قبلة الوداع الأخيرة
اقسى وأصعب ما يمكن أن يمر به الأنسان هو فقدان عزيز على قلبه كل مآسي وأوجاع الدنيا لا تعني شيء أمام و...
سيدي الرئيس المنصور هادي؛ فإذا قلنا المنصور فأنت بالفعل منصور لا ننسى موقفك الشامخ الذي أخرجنا من مجزرة الحوثي التي كانت سترمي بكلينا إلى الهاوية فأنت الأب الحنون لكلينا ولا نريد بك أي سوء...
سيادة وزير الداخلية أحمد الميسري ونعم الرجل الكريم العاقل الذي اتهم الكثير بالعنصيرية ،ولكن ما رأيناه أنه لا يعرف للعنصرية شكلًا أو لونــًا ..
قائدنا المغوار عيدروس الزبيدي؛ ارفع قبعتي لك تقديرًا وإجلالًاعلى شجاعتك التي لم أرَ لها قط مثيلًا منذ عهد المخلوع صالح الذي حكم بإعدامك ظلما وبهتانا حتى يومنا هذا ..
الشيخ هاني بن بريك الذي استلطفتني كلماتك عندما قلت وإن قتل ابن بريك سيقولون ابن بريك هو وراء مقتل ابن بريك ولا أنكر شجاعتك وقوتك وشهامتك ،وكلماتك الرنانة في خطاب من خطاباتك التي ما زالت عالقة بأذناي ..
بعد هذا يا سادتي الفاضلين أريد أن أخبركم بما يعانيه المواطن..
إن الذي يعانيه المواطن لا ينبع من تجربة ذاتية فقط أو موقف وحدث عابر في يومه، ولا قريب دس في قلبه الحزن، إن الذي يعانيه لا دخل له به، ما يؤذيه أعمق بكثير من روتينية التجارب التي تحدث مع الجميع، البعض يخاطب نفسه كل يوم راجيًا من الله أن يعم الأمن والأمان والطمأنينة على وطنه، وأن تكون له صحة سليمة،وأن تسير حياته على النسق الذي يريده، ورغم كل شيء يأبى الليل أن يفارق أرواحهم منتظرين أحبابًا وأعزاءً رحلوا دون حول لهم أو قوة ،لا أحد يعلم بالغصة التي تخنق أحدهم وكم يمضي في ظلام الليل يحارب بقلب باكٍ وعينين دامعتين لالتقاط شعاع صغير من الأمل كي يدسه داخله حتى يمحو اليأس الذي حل به ، لكن لا جدوى أبدًا، فعند إدخال شعاعٍ صغير من الأمل يأتي ما يمحيه ..
نحنُ..نعم نحنُ يا سادتي الذين نعيش بين زمنين مختلفين نشاهد انجراف وطننا إلى الهاوية وكل يوم وبدون سابق إنذار نعيش تطورات سريعةٍ ما بين القذائف والرصاص، حتى نركض دون أن نلتقط أنفاسنا نفتش عن مخبئٍ آمن ، فأين المبادئ العظيمة التي تحدثتم عنها والتي تعلمناها من أحاديثكم؛ هل خرافات أسمعتمونا إياها ولم نرها ، فكل ما نشاهده هو تضادها ، أشعر بأن التناقض سكن شخصياتنا جميعًا؛ فقد أصبحنا أبناء الحزن والضعف ، أهلكنا انتظار الأمن والأمان ،ولا عملة نتداولها بيننا سوى الأنانية..
ما الذي جعل العالم يتغير ..؟ أين كنا وكيف أصبحنا؟.. ها نحن بين فقيد وجريح ..بين وجع وحرقة ألم ..كنا لا نفقد إلا من التهمه الكبر وغزا الشيب رأسه واليوم يذهب من قوي بدنه ..أي سن الزهور هذا الذي قضينا أغلب أوقاته بحزن وأسى هل يعقل أن ينعت هذا الجيل بالجيل السعيد بينما نتمزق بشكل مستمر...؟!