكاء الطفل قد أزعج ذوي الأصوات الغريبة والمخيفة ،لم يسكت ذلك الطفل بل ازداد بكاؤه من ما جعل هؤلاء الغرباء يزداد غضبهم ليقوموا باقتلاع باب المنزل.
يا إلهي عجبا ما هذه الأصوات التي سيطرت على المنزل
جميع أفراد الأسرة خائفين ولا يعلمون ماذا ينتظرهم أو بالأصح ما الذي سيدخل عليهم وماذا سيحدث لهم؟ وما زال بكاء الطفل مستمر.
اصفرت وجوههم من هول ما راوا...إنها وحوش مفترسه على هيئة بشر يبدو بأنها كانت تسكن خلف الجبال وأيقظها صوت الصواعق.
اقتربت الوحوش نحو الطفل لابتلاعه فدخلت في صراع حاد مع أم الطفل لا تريدهم أن يأخذوا فلذة كبدها.
ولم يكن بوسعهم سوى أخذ الأم والطفل سويا والهروب بهم من المنزل.
بينما كانت الوحوش في طريقها للعودة إلى مقرها بصحبة الطفل وأمه؛ حيث لم يتوقف لسان الأم من الدعاء بأن ينجيها الله تعالى هي وولدها...حتى بدأت تتساقط حبات الغيث ؛ أمسكت بهم الوحوش بشدة واشتد المطر وكانت تتقافز الوحوش بطريقة مفزعة وتصدر أصوات غريبة ومفزعة .
إلهي ما الذي يجرى؟!!
بدأت تدخل الوحوش في حالة من الإغماء ولم تعد تتحرك أو تنطق ، تسللت الأم ببطء للهروب بطفلها من قبضة تلك الوحوش المفترسة لكنها لم ترَ أمامها شيئًا،لم تتجرأ أن تجازف بالاستمرار بالمشي في ظل ذلك الظلام الحالك، بل وأيضًا شدة الأمطار التي تهطل في كل الأماكن.
قررت الانتظار وكلها أمل بان الله تعالى لن يتركها فما خاب من تمسك بحبل الله.
بدأ الشروق يطلع يا إلهي ما الذي أراه أمامي؟ إنها بشر ملقاه على الأرض! أين ذهبت تلك الوحوش؟!
لم تعد تستوعب شيء حتى رأت امرأة في زاوية متكئة برأسها فوق ركبتيها للأسفل وشعرها عامر بالشيب يبدو وكأنها امرأة كبيره في السن؛ لأن تجاعيد الكبر ظاهرة على وجهها ومن خصلات شعرها ويديها والعصا المرمية بجانبها، اقتربت منها لتسألها ما بكي؟
فحدثتها بصوت باكٍ دون أن ترفع رأسها بأن المطر خرب ما صنعته من سنين ،وبدأت تسرد حكايتها؟
انتظروا التكملة في العدد القادم .